- مدفعية الاحتلال تستهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
الصدمة كبيرة واكثر من صادمة ليس للإسرائيلي فحسب وإنما للامريكي اولا والإقليمي بعد الإسرائيلي...وواضح أن مجريات الحدث منذ الصباح تؤكد أن القرار ليس قرار محلي صرف، بل من وجهة نظري هو قرار محور رأس حربته كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى وكل المقاومة وبما يشمل حاضنتها أيضا.
الصدمة ليس في الوقت فحسب وإنما في القدرة والإستطاعة والسرعة الخاطفة والجرأة التي سيكون بعدها ليس كما قبلها، لذلك فإن تقديري لهذا الطوفان لن يكون كغيره من الحروب السابقة، وعليه فالقادم أعتقد أنه كالتالي:
أولا- إسرائيل تعرضت لهزيمة واضحة ومعلنة وتم بثها مباشرة كما قال سيد المقاومة نصر الله في أحد خطبه، هذا يستدعي ان تستعيد إسرائيل سمعتها العسكرية وردعها الذي تمرغ أنفه ورأسه في تراب فلسطين وعلى ارض فلسطين، لذلك أرى أن الحرب ستكون هي عنوان الأيام القادمة، وهي حرب صعبة ومؤلمة وستحدد مستقبل المنطقة لأن غزة لن تكون وحيدة هذه المرة.
ثانيا- قرار طوفان اليوم كما يبدو مستند هذه المرة لموقف موحد من أقطاب المحور الذي على راسه إيران، لذلك إسرائيل تستعد لدخول ساحات وجبهات أخرى، فالعنوان كان الأقصى والقدس، لكن هناك عناوين عدة فلسطينية وإقليمية وهي تتعلق بعد الأقصى والقدس بالأسرى وسياسة الإعدام والإستيطان في الضفة، واقليميا التطبيع مع السعودية وما يحدث في سوريا من مؤامرة جديدة لإعادة الأمور للمربع الاول.
ثالثا- سيناريو الحرب وتوسعها هو المرجح في الأيام القادمة، لكن يعتمد ذلك على الموقف الأمريكي الذي يركز على الحرب في اوكرانيا ومواجهة الصين، فالقرار الإسرائيلي مرتبط بالرؤيا الأمريكية أولا وأخيرا، لذلك نرى ان هول الصدمة قرع في البيت الأبيض في واشنطن قبل الكرياه في تل ابيب.
رابعا- سيناريو صفقة تشمل القدس والاقصى والأسرى وتصل الى مرحلة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي تحضيرا لصفقة سياسية أكبر، ولكن ليس بطريقة حرب أكتوبر عام 1973.
خامسا- سيناريو مرعب يتمثل في توجيه ضربة عسكرية غير مسبوقة لغزة هاشم، والذي سيمنعها هو فقط جدية المحور في الوقوف بجانب غزة خاصة جبهة الشمال وبالذات *حزب الله*، أعتقد هذا يعتمد على ما تريده أمريكا.
سادسا- سيناريو إبتلاع الهزيمة والتوافق على هدنة ما تؤدي لرفع الحصار عن غزة، وصفقة تبادل اسرى، ومحددات تتعلق بالأقصى بالذات...وهذا سيناريو لن تقبل فيه إسرائيل الا اذا علمت انها ذاهبة لهزيمة كبرى.
إن الفشل الإستخباري والعسكري والأمني والسياسي الإسرائيلي سيؤدي لتداعيات كبيرة داخل إسرائيل ستشكل له لجان تحقيق قادمة لا محالة، كما أن إسرائيل المنقسمة سوف تتوحد الآن ولكن لن تكون هناك حكومة بعد انتهاء الحرب فيها سموتريتش وبن غفير، فما حدث أكبر بكثير من بقاء إئتلاف بصيغة نتنياهو، كما أن ما حدث سببه الأساسي جنون هؤلاء الذين استباحوا الأقصى والضفة، ووصلت فيهم الامور لإبتزاز المقاومة في غزة وتحويل المنحة القطرية لتصبح مساعدات مشروطة ومسؤول عنها لجنة من دول الخليج.
الخلاصة
اليوم انهى كل مؤامرات الأمس وما قبله، والمعادلات القادمة مرتبطة بطبيعة المعركة القادمة من حيث حدتها وزمنها واتساعها ونتائجها، بما يؤدي إلى:
1- لا حكومة في اسرائيل فيها سموتريتش وبن غفير وبغض النظر عن نتيجة المعركة.
2- لا إصلاح او إنقلاب قضائي في إسرائيل، واذا توسعت المعركة فنحن امام حكومة وحدة وطنية في إسرائيل.
3- التطبيع مع السعودية أصبحت تتقاذفه الأمواج، نتيجة المعركة ستحدد ان كان سيتوقف أو يستمر.
4- الأقصى والقدس خط احمر ومن يتجاوزه هو من يتحمل المسئولية.
5- السجون سوف تصبح فارغة وهذا أحد أهم أكبر النتائج وبغض النظر عن نتائج المعركة.
6- وجه المنطقة سيتغير إذا ما توسعت المعركة لتشمل الإقليم بما يعني وضع إسرائيل في مكانها ووضعها الطبيعي، فهي ليست قدر وهي تهزم دائما عندما يكون هناك إرادة قتال.
7- يبقى المهم هو الموقف الأمريكي، فإذا دعم إسرائيل وافلت لها عنان القيام بتدمير غزة فهذا يعني إشتعال كل المنطقة، أي أن الأمريكي يريد إشعال كل المنطقة رغم أنني أرى أن ذلك ليس من مصلحة أمريكا.
وحدة الساحات والجبهات ستبقى هي الظهر الذي يسند المقاومة ورأس حربتها غزة البطلة، وهذا أصبح واضحا ولا لبس فيه.