- قوات الاحتلال تقتحم قرية عجول شمال غرب رام الله
متابعات: قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في إحاطة جديدة عن الظروف الاعتقالية لمعتقلي غزة، إنّ منظومة السّجون تواصل فرض جرائم منظمة بحقّ الأسرى والمعتقلين ومنهم معتقلو غزة الذين يواجهون أبشع السّياسات والظروف الاعتقالية في السّجون والمعسكرات المختلفة.
وما يزال معسكر (سديه تيمان، وسجن النقب)، يتصدرا المشهد من حيث مستوى التّوحش الذي يُمارس بحقّ معتقلي غزة، وذلك استناداً لإفادات جديدة، شملت عدداً من معتقلي معسكر (سديه تيمان، والنقب، وعوفر)، والتي تكشف عن المزيد من ظروف غير الآدمية التي تفرضها سلطات الاحتلال على الأسرى، فسياسات التّعذيب والإذلال والسّياسات التي تستخدم أجساد الأسرى بشكل عام، طغت على تلك الشهادات.
وتابعت الهيئة والنادي، بأنه ومع مرور المزيد من الوقت على تعرض المعتقلين لنفس الظروف الراهنّة، فإنّ النتيجة ستكون فقط ارتقاء المزيد من المعتقلين في السّجون، وهذا فعليا ما جرى خلال الفترة الماضية من الإعلان عن استشهاد أربعة معتقلين في غضون أيام، وهم من بين عشرات الشهداء من غز الذين ارتقوا منذ إعلان الحرب.
في شهادات لمعتقلين من غزة جرت زيارتهم في السجن (النقب)، أكدوا أنّهم محتجزون في أقسام لا تتوفر فيها مراحيض لقضاء حاجتهم، مما يضطرهم لاستخدام (سطل)، بوضع مذل ومهين، وما تزال الأمراض الجلدية وتحديدا مرض (الجرب- السكايبوس) يخيم على الأوضاع الصحيّة للمعتقلين، مع استمرار منظومة السجون بحرمان المعتقلين من ظروف اعتقالية توفر الأسباب التي يمكن من خلالها منع تفشي الأوبئة والأمراض، وتحديدا الجلدية بسبب انعدام ظروف النظافة داخل الأقسام، وشح الملابس بشكل كبير، وعدم توفير العلاج المناسب لهم، وللمرضى منهم.
ففي شهادة للأسير (ج. و): "ما زالتُ أعاني من مرض (الجرب السكايبوس)، ومن وجود دمامل في جسدي، كما أنني تعرضت للضرب المبرح أثناء نقلي المتكرر، وأعاني جرّاء ذلك من كسر في أحد أسناني مما يسبب لي آلام صعبة ومتواصلة، كما لم أعد أسمع بأُذني اليسرى بشكل جيد، بعدما قاموا بصب الماء فيها بطريقة مؤذية".
كما وذكر المعتقل (ج. و) "أنّ المعتقلين يعانون من مجاعة، ولا يتم تقديم إلا القليل من الطعام، فما تسمى بالوجبة بالكاد تكون ربع وجبة لكل لمعتقل، وغير صالحة للاستخدام الآدمي، حيث يقوم المعتقلين بجمع لقيمات الطعام المقدمة لهم طوال اليوم للمساء، وما تزال إدارة السّجن، تفرض إجراءات مذلّة، منها التفتيشات المتكررة، والشتائم على مدار الوقت، وتقييد الأيدي للخلف، وإجبار المعتقلين على الركوع أثناء ما يسمى (بالعدد -الفحص الأمني).
أما في معسكر (سديه تيمان)، فمن خلال زيارة عدد من الأسرى فيه، فإن الفظائع وعمليات التعذيب والتنكيل ما تزال تخيم على الحياة الاعتقالية للمعتقلين، المعتقل (ك. ي): "نتعرض بشكل متكرر وشبه يومي للقمع، وضرب قنابل الصوت، والغاز داخل (البركسات)، وذلك بعد أن يأمرونهم بالاستلقاء على البطن ويبقون هكذا لوقت طويل، ويتعمد السجانون عند نقلنا إلى التّحقيق أو لإجراء مقابلة، الصراخ علينا والاعتداء بالضرب بشكل مستمر، ويتعمدون إيقاعنا بشكل متكرر أثناء المشي، مع العلم أنهم ينقلوننا ونحن معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي، يتواجد الأسير (ك. ي) في (بركس) محتجز فيه 50 -55 أسير، وتتم إدارة (البركس) من قبل الجنود، وبحسب قوله، "نحن نخضع لمزاجية الجنود في التعامل وعمليات التعذيب والإذلال، أحيانا يتم السماح لنا بالمشي، لكن غالبية الوقت نبقى جالسين على حديد الأسرّة، كل أسيرين على سرير، ولا يسمح لنا بالحديث، ومن لا يلتزم يقومون بمعاقبته بالشبح لساعات جانب (السلك) -المنطقة المخصصة للشبح في (البركس).
"اعتقد أن طفلته استشهدت ليكتشف عند الزيارة أنها على قيد الحياة"
الكثير من معتقلي غزة ونتيجة ظروف العزل الجماعية وصعوبات في إتمام الزيارات لهم لا يعلمون أي شيء عن عوائلهم، إنّ كانت على قيد الحياة أم استشهدت خلال الحرب، وواحد من هؤلاء الأسرى، الأسير (م. ي) الذي اعتقد أن طفلته قد استشهدت خلال الحرب، حتّى اكتشف خلال الزيارة أنّ طفلته ما تزال على قيد الحياة.
