الكوفية:فضيل حلمي عبدالله: اضطلع الإعلام الجزائري عبر وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة بدور مهم في نشر ونقل أوضاع الأسرى من مقوماتهم المعنوية إلى معاناتهم ومعوقاتهم اليومية عبر وسائله المختلفة وبرامجه المعدة وصحفه ومجلاته المنشورة وخاصة وسائل الإعلام المقروءة ومنها الصحافة التي اكتسبت أهميتا كونها السلطة الرابعة في المجتمع والمتحدث الرسمي باسم أفراد مجتمعه يناقش قضاياهم ويبث أخبارهم ويواصل شكواهم ويطالب بحاجاتهم ويوفر لهم ايصال صوتهم والأمن النفسي والاجتماعي وأخبارهم من خلال الأخبار والبرامج والصور والاعتصامات التي تعتبر كلها مجتمعة أدوات تواصل يحتاجها في أوقات صمودهم تمس قضاياهم المختلفة المؤلمة والمفرحة, من تعرض المعتقلين لإجراءات تعسفية والانقضاض على حقوقهم الإنسانية والمعيشية, وتعرضهم لعقوبات فردية وجماعية واعتداءات وحرمان من الحقوق الأساسية في ظل نزعة انتقامية وتحريض سياسي ورسمي على الأسرى من قبل إدارة السجون الإسرائيلية وخاصة من المتطرفين في حكومة الاحتلال الصهيوني, ومنع الأسرى الإطلاع على الأخبار أو أي وسيلة إعلامية..
لأهمية وسائل الإعلام المقروءة في حياة المجتمع, كانت الأهمية بوسائل الإعلام الجزائية قضايا الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني بين صفحاتها, يتطلع لها الأسير وأسرته و فلسطينيته المنتمي لها و القائمون على متابعة شؤونه وحماية حقوقه, لتصل رسالته, وتقدر قضاياه, فيوكل بصموده ويواصل نضاله في الحرية والاستقلال, متساوياً مع كرامته وشرفه في سبيل قضيته الوطنية و الدفاع عن وطنه فلسطين وشعبها العظيم..
وما نحن هنا إلا استكمالاً للجهود القائمة والمبذولة من الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري الشقيق والإعلام الجزائري الناضج بالعطاء والسفارة الفلسطينية في الجزائر وخاصة السيد خالد صالح مسؤول ملف الأسرى, في مجال إعطاء الأسرى حقاً من حقوقه وهو الحق في انتزاع حريتهم وكرامتهم من الاحتلال الصهيوني, و إيصال قضاياهم ومعاناتهم وطرحها عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنها وسائل الإعلام الجزائري باعتباره إعلام نموذجي بمايخص القضية الفلسطينية ومنها قضايا الأسرى..
-ماهي الحاجة للإعلام المقروء الموجه للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني؟
تأتي الحاجة لوسائل الإعلام المقروء بالنسبة لقضية الأسرى من كونها الأداة التي تبرز حجم القضية وأهميتها الوطنية والإنسانية والحقوقية, وتظهر أبعادها على سطح الواقع الفلسطيني, و العربي, والدولي خاصة وأن وسائل الإعلام المقروءة وصلت في الوقت الحاضر إلى أوج قوتها وأبعاد انتشارها لسهولة الاتصال وتعدد وسائله ودخول التقنيات الحديثة في مجال النشر والطباعة ووصول المعلومة, فللأسرى الحق في كافة أشكال الخدمات والعطاءات و الوفاء لأنهم في قلب المعركة ومقيمين على أرض الوطن, فيجب أن تقدم لأسراهم كل وسائل الدعم من خدمات صحية وتروبية واجتماعية وتأهيلة, وتوفير فرص العمل المناسبة لهم, والمشاركة الفعلية في النهضة للحركة الأسيرة, مما يعزز للأسرى تقديرهم لذاتهم وولائهم لقنعاتهم, كما لهم الحق في الاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم وعدم الاستهانة بقدراتهم الفكرية والأدبية والثقافية و المعرفية والعلمية, فهم من أفراد المجتمع الفلسطيني والنسيج الوطني..
وسائل الإعلام المقروءة الجزائية هي رسالة وفاء وامتنان للأسرى يجب إيصالها!!..
ليس هناك رسالة إعلامية مؤطرة موجهة للأسرى والمعتقليين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني, وذلك دليل على عدم وجود رؤية واضحة يستدل بها أصحاب القرار من القائمين على سياسات الإعلام عامة والمقروءة خاصة, يتضح ذلك من خلال الضعف العام في طرح ومناقشة قضايا الأسرى على صفحات تلك الصحف والمجلات الأخرى في باقي الدول العربية, في وقت تعمل الصحف الجزائرية باهتمام ومسؤولية تامة بموضوع الأسرى وبقضاياهم..
