الكوفية:غزة – كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن قائمة تضم 36 مستشفى تعرضت للقصف أو الحرق أو التدمير أو أُجبرت على التوقف عن العمل، منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشملت القائمة مستشفيات كبرى تُعد ركائز أساسية للمنظومة الصحية، أبرزها مجمع الشفاء الطبي في غزة، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، إضافة إلى المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى القدس، التي خرجت بالكامل عن الخدمة بفعل القصف المباشر.
وطال الاستهداف المتكرر مستشفى الأهلي المعمداني، الذي شهد في أكتوبر/تشرين الأول 2023 واحدة من أفظع المجازر بحق النازحين والمرضى، وجرى استهدافه مجددًا فجر الأحد، ما تسبب بتدمير مبنى داخل حرم المستشفى وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على الإخلاء القسري.
وضمّت القائمة أيضًا مستشفى: أبو يوسف النجار، بيت حانون، العودة، عبسان الجزائري، الحياة، الحلو، الطب النفسي، الرنتيسي، النصر للأطفال، الدرة، الصداقة التركي، العيون، الكرامة، أصدقاء المريض، الخدمة العامة، دار السلام، يافا، سان جون.
وفيما استُهدفت مستشفيات تُعنى بخدمات تخصصية وحرجة، أُجبرت أخرى على التوقف التام عن العمل، منها مستشفى: الصحابة، العيون التخصصي، حمد، حيفا، الوفاء، مهدي للولادة، الميداني الأردني، اليمن السعيد، مسلم التخصصي، الأمل، الكويتي، والإماراتي.
ويأتي هذا الاستهداف ضمن سياسة ممنهجة تستهدف البنية الصحية في القطاع، إذ لم تكتف قوات الاحتلال بقصف المستشفيات، بل منعت وصول الوقود والإمدادات الطبية، وأعاقت عمليات الإخلاء ونقل الجرحى، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية التي تكفل حماية المرافق الطبية.
استهداف جديد للمعمداني..
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم الأحد مبنى الاستقبال في المستشفى المعمداني بصاروخين، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، واندلاع حرائق كبيرة التهمت أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية، متسببة بأضرار جسيمة عطّلت عمل المستشفى بالكامل.
وسبق الاستهداف تهديد مباشر من جيش الاحتلال، أرغم المرضى والجرحى على مغادرة المستشفى تحت وطأة الخوف، واضطر كثيرون منهم لافتراش الشوارع المحيطة وسط برد قارس، بعد أن فقدوا الملاذ الأخير الذي يؤويهم.
وبخروج المعمداني عن الخدمة، خسر أكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة أحد آخر المراكز الطبية التي كانت تقدم خدماتها في ظل الانهيار الشامل للمنظومة الصحية، نتيجة سياسة ممنهجة استهدفت البنية الطبية في القطاع، منذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي طالت المستشفيات والمراكز الصحية بلا استثناء.
وطوال الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا، بقي المستشفى المعمداني في غزة شاهدًا على الألم والصمود، لا سيما بعد أن تحوّل إلى أحد أهم المراكز الطبية في شمال القطاع، عقب الدمار الواسع الذي ألحقه الاحتلال بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان.
ويقع المستشفى في الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتديره الكنيسة الأسقفية الأنغليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مؤسسات الرعاية الصحية في المدينة، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1882.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصدّر المستشفى واجهة المجازر المروعة حين قصفت طائرات الاحتلال باحته خلال لجوء مئات النازحين والمرضى والجرحى إلى أسواره، مما أدى إلى استشهاد 471 فلسطينيًا وإصابة مئات آخرين، في واحدة من أبشع جرائم الحرب التي أثارت غضبًا واسعًا وردود فعل دولية منددة، ومطالبات متجددة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والمنشآت المدنية والطبية في القطاع.