ويقول الأسير (م. ي): "يوم اعتقالي اعتقلوا ما يقارب 40 رجلاً، وقاموا بتعريتهم بالكامل وألبسوهم لباس أبيض، وطوال هذه الفترة تعرضنا للضرب المبرح بشكل متكرر بالعصيّ و(البساطير) ولم يستثنوا أحداً، مما أدى إلى إصابة العديد منهم، وكنت من بينهم، حيث أصبت بنزيف بالأنف لفترة طويلة دون تقديم أي علاج لي، وبعد نحو 24 ساعة جرى نقلنا إلى معسكر (سديه تيمان)، حيث قاموا بتزويدنا بلباس السّجن، وحتى ذلك الوقت بقينا باللباس الأبيض في ظل البرد القارس، والضرب.
وعلى مدار (14) يوما بقيت معصوب الأعين ومقيد الأيدي، وتعرضتُ لتحقيق (الديسكو)، لمدة 12 ساعة، حيث بقيت في غرفة مغلقة مع موسيقى صاخبة جدا، وطوال الوقت بقيت معصوب الأعين، وبعد أن أُنهكت من الصوت، حاولوا الضغط عليّ لتجنيدي والتعاون معهم، إلا أنني رفضت، بعد ذلك قاموا بأخذ كافة بيانات عائلتي".
إدارة معسكر (سديه تيمان) حوّلت (الفورة) إلى أداة للتعذيب والتنكيل العديد من إفادات المعتقلين، وصفوا كيف حوّلت إدارة المعسكر (الفورة) -الخروج إلى ساحة المعسكر، إلى أداة للتّعذيب والتّنكيل، والإذلال وخلالها يمنع المعتقلون الحديث فيما بينهم أو رفع رؤوسهم، وطوال تلك المدة فقط نسمع الشتائم باستمرار، ومن يخالف أي أمر يتعرض للتنكيل والتعذيب، علماً أنّ كل ما هو في بنية السّجن أو المعسكر حوّلته إدارة السجون وكذلك جيش الاحتلال إلى أداة للتّعذيب والتّنكيل.
فيما أفاد الأسير (د. ع): "اعتقلت في ساعات الصباح، بعد أن قام الجنود بتصوري بالكاميرا، وأخبروني أنني لن أستطيع العبور باتجاه غزة، حيث بقيت هناك حتّى ساعات العصر، وبعد ذلك قاموا بنقلي وآخرين عبر شاحنة إلى معسكر (سديه تيمان)، وفي الطريق تعرضنا للضرب المبرح، حيث تعرضت للضرب بشكل مركز على بطني وعلى وجهي عدة مرات، وطوال هذه الفترة بقيت مقيد ومعصوب الأعين، وعند الدخول المعسكر ألبسونا لباس السّجن، حيث بقيت مقيد ومعصوب الأعين لمدة 12 يوما، وطوال الوقت أُجبرت على الجلوس بوضعيات مذلّة وصعبة وتحديداً على الركب، وداخل (البركس) يتعمدوا سحب الفرشات يومياً، ويمنعوننا من الاستلقاء طوال اليوم.
واستمر ذلك لمدة 39 يوماً، وقد تسنى لي تغيير ملابسي لأول مرة بعد 72 يوماً، واستطعت حلق شعري مرة واحدة بعد 110 أيام على اعتقالي. ضرب مبرح وصعق بالكهرباء وحرمان من الطعام والشراب كما وذكر المعتقل (ن. و): "في بداية اعتقالي كنت في (البركسات)، طوال الوقت كنت مقيد اليدين ومعصوب الأعين، كانوا يجبروننا على الجلوس بوضعيات معينة وتحديداً على الركب، وبعد أربعة أيام على اعتقالي، نقلت لمقابلة المخابرات، انتظرت يوما كاملا لإجراء المقابلة، وطوال هذه الفترة بقيت مقيد اليدين بطريقة مؤلمة جدا، ورغم طلبي بتوسيع القيود إلا أنهم رفضوا، كما وبقيت طوال هذه الفترة دون شراب أو طعام، ولا أعلم في بداية اعتقالي أي معسكر كنت أتواجد فيه، فطوال الوقت كنت مقد اليدين ومعصوب الأعين، وجالس على ركبتي والمكان مكشوف للهواء، وكان المكان بارد جدا، وبعد 21 يوما نُقلتُ إلى معسكر (سديه تيمان)، حيث تعرضت للضرب المبرح، وتحديداً في منطقة الصدر، وعلى إثرها شعرت بضيق بالتنفس، حيث تم صعقنا بالكهرباء، وضربنا الأسلحة.
وفي إفادة للأسير (أ. ح): "عند اعتقالي قاموا بفصل النساء عن الرجال، وتم أخذ الرجال إلى بناية مجاورة، بعد أن أمروهم بالتعري بشكل كامل، ثم انهالوا عليهم بالضرب المبرح وهم عراة، إلى جانب شتمهم ونعتهم بأسوأ الأوصاف، وبعد ساعتين تم نقلنا إلى شاحنة، ثم إلى مكان آخر حيث بقينا ليلة كاملة فيه، وطوال هذه الفترة تعرضنا للضرب والمهانة، كم تعمدوا بوضع رؤوسنا في الماء، وكان هناك تهديدات مباشرة بقتلنا، كما وأجبرنا على السجود على الأرض ونحن عرّاة، وأمرونا أن نقول "موسى رسول الله" وطوال الليلة بقينا عرّاة تحت البرد القارس ومقيدو ومعصوبو الأعين.