وهنا نتناول أهم الرسائل التي يرسلها الإعلام الجزائري إلى الأسرى عبر الصحف المقروءة:
رسالة قضية الأدب والفكر و الإبداع من إنتاج الأسرى:
لقد تم الاهتمام من قبل وسائل الإعلام الجزائري المقروءة على ثقافة وأدب الأسرى وتجاربهم الإبداعية من خلال كتاب و باحثين ومهتمين بشأن الأسرى, في طرق التواصل وإيقامة العلاقات الثقافية في نطاق عملهم الأبداعي ليشارك في الحياة الإنسانية الاجتماعية, و اطلاعه على ثقافات الشعوب أخرى للاستفادة منه, و المشاركة الفعالة والهادفة, داخل وخارج المعتقل مما يمدهم بثقافات تجعلهم أكثر قدرة على رؤية حداثية ثقافية فنية في المرونة وفي التعامل مع أدب وثقافات الشعوب الشقيقة, وعلى وسائل الإعلام أن تبرز أدب السجون وأهميته في تكافل الأمة والمجتمع بجميع فئاته, وعلى كل الكتاب والباحثين الشرفاء يقدم ما لديه من مساندة ودعم معنوي للأسرى, بكتابته وبحثه وأبداعه, وبطريقته الخاصة ليشعر أنه كاتب فاعل في وطنه ومجتمعه يحتاج إلى التقدير, فيكون قد حقق هو تقديراً لذاته من خلال هذا العمل البداعي الإنساني الرائع, فعلا وسائل الإعلام أن تكون حلقة وصل بين الأسرى والعالم من خلال النصوص والمقالات والدوريات والأخبار, المكتوبة باللغة العربية و بالغات العالم, ليصل انتاجهم للقارىء..
رسالة قضية الحقوق والقوانين الصادرة عن المؤسسات الدولية؛:
على وسائل الإعلام المقروءة العمل على نشر كل ما يتعلق بحقوق الأسرى وأهم التشريعات والقوانين الدولية والهيئات الحقوقية بحق تعامل الاحتلال مع الاسرى والمعتقلين لديه, وأهم الاتفاقيات والمواثيق التي تبرز هذه الحقوق, وتعريفهم بها ليتسنى لهم المطالبة بها باطريقة الصحيحة, ويتم ذلك بعرض أمثلة من التجارب التي مرت بها الحركة الأسيرة, وأن يكون لوسائل الإعلام المقروءة الدور في التسريع بنشر قانون حقوقه باطريقة التي تراها مناسبة, وأن تلعب دوراً في متابعة إعطاء هذه الحقوق عن طريق تسليط الضوء على قضاياهم.. ولقد عملت الصحف الجزائرية ومن خلال وسائل الإعلام المقروءة نشر مواضيع وتحرير مقالات توعية للحد من المعاناة, موضوعات تتعلق بالقضايا الصحية والنفسية للأسرى, وتحذير من خطورة إهمال بعض جوانب الأسرى, وكيفية العمل على المعلجة منها وطرق التعامل مع الحياة اليومية للأسرى, و مدى تطوير أدوات الشفاء منها في مراحل عمر الأسرى المختلفة وأهم المعينات المناسبة..
رسالة القضية التربوية:
أن يرقى الإعلام المقروء ليصبح منبراً للعالم والنعرفة ينهل منه طالب العلم الأسير علوماً شتى, وأن تكون مواضيعه مكملة اامناهج التعليمية وبرامج التدريب بعد المواءمة بينها التزامن من فترة الأعتقال ومرحلة تعليمه المختلفة, والتي تساعده في القدرة على التعليم الذاتي, ومواصلة تعليمه بعد خروجه من الأعتقال, كما يجب أن تلعب وسائل الإعلام المقروءة دوراً في إثارة سياسة الدمج التربوي وأهميتها بالنسبة للأسرى كونهم في حالة صعبة وهم الأكثر احتكاك مع الاحتلال الصهيوني, وكون حياة المعتقل التعليمية لها خصوصية يجب أن يلتقي فيها تعليمهم جنباً إلى جنب مع قادة وكوادر العمل الوطني الفلسطيني داخل المعتقل مفيداً ومستفيداً, ضمن فرص العليم المتاحة في المعتقل, وأن تتطرق لتجارب حية من البيئة التربوية على مر سنوات الاعتقال أثبتت نجاح هذه الجربة وسياسة دمج الأسير في الحالة التعليمية والتربوية العامة, شريطة أن لاتكون التغطية الإعلامية مرتبطة بأهمية الشخصية المشاركة في القضية فقط..
رسالة قضيته الاقتصادية:
لوسائل الإعلام المقروءة دور يجب أن تبرزه في مجال الأمن الاقتصادي الذي يمكن أن تحققه للأسرى من صفحاتها وهو أيجاد فرص التدريب والتأهيل والشغل المناسب للأسرى, وإبراز قدرات الأسير ومهاراته في العمل من خلال تلك النمادج الناجحة, مع إعطائه الفرصة في صقل مهارته داخل المعتقل, ضمن حياة المعتقل و حالة عمل مناسبة, فحقه في تكافؤ فرص العمل والاستقلال الاقتصادي كبقية أفراد المجتمع بعد انتهاء فترة الاعتقال, ويمكن أن يتحقق جزءمنه خلال الإعلام المقروء, إذا ما تم ذلك ضمن سياسة إعلام موجهة للهدف وهو (فرصة عمل للأسير), بعد خروجه من الأسر تحد من البطالة, خاصة في ظل الحياة الاقصادية الصعبة التي تمر به البلاد نتيجة الاحتلال الإسرائيلي والحصار الاقتصادي المفروض, اضافة غلى التغيرات السريعة في استخدام التكنولوجيا ووسائل التقنية في العمل في الوقت الحاضر, وهذا يجعل من الاسير المحرر طاقة منتجة في مجتمعه يشارك في خطط التنمية المجتمعية..
