القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن المأساة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، وبالأخص استهداف الأطفال من قبل قوات الاحتلال، تُعد إدانة حقيقية وعميقة لضمير المجتمع الدولي وللأخلاقيات الإنسانية السائدة. وأشار دلياني إلى التقارير الأممية التي تكشف عن حقيقة مفزعة، حيث أن نحو 70% من بين 45,000 شهيد وشهيدة تم توثيق ارتقائهم على يد جيش الاحتلال هم من النساء والأطفال، في إحصائية تبين بجلاء الطابع المنهجي والمتعمد لحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد أهلنا في غزة. هذا الرقم الكارثي يكشف عن حجم الجريمة التي تُرتكب في ظل صمت دولي مريب.
وقال دلياني: "إن استهداف البنية التحتية المدنية وقتل الأبرياء، خاصة الأطفال، يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني." وأضاف، "هذه الجرائم لا تقتصر على إزهاق الأرواح فقط، بل تطال النسيج الاجتماعي والنفسي لجيل كامل، وهو الجيل الذي يمثل مستقبل فلسطين."
وأكد دلياني أن الآثار النفسية على أطفال غزة ستكون مدمرة على المدى البعيد، قائلاً: "الدراسات أظهرت أن الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يعانون من صدمات نفسية عميقة، حيث أن 96% منهم يشعرون بأن الموت يتهددهم في كل لحظة." واعتبر دلياني أن هذه الحالة من الرعب النفسي المنظم هي جزء من استراتيجية دولة الاحتلال المتعمدة لتدمير أفق اطفالنا وتدمير فرصهم المستقبلية بشكل منهجي. ودعا المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية ويعترف بتعدد الأبعاد الإنسانية لهذه الكارثة، محملاً إياه مسؤولية التحرك الفوري للتعامل مع هذا الوضع المأساوي.
وفي سياق متصل، شدد دلياني على أن الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، نتيجة الحصار الإبادي الذي تفرضه دولة الاحتلال. ولفت إلى التقارير التي تُشير إلى أن الأطفال في غزة يعانون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، ومن ظروف غذائية وصحية كارثية بسبب الحصار الخانق.
وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن التعليم في غزة لم يسلم هو الآخر من هذا الهجوم الوحشي، حيث دُمِّر ما يقارب 90% من المنشآت التعليمية، مما يفاقم المعاناة ويُحرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم. وتُعد هذه الجريمة محاولة لتدمير مستقبل جيل كامل من أطفالنا، بما يؤثر سلباً على قدرتهم على الإسهام الفاعل في المجتمع في المستقبل.
وجدد دلياني دعوته للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال: "إن حماية أرواح أطفالنا هي مسؤولية أخلاقية يجب أن تكون على رأس أولويات المجتمع الدولي، وهي شرط أساسي لأي حل عادل يُمكن أن يُحقق الاستقرار في المنطقة."