اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024م
عاجل
  • شهيدان وعدد من الجرحى جراء استهداف مجموعة من المواطنين في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس
شهيدان وعدد من الجرحى جراء استهداف مجموعة من المواطنين في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونسالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مدينة بيت لاهيا شمالي غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلةالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الـ 419 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقـاومين وقوات الاحتلال لدى اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تحاصر منزلاً في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية قوات خاصة من جيش الاحتلال تقتحم محيط مخيم نور شمس في طولكرمالكوفية قوات الاحـتلال تداهم عددا من منازل المواطنين خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر مالك شرق رام اللهالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين شمال غزةالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين لعائلتي سحويل وزقوت في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء غارات الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزةالكوفية استشهاد الشاب زكريا أحمد حسان في قصف الاحتلال المستمر على مخيم جباليا شمال غزةالكوفية الإعلام الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 190 منذ بدء حرب الإبادة على القطاعالكوفية الأمم المتحدة: نتواصل مع جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار في غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة إذنا غرب الخليلالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال شرق جنينالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على ارض المفتي شمال مخيم النصيراتالكوفية "أونروا": الجوع وصل مستويات حرجة في غزةالكوفية

قنبلة دخان إسرائيلية على غزة

13:13 - 29 سبتمبر - 2023
أكرم عطا الله
الكوفية:

 هي غزة التي لا تكف عن المشاكسة مسكونة بهواجس أكبر كثيراً من مساحتها وأقل كثيراً من إرادتها، تلك المنطقة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة على خارطة العالم ولكنها تضع نفسها في الصدارة وتفرض نفسها على طاولة السياسة الدولية، هي المنطقة الغنية بالتاريخ والفقيرة بالجغرافيا مدعاة للفخر حد السماء في لحظة ما ومدعاة للشفقة والعطف في لحظة أخرى، هي كذلك وليدة كل المتناقضات وحاملة لها جميعاً تحاول التوفيق دون أن تشعر بفداحة الثمن ... وتستمر.

هذا هو تاريخها بصرف النظر عمن يحكمها، فخصوصية شعبها أبعد كثيراً من أن يؤثر به السياسيون لأن «خصوصية أي شعب هي بصمة الطبيعة على طبعه» فقد كانت تلك المنطقة التي نسي الإسرائيلي وهو يمتد على الشريط الساحلي الفلسطيني كله أن يحتلها ليشاء قدرها أن تنتج الثورة المعاصرة، وربما أن خصوصيتها نبعت من التغير الديمغرافي الهائل الذي نشأ إثر النكبة لتتحول إلى خزان اللاجئين بما يفيض عن طاقتها وأكثر من سكانها الأصليين.

منذ الأمس توقفت الفعاليات على الجدار الفاصل وفتح المعبر الذي يربطها بإسرائيل وعادت المنحة القطرية، فقد «أخرجت إسرائيل البقرة من الغرفة» كما رواية الحاخام واليهودي الذي كان يعيش وزوجته وابنته في غرفة واحدة، وحين طلب الأخير استشارة الحاخام أشار له أن يدخل البقرة بعد المَعِزة إلى الغرفة، وبعد إخراجها تنفس اليهودي الصعداء كأن هذا أقصى ما يريد.

هكذا تلاعبت إسرائيل بها قبيل الأعياد عندما صنعت أزمة خوفاً من أزمة أكبر في القدس ستشعل فتيلها اقتحامات المسجد الأقصى خلال المناسبات فقد حصل ذات مرة ووصلت حرائقه لكل المدن الإسرائيلية.

قبيل الأعياد كان هناك سيل من التحذيرات والإنذارات تعلن عنها أجهزة الأمن في اسرائيل، وكما العادة غزة الحاضرة دوماً في كل المعارك.

كانت هناك خشية من تصعيد يستدعيها لإفساد موسم تلك الأعياد التي تتجمع هذا الشهر «رأس السنة ويوم الغفران وعيد العرش» وكلها تحمل دلالات دينية توجب هذا القدر من إغضاب الفلسطينيين في القدس، وغزة التي تعهدت بعدم السماح بتكرار اقتحام الأقصى قد تفعلها في حال استفزازها فهذا «عهد»، ومن هنا كان التفكير بعملية إزاحة تامة وصناعة أزمة تسحب نظام الحكم ممثلاً بحركة حماس باتجاه آخر.