رسالة قضيته التقنية:
من حق الأسرى استخدام التقنيات الحديثة في قراءة الصحف والمجلات والدوريات ضمن شبكات الانترنت والهواتف المحمولة, وله الحق في العمل عليها ضمن المؤسسات الصحفية والإعلامية عن طريق دعم وتحريض الهيئات والمنظمات الدولية التي ترعة حقوق الإنسان ومنها الهلال الأحمر والصليب الأحمر,لإتاحة فرص التدريب المناسبة بين الأسرى وظروف تدريبهم وتشغيلهم ليصبوا قادرين على التكيف وإدارتها بالأساليب العلمية والتقنية على أحدث مستويات الجودة المطلوبة, كما على وسائل الإعلام تجيع الأسير على اقتحام المؤسسات الإعلامية واستخدام أحدث التكنولوجيا (من الأهمية بمكان تشجيع أصحاب القرار من معلمين وأساتذة جامعيين في تشجيع طالب العلم الأسير وعدم وضع الشروط التعجيزية لدوله كليات الإعلام والاتصال).
رسالة قضيته التعاونية:
على وسائل الإعلام المقروءة مد جسر التعاون بين الأسرى ومؤسسات المجتمع وأفراده, عبر صفحاتها مستخدمة أساليب وطرق عرض مناسبة, على أن يجد الأسير المساندة الفعلية متى احتاجها وبطريقة ميسرة, ودعم نشاطات الأشخاص المعتقليين وعائلاتهم وأصدقاهم, من خلال تنوير الرأي العام باهمية الدور الذي يقومون به في سجون الاحتلال الصهيوني..
معوقات ومقومات رسائل الأسرى:
- عدم معرفة الاسرى بحقوقهم واهمية زصول رسائلهم لوسائل الإعلام المقروءة.
عدم مقدرة الأسرى على إيصال رسائلهم لأسباب مختلفة منها منع إدارة السجون الإسرائيلية من منع إيصالها.
عدم وجود مساند لأوضاعهم وقضاياهم الحياتية واليومية
تعريف الأسرى بقضايهم على اختلافها وأهمية وصول رسائلهم التي تطلب بالتخفيف من معانتهم التعصفية من قبل إدارة السجون الأمنية لوسائل الإعلام ومنها وسائل العلام المقروءة.
مساندة الأسير من قبل أسرته والمؤسسات المعنية, على تحدي صعوبات إيصال تلك الرسائل.
معوقات ومقومات نجاح وسائل الإعلام:
لقد استطاعت وسائل الإعلام الجزائرية المقروة أن تمتلك رؤية و سياسة واضحة المعالم حول الأسرى وقضاياهم الوطنية والإنسانية, حيث أثبتت وسائل الإعلام الجزائرية من خلال مؤسساتها الحكومية و الاتحادية والمحلية والخاصة إدارت أو أقسام أو متخصصين إعلاميين بمثابة حلقات الوصل ونقل الصورة الصحيحة الوافية عن قضايا المعاناة للاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.. وكان دور الإعلام الجزائري له الفضل والشكر على تقديمه معلومات وافية عن أبرز القضايا التي عانى منها الأسرى خلال عام 2015 حيى يومنا هذا و نتيجة سياسة الإهمال الطبي وإصابة الأسرى المرضى بأمراض صعبة وخطيرة قد تصاعدت, حيث أزداد عدد الأسرى المرضى بسبب اعتقال الجرحى والمصابين خلال الهبة الشعبية, ونشر كل ما يخص الأسرى يساعد على إجرا الدرسات والمقارنات لوضع حد لمعانات اللأسرى, وفضح سياسة الاعتقال التي تمارسها حكومة الاحتلال الصهيوني بحق الاسرى, والهدف من ذلك اقناع أصحاب القرار من القائمين على الإعلام العام العالمي للنظر بأوضاع الأسرى والنهوض بجميع حقوقهم وجوانب حياتهم, لقد ساهمت وسائل الإعلام الجزائري في اقناع العالم على أهمية الدور النضالي والوطني الذي يقومون به الأسرى الصامدين في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني الغاشم, من خلال المعلومات والشواهد والدراسات والقوانين الخاصة بالأسرى الفلسطينيين وقضاياهم المصيرية بشكل واضح, ويتم ذلك من خلال الإعلام والصحف الجزائرية التي خصصت مساحات واسعة للأسرى ووعي بقضاياهم..