متابعات: كشف وزير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" السابق يوآف غالانت تفاصيل جديدة حول هجوم السابع من أكتوبر.
وقال غالانت في مقابلة أجرتها معه القناة 12 العبرية، إن هجوم السابع من أكتوبر جاء صادماً كونه يتعارض مع كل التقديرات الأمنية والاستخباراتية بأن "حركة حماس مرتدعة".
وأكد أنه أصيب بالصدمة والذهول من مدى الشلل الذي أصاب الجيش في صبيحة السابع من أكتوبر، حيث سيطر مقاتلو حماس على المواقع العسكرية في الغلاف وعلى الكثير من الكيبوتسات، واستغرق الأمر قرابة 8 ساعات قبل دخول قوات مقاتلة من الجيش إليها.
وأوضح، أنه تلقى أول معلومة عن الهجوم من ابنته عند الساعة 6:29 صباحًا"، مشيرًا إلى أنه تأكد من رئيس الأركان أن الهجوم لم يكن مجرد صواريخ بل كان هناك تسلل بري.
وأضاف "سارعتُ إلى المقر العسكري ووجدت حالة من عدم الوضوح وعدم الإدراك لحجم الهجوم". وأكمل "في الساعة الثامنة صباحًا، أعلن رسميًا أن الكيان في حالة حرب وأصدر أوامر بفتح المستودعات العسكرية وتجنيد القوات".
وذكر غالانت أن الحالة النفسية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في السابع من أكتوبر والفترة التي تلتها كانت سيئة جداً.
وأكد غالانت أنه لم يحصل على أي معلومات استخباراتية حول احتمال وقوع هجوم بهذا الحجم، موضحًا أنه لم يكن على علم بمفهوم “جدار أريحا” الذي كان يعتمد على فرضية أن حماس مردوعة.
وفيما يتعلق بالهجوم البري على غزة، أوضح غالانت أن "نتنياهو عارض في البداية الهجوم البري على القطاع محذراً من أن آلاف الجنود سيقتلون في غزة، وأن حماس ستستخدم الأسرى لديها كدروع بشرية على أسقف المنازل ومداخلها لردع الجيش عن الهجوم، وهي مخاوف تبين أنها لا تمت للواقع بصلة".
وواصل حديثه: "قلت لنتنياهو لماذا لدينا جيش إذا كنا سنخشى من استخدامه بعد هكذا غزو تاريخي لأراضينا على يد حماس".
وأضاف غالانت أنه قال لنتنياهو إن حركة حماس حريصة على حياة الأسرى كونهم ورقة رابحة بيد الحركة وستستعى للحفاظ عليهم، لافتاً إلى أن الحل العسكري في استعادتهم أوقع الكثير منهم قتلى.
ونوّه غالنت إلى أن الجيش أُعطي أوامر باستخدام "إجراء هانيبال" الذي يقضي بقتل أسرى مع آسريهم. وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الحالي، علّق غالانت أنه بذات الصيغة التي قدمها الاحتلال في أيار من العام الماضي، وأنه وخلافاً لما قاله نتنياهو فمن أحبط الاتفاق حينها كان نتنياهو وليس حماس.
ورداً على سؤال حول مساهمة التظاهرات التي سبقت 7 أكتوبر وموجة الاستنكافات في صفوف جنود الاحتياط في اتخاذ السنوار القرار بالهجوم، قال غالانت إن حماس كانت تتابع صورة التطورات الداخلية الإسرائيلية وشخّصت نقاط الضعف واعتقدت أن الوقت مناسب لتنفيذ الهجوم والمجتمع متشرذم.
وشدد وزير الحرب السابق على أن "إسرائيل بحاجة إلى لجنة تحقيق حكومية واسعة للبحث في أسباب إخفاق 7 أكتوبر".
وفيما اعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن إخفاق 7 أكتوبر، يرفض نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون "أكبر خرق أمني واستخباري" في تاريخ إسرائيل.
غالانت أشار إلى أن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عرقل إنجاز صفقة في أكثر من مناسبة، بعد أن هدد بالانسحاب من الحكومة، حيث كان بوسع تل أبيب إبرام صفقة في 2024.
وبشأن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، قال غالانت إن اقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية كانت من بين العوامل التي أثارت التوتر، وساهمت في تصعيد الأوضاع قبل هجوم 7 أكتوبر 2023.
وعن قطاع غزة بعد وقف الإبادة، قال غالانت إنه من غير الممكن إقامة مستوطنات إسرائيلية هناك، لأنه من شبه المستحيل "إقامة حكم عسكري هناك". واختتم حديثه بالقول: "في حال إقامة مستوطنات بغزة، ستكون النتيجة كارثية".
هجوم البيجر واغتيال نصر الله
كشف غالانت أن الإعداد لعملية أجهزة البيجر تم منذ سنوات قبل الحرب.
وقال "لو قمنا بتنفيذ العملية في 11 أكتوبر/تشرين الأول لكان تفجير أجهزة البيجر ثانويا مقارنة بتفجير أجهزة اللاسلكي، مما كان سيؤدي إلى القضاء على آلاف من حزب الله".
وقال غالانت إنه اجتمع مع نتنياهو والكابينت الحربي بداية الحرب لمناقشة توجيه ضربة استباقية لحزب الله رداً على دخوله الحرب مع حماس، إلاّ أن نتنياهو عارض ذلك بشدة واقتاد أعضاء الكابينت الحربي إلى نافذة الطابق الرابع عشر في مقر وزارة الجيش بتل أبيب وقال لهم "انظروا إلى هذه البنايات والأبراج.. ستدك في الأرض وستدمر حال فتحنا الحرب اليوم مع حزب الله فلدى الحزب صواريخ قادرة على تدمير هذه المدينة".
وجرت عملية تفجير البيجر التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية ضد آلاف من عناصر حزب الله في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وقتل فيها العشرات وجرح الآلاف من مقاتلي الحزب.
ووقعت هذه التفجيرات في مناطق عديدة في لبنان بينها الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن البقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وطرابلس وبعلبك وغيرها.
وحول الليلة التي سبقت اغتيال نصر الله، أوضح وزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت أن الجيش قدّم خطة لتصفيته عبر استخدام قنابل خاصة خارقة للتحصينات تحت الأرض وتزن 40 طنًا، حيث سأل ضباط سلاح الجو عن نسبة النجاح في قتل نصر الله فقالوا 90%، وعندها طلب منهم مضاعفة القنابل لتصبح 80 طنًا وبالتالي ترفع نسبة النجاح إلى 99%.
وفي ختام المقابلة، أكد غالانت أن فشل 7 أكتوبر كان نتيجة لمزيج من سوء التقدير الاستخباراتي والبطء في الرد العسكري، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيق شامل لتحديد الأسباب والمسؤوليات.