في وسط وجنوب قطاع غزة، وبين الأزقة المدمرة التي شهدت قصفًا متواصلًا خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، يعيش مئات الآلاف من النازحين في ظروف إنسانية قاسية بفعل الحصار والعدوان المتواصل وتفاقم الأزمات.
هؤلاء اضطروا لمغادرة منازلهم المدمرة، ليجدوا أنفسهم في مواجهة موسم شتاء جديد من المعاناة داخل خيام مؤقتة باتت اليوم متهالكة وغير قادرة على حماية ساكنيها من البرد والمطر.
شهادات حية من النازحين
طاقم الكوفية يرصد لكم مأساة بعض النازحين حيث يقول أبو محمود، أحد النازحين الذي لجأ مع أسرته إلى خيمة صغيرة نُصبت في منطقة مفتوحة بمواصي خانيونس "لم يعد لدينا مكان نذهب إليه، فقد دُمّر منزلنا بالكامل،" يضيف بحسرة: "الخيمة بالكاد تقينا من الرياح، وعندما تهطل الأمطار تتسرب المياه إلينا. أطفالي مرضى ولا يوجد أدوية أو رعاية صحية مناسبة."
من جهتها، تتحدث أم ليلى، وهي أم لخمسة أطفال، عن معاناتها اليومية قائلة: "نعيش في ظروف مأساوية. لم نعد نجد ما يكفي من الطعام، والمساعدات الإنسانية تصلنا بشكل متقطع. الأطفال يعانون من البرد ليلاً، ولا توجد بطانيات أو وسائل تدفئة."
تفاقم الوضع الإنساني
يقول المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل للكوفية إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، في ظل الحصار المستمر والعدوان المتواصل الذي أسفر عن تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل. ويواجه النازحون نقصًا حادًا في المواد الأساسية، مثل الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية.
ويضيف بصل إنه مع دخول فصل الشتاء، أصبحت الخيام التي تؤوي النازحين عرضة للانهيار بفعل الرياح والأمطار.
كما تحذر المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع تحذر من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم المساعدات.
بينما يشير أبو وسيم النواجحة، أحد سكان مخيم إيلياء للنازحين، إلى أن "الخيام لا تصلح للعيش، فهي مصنوعة من مواد رديئة ولا تصمد أمام الظروف الجوية. نحن بحاجة إلى مساكن آمنة، لكن لا يوجد من يسمعنا."
يضيف النواجحة قائلا "لا يمكننا أن نعيش حياة طبيعية مثل الآخرين. أنا أجلس الآن في العراء لأن خيمتي وكل ممتلكاتي غمرتها المياه".
التحرك الإنساني الدولي
وأفادت بعض المنظمات الدولية العاملة في القطاع بأنها تحاول تعزيز جهودها لمساعدة النازحين، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة على إدخال المساعدات.
تقول ماري كولينز، ممثلة إحدى المنظمات الإغاثية لمراسلنا "الوضع كارثي. نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدة، لكن الإمكانيات محدودة بسبب الحصار والتصعيد المستمر."
مناشدات للمجتمع الدولي
وفي ظل هذه المعاناة، تتوجه العديد من العائلات النازحة بنداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري. وتطالب بتوفير مأوى آمن ومستدام، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة لتخفيف معاناتهم.
واقع يحتاج إلى حلول عاجلة
مع استمرار النزوح الجماعي وتدهور الأوضاع، يبقى الأمل معلقًا على استجابة دولية شاملة وسريعة. إن تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والعمل على إنهاء الحصار يمثلان خطوة أساسية لتخفيف معاناة هؤلاء النازحين الذين يعيشون مأساة مستمرة بلا أفق واضح للحل