- رويترز: وفد أمني مصري يتوجه غدا إلى إسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
كانت الحرب مزيجا من الرجة، الهزة ، الرجفة، الخوفة، نوم العراء، دم، أشلاء، مغص، برد، إسهال، وقفط أو قصف رؤوس ومحاولة انزالها اذلالا لبني غزة فلسطين.
هروب من موت محقق واحزمة نارية تلتقط كل من في طريقها تفتفته أشلاء ، ركاد وجري متواصل من مكان لمكان وكانها القيامة تقوم، خيال وحقيقة أغرب من الخيال ، كانت حالة غامضة حارقة خارقة رغم أنها كاشفة لا مكان للتوقف والتأمل ولا مكان للنوم ولا مكان في المكان نجري ولا ندري ما يدور ومن يعجنه الصاروخ او من يفلت عاريا دون عقل يتحسس الطريق.
حالة ليس لها تعريف، وحالة غير مسبوقة من افلام الرعب أو افلام الخيال العلمي .. كلها حدثت سريعا كانها طوفان فعلا، فيكف سموها كذلك قبل ان تحدث؟
عجيبة الدنيا تاخدنا ولم نعد نحن الذين كنا، نحن الآن مخاليق جديدة تغيرت ملامحها ومفاهيمها وسلوكلها بها خوف مخلوط بجسارة غريبة ونقص حزن لشجرة عائلة تعجن فلا آثر لها كالذي كنا نعرفه في الحياة السابقة حين كان الرجل او المراة يغمى عليهم من حدث بسيط لإبنهم او أخيهم والآن عشرون منهم ملفوفون في خرقات قماش أو اكياس نايلون مرصوصون للدفن وحسرة غريبة يحمل كل منا كبده ليواريه التراب .. ما هذا ؟ تغير دراماتيكي، كيف نواصل غدا عندما تذهب السكرة ؟
تغيرنا ولم نعد نحن الذين كنا نصحو من نومنا لنسمع فيروز الحكاية والحنين، او، صوت عبد الباسط كأفق سديم قد ولد من رحم نجم محتضر، ونفطر سويا، حيث لم يعد موعدا للفطار، ولم نعد سويا، فنحن غير نحن ولم نعد كما كنا، كل واحد في مدرسة إيواء كما المصطلح الدارج، أو خيمة ليست بخيمة، فكيف ستختار فلا خيار لك ، سمك فلافل جبنة فول مربى فتة حمص وإلا بندورة بحبات ملح، فالخبز اصلا غير موجود، والملح صار ذهبا يباع بالجرامات.
رايتهم عبر الشاشة مليون ونصف غزاوي فلسطيني يتجولون بحزن في رفح، كنت لا اتوقع بالتأكيد أن اجد منهم من يلبس بدلة او ربطة عنق او قميص وبنطال نظيف، لكن لم اكن اتوقع أن الواحد منهم او الواحدة يحملون كيسا ليجمعوا ورق وكرتون ونايلون وحطب إن وجد ليخبزوا رغيفا او ليطبخوا طبخة الضحك على ذقون أطفالهم المحرومين أياما من وجبة، وليس غير العدس طبعا إن وجد، وثلاثة أرباع الطنجرة ماء ليكفي أفواه عشرة أطفال لسد الرمق.
رغم هذه المحنة الكبرى التي ضربت أطناب غزة، فالأهم لديهم هو اليوم العاشر بعد السنة الأولى من توقف الحرب .. هل تغيرنا وفهمنا الدرس.
ملاحظة:
هو تاجر الحرب اللي بيرفع الأسعار وييستغل حاجة النازحين بيجمع المصاري لمين مش يمكن يكون هو المقصوف القادم .. حِنو على بعض بلكي القذيفة تميل عنكو وإلا كمان هذي بدها شرح.