الكوفية:في الحروب، يُفترض أن يكون الصحفي عين الحقيقة التي تنقل ما يحدث على الأرض، لكنه في غزة بات هدفًا مباشرًا للنيران، لا فرق بينه وبين أي مدني آخر. ومع استمرار العدوان، تحوّل العمل الصحفي من مهنة لنقل المعلومة إلى مخاطرة يومية قد تنتهي بفقدان الحياة.
منذ بداية العدوان الأخير على غزة، استُهدف العشرات من الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم أثناء تأديتهم لواجبهم المهني، رغم ارتدائهم السترات والخوذ المخصصة للصحفيين، والتي تميزهم بوضوح عن المدنيين والعسكريين.
المصور الصحفي أحمد الكحلوت يقول: "نُخاطر بحياتنا حتى لا يبقى العالم أعمى عن الحقيقة. نحن لا نحمل سلاحًا، بل نحمل الكاميرا والقلم، ومع ذلك نُقتل بدم بارد".
وقد أظهرت الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية حجم الدمار والخطر الذي يواجهه الصحفيون أثناء تغطيتهم للقصف في الأحياء السكنية والمناطق الحدودية. كما أن بعض المؤسسات الإعلامية تعرضت للقصف المباشر، مما أدى إلى توقفها عن العمل.
الإعلام في غزة أصبح جزءًا من معركة الوجود، ليس فقط في نقل الحدث بل في إثبات الرواية الفلسطينية أمام العالم. وعندما يُستهدف الصحفي، فإن ذلك لا يعني فقط إسكات صوت، بل طمس حقيقة وكتم صرخة شعب بأكمله