وقد كان عندما صنعت من المنحة القطرية أم الأزمات ليصبح حلها بوساطات تذهب وأخرى تجيء ومفاوضات تستعصي ثم تتفكك عقدها، وينصب كل التفكير على الحدود والضغط والمناورة والتكتيك لاستعادة المنحة ويصبح حل المسألة «المستعصية» أولوية الأولويات، أي أنها ألقت بقنبلة دخانية يغطي غبارها مسرح الجريمة وقد كان.

هكذا تشاغل إسرائيل الفلسطينيين ولا خيار أمامهم إلا ردود فعل يحددها الذي أحدثه الحصار الخانق على القطاع والمستمر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، وتدير العلاقة مع تلك المنطقة بنظرية ليبرمان «الرأس فوق الماء» لا أن تحيا ولا أن تموت

فحين تحيا تبعث في الروح الوطنية نَفَسا جديداً أكثر صلابة وحين تموت فإن شظايا موتها سيطال كل العواصم وكل بلدات اسرائيل.

وهذا ربما يشكل نقطة انطلاق الفلسطينيين بمعرفتهم للسياسات التي تمارس تجاههم وما هي نقاط القوة والضعف.

فقد أضعفوا أنفسهم منذ وقعوا في مصيدة الحكم فأصبحت استحقاقاته عبئاً ثقيلاً فوق طاقتهم وأعادت قلب أولوياتهم بكل ما يحمله من خسارات وأبرزها خسارة الصمت على تسرب التطبيع مقابل المال واستحقاقات الحكم، كان الفلسطينيون أقوى حتى في مواجهة الإقليم قبل أن يتورطوا في حكم أنفسهم تحت الاحتلال.

أدخل الفلسطينيون أنفسهم في نفق تشهد عليه النتائج القائمة والتراجع الفادح في مشروعهم الذي بات يشرف على الغرق، وتزايد بعد خرقهم لمركبهم إثر الصراعات بينهم على الحكم وجدارته، وما زال التنافس بينهم وخوف كل منهم من الآخر مدعاة لمزيد من الضعف والتنازل، فحين يصبح نجاح التجربة أولوية قصوى تختل المعادلة ويصاب البرنامج بالاضطراب وتتشوه ملامح الكفاح الوطني ويصبح الغرق في التفاصيل أكثر أهمية من القضية المركزية؟، فالفروع هنا تنوب عن الجذور ويصبح التوهان هو الأمر الثابت في المعادلة.

في غزة إرادة عالية وفقر مدقع وفيها قال شاعر الفلسطينيين الكبير من الغزل ما لم يقُل في أي مدينة أخرى، لديها قدرة مدهشة على الصمود رغم بؤسها لكن ما يؤخذ عليها عدم قدرتها على إدارة إرادتها بكفاءة فهي سريعة الغضب، تنفعل بسرعة وبطيبة حين يتم المساس بالمشروع الوطني دون أن تفكر إذا كان ذلك مخططاً لاستدراجها أو لاستنزافها أو لحرفها أو لإزاحة اهتمامها وتضليلها، هكذا هي طيبة ـ بسيطة، ما زالت تمارس السياسة ببراءة بعيداً عن السياسة، هنا تكمن مأساتها المزمنة بلا توقف والتي جعلت من خسائرها ما يفوق مكاسبها.

سيناريو اليهودي والحاخام تكرر كثيراً هادفاً إلى القيام بعملية مسخ دماغ لمنطقة أحدثت كل هذا الصداع الدائم لإسرائيل، أخطأ أبناؤها حين تصارعوا فيها ليسهلوا التنكيل بها بهذا الشكل، لا بد من كسر المعادلة بعد كل تلك التجربة الطويلة وبعد تلك المعاناة الطويلة، ويجب أن تمتد المراجعة لتشمل الضفة أيضاً.

الفلسطينيون أمام استعصاء يهدد بتبدد قضيتهم ومجتمعهم عنوانه «ورطة الحكم» الذي تحول إلى ما يشبه اللعنة التي باتت تغطي بسبب الحاجة للمال لتحقيق استحالة إنجاح تجربته تحت الاحتلال على كل الخطايا بما فيها خطايا الإقليم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق