- إطلاق نار بين الحين والآخر من قبل الآليات المتمركزة في محور فيلادلفيا جنوب مدينة رفح جنوبي القطاع
نختلف مع إيران، كثيراً أو قليلاً، ولكن لا يمكننا التخلص منها، ولا يمكنها أن تتخلص منا، نحن العرب وبيننا قوميات بالمواطنة: أكراد، شركس، شيشان، أمازيغ، أفارقة، مسلمين، مسيحيين، سنة وشيعة، وايران كذلك لديها قوميات متعددة، ومذاهب متنوعة.
التحدي المفروض علينا، وعلى الدولة الإيرانية كيف نبحث عن القواسم المشتركة التي تجمعنا، وهي كثيرة لو دققنا بها وحرصنا عليها وفعلناها، سنجد أن خلافاتنا يمكن التحكم بها وتقليصها والتعايش معها.
ثمة تسلل إيراني بين مساماتنا، والسبب أن لدينا أمراض داخلية، هي التي تجعل لأي طرف إمكانية التسلل أو التدخل أو الاستفادة منها، خدمة لمصالحها، هذا يحصل مع تركيا، وهذا يحصل مع أثيوبيا، ثلاثة بلدان كبيرة قوية محيطة بالعالم العربي، نحتاج لأن نبني معها علاقات ندية متكافئة تقوم على حفظ المصالح المشتركة المتقاطعة بيننا، وما ينطبق على إيران ينبطق على البلدين الجارين: تركيا وأثيوبيا.
إيران دولة قوية، تتعرض للمؤامرات والدسائس وتخطيط المستعمرة الاسرائيلية لسببين جوهريين :
أولهما أنها دولة ترفض سياسات المستعمرة ونهجها، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه ووطنه، وعودة اللاجئين إلى المدن والقرى التي سبق وطردوا منها عام 1948.
وثانيهما أنها تُقدم الدعم والإسناد لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وكل الأطراف والأحزاب والفصائل العربية في العراق واليمن والصومال المعادية للاحتلال وللاستعمار.
لذلك لدينا مصلحة أن نكون وإيران في خندق واحد ضد المستعمرة، بدون أن يكون ذلك على حساب أمننا الوطني،أو علاقاتنا القومية، أو أن نسمح لها بالتدخل بالشؤون الداخلية لبلداننا العربية، وعلينا أن ننظر إلى تجربة العربية السعودية باحترام، كيف تمكنت من إعادة العلاقات مع طهران بوساطة صينية ونجحت في ذلك، ولا شك أن العربية السعودية صاحبة نهج جديد متقدم نسبياً، وما موقفها من المستعمرة والتطبيع إلا انعكاسا لهذا الموقف القومي المتقدم بربط العلاقة مع المستعمرة، وفق قرارات قمة بيروت العربية عام 2002، التي وضعت مبادرة السلام خارطة طريق، أكدت من خلالها الصيغة الملائمة القائمة أن لا علاقات مع المستعمرة إلا بالإقرار والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة، على أرض وطنه.
تصريحات نتنياهو حول الدولة الفلسطينية على أرض العربية السعودية، يُدلل على ضيق نفسه، وفشله، ويؤكد مصداقية الموقف السعودي بشأن العلاقة مع المستعمرة ضمن معادلة مبادرة السلام العربية: أن لا علاقة مع المستعمرة بدون حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
تحتفل إيران بعيدها الوطني، ونحن إذ ننظر لها بعين الاهتمام نتطلع كمراقبين متابعين أنها تستحق أن نكون وإياها في خندق واحد في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية، وفي مواجهة برامجها التوسعية العدوانية على فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها من أقطار الوطن العربي، حيث تعمل بمساعدة الولايات المتحدة أن يكون لها وضع التفوق على حساب العرب، ومن هنا تبرز أهمية بناء علاقات عربية مع أطراف دولية متعددة كالصين وروسيا وأوروبا، ومع بلدان الجوار العربي تركيا وأثيوبيا والامتداد الرحب في العالم الإسلامي، وبلدان إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.