تل أبيب: قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي وضع خططًا لإعادة احتلال غزة بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن تلك الخطط تتضمن تركيز السكان في منطقة ساحلية محدودة، وإدارة إسرائيلية للقطاع.
وأشارت إلى أن خطط الجيش الإسرائيلي تأتي بهدف هزيمة حركة حماس ، وهي خطوة قد تؤدي إلى سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على القطاع.
وحسب التقرير، فإن الخطة – التي لم تحظَ بعد بموافقة رسمية من المجلس الأمني الإسرائيلي – تم إعدادها من قبل رئيس الأركان الجديد إيال زمير، وبدعم غير رسمي من عدد من الوزراء الذين يؤيدون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حماس.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن صياغة هذه الخطط جاءت في أعقاب عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، مما أدى إلى تغيير في النهج الأمريكي مقارنة بإدارة بايدن، التي عارضت إعادة احتلال غزة.
ونقل التقرير عن مصدر إسرائيلي قوله، إن "الإدارة السابقة أرادت إنهاء الحرب، أما ترامب فيريد تحقيق النصر فيها"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في هزيمة حماس مصلحة استراتيجية عليا.
ووفقًا للخطة التي كشفت عنها الصحيفة، يعتزم جيش تجنيد عدة فرق قتالية لتنفيذ عملية اجتياح جديدة للقطاع، والسيطرة على مناطق واسعة منه. كما تشمل الخطة إجبار 2.2 مليون فلسطيني على التجمع في منطقة إنسانية صغيرة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وفي حال تنفيذها، ستتولى إسرائيل فعليًا إدارة قطاع غزة، لتعيد احتلاله بعد نحو 20 عامًا من انسحابها منه عام 2005. ويشير التقرير إلى أن هذه الخطة ستؤدي إلى نقل ملايين الفلسطينيين إلى منطقة ضيقة، وهو ما قد يثير تداعيات إنسانية وسياسية واسعة.
وتضيف الصحيفة انه وكجزء من الخطة، تدرس إسرائيل إمكانية التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، إذ أجرى جيش تقييمًا لكمية السعرات الحرارية المطلوبة لكل فلسطيني. وتدرس القيادة العسكرية خيارات مختلفة لتوزيع المساعدات، سواء بشكل مباشر أو عبر مقاولين من القطاع الخاص، بهدف منع حماس من الاستفادة منها.
يذكر انه حتى الآن، اعتمد الجيش تكتيك العمليات القتالية عالية الكثافة، حيث كان يشن هجمات ثم ينسحب، قبل أن يشن غارات جديدة لاستهداف بقايا حماس.
لكن بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي، فإن الخطة الجديدة تمثل "نوعًا مختلفًا تمامًا من القتال"، وتشمل مراحل تمتد لعدة أشهر، تتضمن "القتال، تحقيق النصر، ثم إدارة الوضع".