اليوم الاربعاء 05 فبراير 2025م
عاجل
  • تيار الإصلاح في فتح: نشيد بالموقف العربي والدولي الراسخ في رفض التهجير والالتزام الثابت تجاه شعبنا وقضيتنا العادلة
  • تيار الإصلاح في فتح: تصريحات ترامب تدشن لعهدٍ جديدٍ من الاستبداد في النظام الدولي
  • تيار الإصلاح: ترامب قدم هدايا مجانية لليمين المتطرف في دولة الاحتلال متجاوزًا القرارات والمعاهدات وكل الأعراف الدولية
  • تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: - ندين التصريحات الكارثية التي صدرت عن الرئيس ترامب التي قدم فيها أبشع التصورات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • مراسلنا: مستوطنون يوسعون بؤرة استيطانية قرب الجفتلك شمال أريحا
تيار الإصلاح في فتح: نشيد بالموقف العربي والدولي الراسخ في رفض التهجير والالتزام الثابت تجاه شعبنا وقضيتنا العادلةالكوفية تيار الإصلاح في فتح: تصريحات ترامب تدشن لعهدٍ جديدٍ من الاستبداد في النظام الدوليالكوفية تيار الإصلاح: ترامب قدم هدايا مجانية لليمين المتطرف في دولة الاحتلال متجاوزًا القرارات والمعاهدات وكل الأعراف الدوليةالكوفية تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: - ندين التصريحات الكارثية التي صدرت عن الرئيس ترامب التي قدم فيها أبشع التصورات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني في قطاع غزةالكوفية تيار الإصلاح: خطة ترامب لتهجير سكان غزة تجاوز للقرارات الدولية وتدشين لعهد جديد من الاستبدادالكوفية مراسلنا: مستوطنون يوسعون بؤرة استيطانية قرب الجفتلك شمال أريحاالكوفية سبينس مدافع توتنهام: قادر على إيقاف خطورة صلاحالكوفية صور|| "الفارس الشهم 3" توفر المياه الصالحة للشرب لسكان مدينة رفحالكوفية إيقاف مباراة بالدوري الأرجنتيني بعد إصابة مساعد الحكم بمقذوفالكوفية استهجان عالمي لخطة ترامب.. رفض عربي ودولي واسع لمخطط تهجير الفلسطينيينالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف صوب أراضي ومنازل الأهالي شرق بلدة الشوكة شرقي رفحالكوفية منظمة الصحة العالمية تدعو إلى تسريع وتيرة إجلاء مرضى غزةالكوفية بالأسماء|| معتقلون من غزة تم الحصول على ردود بشأن مصيرهمالكوفية صحة غزة: 12 شهيدا و11 إصابة خلال 24 ساعةالكوفية ولي العهد السعودي ورئيس الإمارات يبحثان المستجدات الإقليميةالكوفية المعجزة الغزية..بين "نار أبو الصادق" و"ريفيرا ترامب "!الكوفية قالت شهرزاد: رواية سميرة ستوم من غزةالكوفية مباحثات نتنياهو مع دونالد ترامب!الكوفية نتنياهو - ترامب: سيناريوهات من سيّئ إلى أسوأالكوفية الصين ردا على تصريحات ترامب: نعارض التهجير القسري لسكان قطاع غزةالكوفية

قالت شهرزاد: رواية سميرة ستوم من غزة

14:14 - 05 فبراير - 2025
فيحاء عبد الهادي
الكوفية:

