الكوفية:الإخلاء الشامل لرفح هي الخطوة الأولى باتجاه تحويلها إلى معسكر اعتقالي كبير يحشر فيه كل سكان القطاع أو على الاقل محافظاته الجنوبية، بعد التحقق من هوياتهم والإشراف على إمدادهم بالحد الأدنى من الإغاثة الإنسانية، ومن ثم تصبح رفح لاحقاً بمثابة (صالة مغادرة كبرى) نحو الخارج تنفيذًا لخطط الهجرة الطوعية (حلم نتنياهو واليمين الصهيوني التاريخي).
بدأ نتنياهو عمليًا مرحلة التفاوض تحت الضغط العسكري المتصاعد ساعيًا إلى تحقيق عدة أهداف على رأسها التهرب من استحقاق المرحلة الثانية بما تتضمنه من انسحاب شامل وانتهاء الحرب، واستعادة الكم الأكبر من أسراه، والخروج من أزماته الداخلية المتلاحقة عبر إرضاء اليمين.
يُساق شعبنا نحو مصيره المحتوم في معركة كارثية لم يخترها ومواجهة لم يسعى إليها، يُباد ويسحق على مدار عام ونصف من جريمة العصر في ظل دعم أمريكي لا محدود وصمت عالمي وتخاذل عربي، وأبواق تبيعنا الوهم صبح مساء، والناس في نظرهم مجرد أرقام، لقد تحدثنا مرارًا ومنذ الشهور الأولى بضرورة أن تأخذ حmاس خطوات للخلف وتغلب المصلحة الوطنية وتنقذ ما يمكن إنقاذه، وقلنا بأن شعبنا سيتفهم ذلك ويقدره، ولكن يبدو أن الخيارات العدمية التي يتم انتهاجها تُقربنا أكثر فأكثر من النهاية المأساوية.
أتفهم أن تتمسك بسلاحك وتتمترس خلفه في حالة واحدة، هي أن يكون ذلك السلاح متوفرًا ومتدفقًا كمًا وكيفًا وأن تكون قادرًا على استخدامه لردع العدو وإيقاف مخططاته وإيلامه وتدفيعه ثمن جرائمه، في ظل بيئة حاضنة، وعمق عربي استراتيجي داعم، عندها فقط يكون التخلي عنه انتحارًا وتخاذلًا .. أما وأنه لم يتبقَ سلاحًا يُذكر ولا ردعًا حاصل ولا مواجهة حاضرة، لإيقاف المذبحة والاستباحة الشاملة والقصف والتدمير الممنهج والتهجير والتجويع، وتخلي القريب والبعيد لأسباب مختلفة، فعندها يصبح (السلاح) عبئًا وشماعة في يد الاحتلال لاستمرار القتل ومواصلة المحرقة.
#استمعوا_لصرخات_شعبكم
#كفى #كفى #كفى