الكوفية:القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن أكثر الأكاذيب الإسرائيلية توظيفًا واستثمارًا في سياق الحرب الدعائية لطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، تمثلت في الرواية المفبركة عن قطع رؤوس أطفال إسرائيليين في السابع من أكتوبر 2023. وقال دلياني إن هذه الرواية لم تُبْنَ على أي أساس من الواقع أو دليل يمكن التحقق منه، بل فُبْرِكت عمدًا وتم تعميدها إعلاميًا عبر منابر تابعة للدعاية الإسرائيلية، وعلى رأسها قناة i24News، التي بادرت إلى بث هذه المزاعم في العاشر من اكتوبر 2023 دون الاستناد إلى أي مصدر موثق، لتتحوّل فورًا إلى أداة لتجريد الفلسطيني من إنسانيته، والتغطية على المذبحة المستمرة التي يُنفّذها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وأوضح دلياني أن البنية السياسية والإعلامية للاحتلال تصرفت بانسجام مع هذه الأكذوبة، فبعد ساعات من بثها، سارع ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إلى تأكيدها لموقع Business Insider، ثم كررها الناطق باسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر قناة CNN، إلى أن تلقّفها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في نفس اليوم، مدّعيًا أنه شاهد "صورًا مؤكدة" للمجزرة المزعومة، صور لم تُعرض يومًا، لأنها ببساطة غير موجودة. وقد مثّل هذا التسلسل المدروس في نشر الرواية مثالًا واضحًا على كيف يمكن تحويل الكذب إلى سلاح استراتيجي لتبرير الجرائم، وتزييف الوقائع، وصناعة حالة من التضليل العابر للقارات.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن هذه الرواية سقطت سريعًا تحت وطأة الحقيقة، فعندما طالب صحفيون من كبرى المؤسسات الإعلامية الدولية بتقديم أدلة تثبت صحتها، رفض جيش الاحتلال فتح أي تحقيق أو الإفصاح عن تفاصيل، فيما أكدت شبكة Sky News أنها طلبت توضيحًا رسميًا ثلاث مرات دون استجابة. بل إن مراسليها الميدانيين لم يجدوا أي مؤشر على وقوع ما تم الادعاء به.
لكن المفارقة المفزعة، كما يصفها دلياني، تكمن في أن الجهة التي وقفت خلف ترويج أكذوبة الأطفال الإسرائيليين المقطوعي الرؤوس، هي ذاتها التي تقطع رؤوس أطفال فلسطين. وتجلّى ذلك في الفيديو الذي ظهر امس من مستشفى شهداء الأقصى لطفل فلسطيني قُطع رأسه جرّاء قصف الاحتلال منزل عائلته في شارع يافا بمدينة دير البلح. هذه ليست رواية مرسلة، بل مشهد حقيقي موثق، يمثل دليلاً دامغًا على وحشية الاحتلال، ويدمر البنية السردية الكاذبة التي رُوّجت عالميًا حول أحداث السابع من أكتوبر.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح مؤكداً أن ماكينة الكذب الإسرائيلية، التي مثّلت لعقودٍ غطاءاً سياسيًا وأخلاقيًا زائفًا يقي الاحتلال من المساءلة، تواجه اليوم انهيارًا أمام الحقائق المصوّرة، وشهادات الناجين، وصمود ابناء شعبنا الذين يرفضون أن يُطمس وجودهم أو تُشوّه روايتهم. وان الحقيقة باتت واضحة وهي من اختلقوا أكذوبة الأطفال الاسرائيليين المذبوحين، هم أنفسهم الذين يمارسون هذه الجريمة في وضح النهار، وعلى مرأى من العالم، ضد أطفال فلسطين.