الكوفية:القاهرة - محمد جودة: يصادف اليوم، الثامن من أبريل/نيسان، الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، كاتب أهم أغنيات الثورة الفلسطينية، التي اشتهرت بها وغنتها فرقة العاشقين.
ويعتبر الشاعر "أحمد دحبور" من أعمدة الحركة الثقافية الفلسطينية والشعر المقاوم، حيث عاصر المأساة الفلسطينية وعاش رحلة العذاب والتشرد، مما جعل أعماله تعكس الحالة الفلسطينية بكل مآسيها، وتوفي عام 2017.
المولد والنشأة
ولد أحمد دحبور في أبريل/نيسان 1946 في مدينة حيفا، ولجأ بعد لبنان مع عائلته إلى لبنان، ومنها إلى سوريا، حيث استقر به المقام في مخيم النيرب للاجئين، وبقي فيه 21 عاما.
الدراسة والتكوين:
لم يحظ دحبور بتعليم أساسي كافٍ، لكنه صقل موهبته الشعرية بالقراءة، وهو مثقف عصامي.
الوظائف والمسؤوليات:
شغل دحبور عددا من المواقع الصحفية والثقافية، وكرّس حياته للتعبير عن التجربة الفلسطينية المريرة، فقد عمل محررا سياسيا في "وكالة وفا" مكتب سوريا، ومحررا أدبيا.
وتولى إدارة تحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988، كما عُين مديرا عاما لدائرة الثقافة بـ"منظمة التحرير الفلسطينية" ورئيس تحرير مجلة "بيادر" التي كانت تصدرها الدائرة.
التجربة الشعرية:
نظم دحبور الشعر مبكراً، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى "الضواري وعيون الأطفال" عام 1964، ثم عام 1971 أصدر مجموعته الثانية "حكاية الولد الفلسطيني" التي أظهرت انحيازه السياسي للثورة الفلسطينية، وجسدت الحالة الفلسطينية في مخيمات اللجوء والتشرد.
وعن الحالة الفلسطينية في أشعاره، قال الراحل دحبور "إنني فتحت عيوني على النكبة، لذلك أصبح السؤال الوطني في قصائدي سؤالا وجوديا، وفي عيد ميلادي الثاني، لم يشعل لي أهلي شمعتين، بل حملوني وهاجروا من حيفا".
ومن أبرز الدواوين الشعرية لدحبور "العودة إلى كربلاء"، و"شهادة بالأصابع الخمسة"، و"طائر الوحدات".
كما أصدر أيضا دواوين "هكذا بيروت"، و"كسور شعرية"، و"بغير هذا جئت" عام 1977، و"واحد وعشرون بحرا" عام 1981، و"ديوان أحمد دحبور" عام 1983، إضافة إلى عدد من الأعمال النثرية.
ونقلت "وفا" الفلسطينية عن الشاعر غسان زقطان، قوله إن دحبور "من أهم مؤسسي المشهد الفلسطيني في مجال الشعر الحديث"، موضحا أن دحبور تميز بثقافته العالية العميقة، رغم أنه لم يستمر في التعليم الأكاديمي، وتميز أيضا بجهده النقدي المهم.
كما نقلت عن الشاعر منذر عامر، زميل الراحل، أن دحبور التحق بالثورة الفلسطينية مبكرا، وعمل صحفيا عسكريا، وكان ذا بصمة نقدية، مضيفا أنه كان يكتب مقالة أدبية أسبوعية بعنوان "عيد الأربعاء" في صحيفة الحياة.
عاد دحبور إلى الأراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو.
اشتهرت كثير من قصائد دحبور بعد غنائها من قبل مجموعات فلسطينية، أبرزها مجموعة العاشقين الفلسطينية.
ومن بين تلك الأغاني "اشهد يا عالم"، و"عوفر والمسكوبية"، و"والله لأزرعك بالدار"، و"يا بنت قولي لأمك"، و"غزة والضفة"، و"صبرا وشاتيلا".
الجوائز والأوسمة
حاز دحبور، على المستوى الفلسطيني، جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1998.
الوفاة:
توفي دحبور في الثامن من أبريل/نيسان 2017 في رام الله بالضفة الفلسطينية المحتلة، عن عمر ناهز السبعين عاما، بعد تدهور حالته الصحية إثر وعكة ألمت به منذ يونيو/حزيران 2016.
أشهر أغانيه.. أشهد يا عالم علينا وعَ بيروت:
اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت اشهد بالحرب الشعبية
واللي ما شاف م الغربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكية
بالطيارات أول غارة يا بيروت غارة برّية وبحرية
جبل الشمال وبالبحر يا بيروت صور الحرَّة والرشيدية
قلعة الشقيف اللى بتشهد يا بيروت عليهْ داسوا راس الحيّة
والشجر قاتل والحجر يا بيروت والواحد جابه دورية
جمل المحامل شعبنا في بيروت بعين الحلوة والنبطية
واحنا ردّينا الالية يا بيروت بحجارة صيدا والجيّة
تراب الدامور اللى بيشهد يا بيروت عالخسارة الصهيونية
بقلبي خلدنا الوحدة يا بيروت لبنانية فلسطينية
سدوا المنافذ علينا في بيروت منعوا المعونة الطبّية
سور الأشبال مع زهرات يا بيروت منه ما مرّت آلية
والطيارات غطوا السما يا بيروت والبحر جبهة حربية
كانوا غربان المنية يا بيروت واحنا تحدينا المنيّة
واشهد يا عالم علينا وعَ بيروت عَ صبرا والميّة وميّة
شاتيلا وبرج البراجنة يا بيروت بالمتحف شافوا المنيّة
ثمانين يوم ما سمعناش يا بيروت غير الهمة الاذاعية
بالصوت كانوا معانا يا بيروت والصورة ذابت بالميّة
لما طلعنا ودَّعناك يا بيروت وسلاحنا شارة حريّة
لا راية بيضا رفعنا يا بيروت ولا طلعنا بهامة محنية
والدرب صعبة وطويلة يا بيروت عليها أكدنا النيّة