القدس المحتلة - في الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض، أكّد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، أن هذا اليوم الوطني يُمثّل محطة مفصلية في الوعي الجمعي الفلسطيني ويُجسّد حقيقة تؤكد ثبات شعبنا في مسيرة النضال الوطني التحرري، كنموذج حيّ لهوية سياسية صاغتها التضحيات، وصقلتها الإرادة، ورسّخها الوعي التاريخي النضالي.
وقال دلياني: "في ظل حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على غزة، ونظام التطهير العرقي في القدس وباقي انحاء الضفة المحتلة، وسياسة التمييز والتهميش لاهلنا في الداخل، ومشروع الإقصاء والإلغاء للاجئين من ابناء شعبنا في المنافي والشتات، يتحول يوم الأرض إلى فعل نضالي بامتياز، يرسّخ حقنا غير القابل للتصرف في مواجهة آلة الابادة والمحو الإسرائيلية، من خلال إرادة وطنية عابرة للحدود الجغرافية والنفي القسري."
وأضاف: "إن ما يشهده العالم اليوم بصمته المتواطئ عو تجلي معاصر لمنظومة استعمارية قديمة، تعيد إنتاج نفسها ضمن إطار جديد من الإبادة الإسرائيلية، والتطهير العرقي الاستيطاني، والفصل العنصري المؤسسي. ما يجري هو إعادة تسويق لجرائم تاريخية بلغة عسكرية اسرائيلية أكثر وحشية."
وأكد دلياني أن "نضالنا الوطني، في ظل هذا السياق القمعي هو مشروع تحرري ذي عمق فلسفي وسياسي، يُعبّر عن إرادة وجود في وجه منظومة صُمّمت لاقتلاعنا من جذورنا، ومحو ذاكرتنا، وتجريدنا من حقنا في الحياة."
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن إحياء يوم الأرض لا يُقرأ في سياق رمزي أو شعاراتي، بل بكونه فعلًا سياسيًا متجددًا يؤكد أن النضال الوطني الفلسطيني هو نقطة الارتكاز الفاصلة في مواجهة البنية الكولونيالية الاسرائيلية القائمة على الإقصاء والتطهير العرقي. وأضاف أن معركة التحرر، بكل تجلياتها النضالية ليست خيارًا بل ضرورة وجودية، تشكّل جوهر الصراع في لحظة تاريخية تتآكل فيها المعايير الأخلاقية وتتقاطع فيها مشاريع الإبادة والتطهير العرقي في صمتٍ دولي متواطئ.