ولما كان اليوم التاسع والسبعون بعد المائتين، للإبادة الجماعية، التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، بشكل وحشيّ، على شعب غزة الأبيّ، وفي يوم الأحد، الحادي عشر من آب، من العام ألفين وأربعة وعشرين ميلادي، والسابع من صفَر، من العام ألف وأربعمائة وستة وأربعين هجري؛ الذي شهد مجزرة مريعة، في شارع النفق بمدينة غزة، ارتكبها جيش الاحتلال، في مدرسة التابعين؛ بلغ ضحاياها حدّ المائة شهيد وشهيدة من المدنيين؛ ممن تقطّعت أوصالهم، أو تبخّرت جثثهم، نتيجة إلقاء قنابل مخيفة على النازحين، الذين هُجِّروا من بلدهم، وبيوتهم، وممن أصيبوا إصابات بليغة، نتيجة الانفجارات الشديدة؛ حدّثتني ميريهان فؤاد قالت: حدّثتني سميرة ستوم؛ الأستاذة الجامعية، - التي تحمل درجة الدكتوراه في اللغة العربية، والتي تدرِّس في جامعة القدس المفتوحة -، عن رحلة نزوحها من بيتها في مدينة غزة أربع مرّات، كان أولها في اليوم الحادي عشر للعدوان، وبعد أن رحل جميع أهل البيت، وجميع الجيران، وبقيت وحدها مع شقيقها جلال، من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لكنها وقد اشتدّ القصف العنيف، كان لا بدّ أن تأخذ قرار النزوح الأليم، الذي يمكن أن يحفظ حياتها، وحياة أعزّ أشقائها.
كان الموت من أمامها وورائها وخلفها. استُشهد عدد من جيرانها، وصديقاتها، وتلامذتها، وأحبابها؛ لكنها لم تتوقع وهي تأخذ قرارها؛ أن يمتدّ العدوان والإبادة لأكثر من واحد وخمسين يومًا، كما حدث في العام أربعة عشر وألفين.  
وكان أيها الجمهور السعيد، ذو الرأي الرشيد؛ أن خرجت الدكتورة سميرة وشقيقها من بيتها، بدموع عينيها، ومعها بعض المواد الغذائية الضرورية، وبعض الملابس الصيفية، إلى أن وصلت مخيم النصيرات، حيث مكثت خمسة أيام؛ لتنزح بعدها إلى بيت صديقتها في دير البلح، وتبقى خمسة عشر يومًا؛ عادت إلى غزة بعدها، وعاد أشقاؤها. وما كادت تبلغ البيت، حتى تعاظم القصف المرعب؛ ما اضطّرّها إلى التفكير بالعودة إلى بيت صديقتها، التي استعدّت لاستضافتها وحدها، لعلمها بمرضها، الذي يحتاج عناية كبيرة ورعاية حثيثة.
وكان أن حزمت سميرة هويتها الفلسطينية، وما خفّ حمله من أغراضها الشخصية، يا سادة يا كرام، وتركت شقيقها برعاية إخوتها، واتجهت مرة ثانية إلى دير البلح، لتعاني الأمرّين؛ حيث لا ماء ولا كهرباء، ولا دواء، ولا طعام خاص؛ مما يحتاجه مرضها الخبيث. وبعد خمسين يوما عجافا، وبعد أن دخل الجيش الإسرائيلي إلى شارع البركة في دير البلح، حيث بدأ الناس يفرّون، وصوب الجنوب يتوجّهون؛ نزحت العائلة التي استضافتها إلى الزوايدة/شمال شرقي دير البلح، وتوجّهت سميرة إلى تل السلطان في رفح.
صحيح أن الأستاذة لم تجد دواءها وعلاجها الكيماويّ؛ لكنها استعادت نشاطها التطوعيّ، حين عملت مع جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، التي كانت عضوًا في هيئتها الإدارية. خرجت سميرة إلى الميدان العمليّ، وبدأت بالعمل مع صديقتها بثينة رئيسة المؤسّسة، في جمع المساعدات التموينية، والمعيشية، لتوزيع خيام، وطرود غذائية، وملابس شتوية، على النازحين والنازحات، بالإضافة إلى تأسيس تكية طعام، وتنفيذ برامج دعم نفسية وأنشطة تعليمية وتربوية وطبية، وخصوصًا للأطفال، كما تطوّعت للعمل مع مؤسّسة التعاون الأهلية غير الربحية، التي كانت تنفّذ في غزة برامجها الإغاثية والتنموية.
لم يكن بوسع سميرة أن تستمر في نشاطها، دون ان تتناول دواءها. ولما كان العلاج في غزة مستحيلًا أيها الأفاضل؛ لم يكن أمامها سوى التفكير في التسجيل بالتحويلة خارج البلاد كي تستكمل علاجها.
وحين جاءت الموافقة على طلبها للخروج مع مرافقة من عائلتها؛ توجّهت مع ابنة أخيها إلى مصر عبر معبر رفح بالملابس التي ترتديها، دون أن تتمكن من أخذ أي من أغراضها. تركت تقارير علاجها، ووصفة دوائها، الذي لا يتوفر سوى بالقدس، وتركت العديد من مقتنياتها.
كان أكثر ما أوجع سميرة وآلمها بعد نزوحها أيها الأفاضل؛ حرق بيتها بالكامل، وعلى الأخصّ مكتبتها، التي تضمّ ما يزيد على عشرة آلاف كتاب والتي هي بمثابة مملكتها، واعتبرته أسوأ خبر سمعته في حياتها.
حُرق مرتع طفولتها، ومصدر أمانها وراحتها. حُرق سريرها، ووسادتها، ولحافها، ومكتبها. حُرقت شهادتها الجامعية، وشهادة ميلادها، وكتبها، وأوراقها، وأبحاثها، وصورها. حُرقت مطرّزاتها، التي اشتغلتها بنفسها، ومطرّزات والدتها، ومنديل عمتها، وأثواب جدتها التي حملتها ساعة تهجيرها من المجدل. حُرقت ذكرياتها، وأحلامها، ومشاريعها. حُرق قلبها، ووووووووووو وأدرك شهرزادَ الصباح، فسكتت عن الكلام الجراح.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق