اليوم الجمعة 26 إبريل 2024م
عاجل
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون شمال رام الله
فيديو | الاحتلال يقتحم مخيم جلزون شمال رام اللهالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 203 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون شمال رام اللهالكوفية مراسلتنا: مدفعية الاحتلال تستهدف بشكل متواصل أطراف شبعا وكفرشوبا جنوب لبنانالكوفية جيش الاحتلال يعلن عن "كمين قاتل" لجنوده على الحدود اللبنانية الفلسطينيةالكوفية الاحتلال يقتحم المنطقة الشرقية لنابلس من حاجز عورتاالكوفية "بنتاجون": سفن حربية أمريكية بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء غزةالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تجدد قصفها لحي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية "أونروا" تطلق نداء لجمع 1.21 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة والضفة المحتلةالكوفية القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا أمس عملية إنزال جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية شمالي غزةالكوفية حزب الله يعلن استهداف قوة إسرائيلية على الحدودالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة قباطية جنوب جنينالكوفية الاحتلال يعترف بإصابة 11 جنديا في معارك ضارية مع المقاومة بقطاع غزةالكوفية مستوطنون يهاجمون مزارعين جنوب بيت لحمالكوفية «الكوفية» ترصد أوضاع الطواقم الصحفية في ظل استمرار العدوان وارتفاع درجات الحرارةالكوفية تيار الإصلاح يعزز صمود الكفاءات في قطاع غزة في ظل استمرار العدوانالكوفية الخيام وأوضاع النزوح تخنق نازحي غزة بسبب درجات الحرارة المرتفعةالكوفية أزمة المياه تفاقم أوضاع النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة واستمرار العدوان على قطاع غزةالكوفية خبيران أمميان: حجب أموال المقاصة وعزل البنوك الفلسطينية قد يؤدي إلى شل الاقتصاد الفلسطينيالكوفية مراسلنا: 6 شهداء في قصف الاحتلال منزل لعائلة الجمل في رفح جنوب القطاعالكوفية

تفاصيل الجريمة على لسان والده..

خاص بالفيديو|| "محمد الدرة".. الشاهد والشهيد على وحشية الاحتلال

11:11 - 30 سبتمبر - 2022
الكوفية:

غزة: "مات الولد .. مات الولد".. جملة ترسخت في أذهان الملايين حول العالم بعدما أقدمت قوات الاحتلال في مثل هذا اليوم قبل 22 عاما على إعدام الطفل محمد الدرة في مدينة غزة، وهو يحتمي بحضن والده، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، ليصبح أيقونة انتفاضة الأقصى.

"محمد الدرة"؛ الطفلِ الذي كان يطمح إلى أن يكون قائداً للدفاع عن قضيته، خُلِّد اسمه بعد استشهاده في ذاكرة التاريخ وذاكرة الفلسطينيين، وبقيت لحظة إعدامه عالقة في أذهان الأجيال المتعاقبة.

بداية الحكاية

في 30 سبتمبر/أيلول 2000 توجه الأب جمال الدرة، مصطحبا ابنه محمد لشراء سيارة كبيرة بدلا من أخرى صغيرة كان يمتلكها من "سوق السيارات" في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ولكن الحظ لم يحالفه، ولم يجد السيارة التي يرغب في شرائها، وقرر العودة إلى البيت مع ابنه.

يقول جمال، "توجهت أنا ونجلي محمد من منزلنا في مخيم البريج وسط قطاع غزة إلى سوق السيارات بمدينة غزة، كنت أمتلك سيارة وكان محمد يطمح باستبدالها بسيارة جيب، كون عدد أسرتي في تلك الفترة كان مكون من 9 أفراد".

وفي طريق العودة، اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال، فقرر جمال الدرة وابنه أن يسلككا طريقا ترابيا التفافيا، كون الطريق الرئيسي إلى منزلهم كان مغلقا بالكامل.

عندما وصلا إلى مفترق طرق على شارع صلاح الدين قرب مستوطنة "نتساريم"، فوجئ الأب وابنه بقوات الاحتلال تطلق عليهما وابلا من النيران من كل اتجاه بشكل مفاجئ ومكثف ودون سابق إنذار، ما دفع الأب وابنه للاحتماء خلف برميل إسمنتي قريب، ورغم صراخ الأب المتواصل على الجنود ليوقفوا إطلاق النار لكن دون جدوى.

تفاصيل الجريمة

مع كثافة نيران الاحتلال، حاول الوالد أن يحمي ابنه من الرصاص، لكنه لم ينجح، فأصيب برصاصة في يده اليمنى، ثم أصيب الطفل بركبته اليمنى، قبل أن تقضي عليه رصاصات أصابت بطنه واخترقته.

ويقول جمال "محمد كان يسأل: لماذا يطلقون النار علينا؟ وأنا كنت ألوّح بيدي وأصرخ ليتوقف ذلك، لكن دون جدوى، الرصاص كان مثل المطر، ولم أستطع حماية طفلي".

بعد دقائق طويلة من إطلاق النار نظر الوالد إلى طفله محمد فوجده غارقا في بركة من الدماء ورأسه سقط على قدمه اليمنى دون أي حركة، فأدرك أنه استشهد.

وحينها، أخذ الأب يصرخ -وقد أنهكت قواه- بعبارة باتت أيقونة لـ"بشاعة الجريمة الإسرائيلية"، قائلا "مات الولد، مات الولد".

لم يكتف جنود الاحتلال آنذاك بكل هذه المشاهد البشعة لجريمتهم، فأطلقوا صاروخا على جمال وابنه، لكنه اصطدم بالرصيف ولم يصبهما.

لقطات صادمة

وبينما كان الاحتلال يتنصل كعاداته من أي جريمة يرتكبها، وأعلن قادته أن الطفل لم يمت برصاص الجيش، نشر القناة الفرنسية شريط فيديو صدم العالم، حيث وثق مراسل القناة مشاهد إعدام حية للطفل الدرة الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي.

وقد وثق الشريط عملية إطلاق النار المقصودة باتجاه الطفل وأبيه، والتي انتهت بإعدام الطفل فيما أصيب والده بجراح خطيرة.

وأثار المقطع المصور مشاعر الغضب في كل مكان، وخرجت مظاهرات غاضبة في العواصم العربية والغربية، بسبب الوحشية الفظيعة، التي مورست ضد طفل لا حول له ولا قوة.

الشاهد والشهيد

ورغم مرور أكثر من عقدين من الزمن على الطفل محمد الدرة، إلا أن مشاهد الجريمة لا تمحى من ذاكرة عائلته.

ويقول جمال الدرة، "كان المشهد مؤلما ولكن ليس بجديد على الاحتلال، لما يرتكبه من مجازر بحق شعبنا الفلسطيني ولا يزال يرتكبها"، مضيفا، "محمد كان الشاهد والشهيد على جرائم الاحتلال".

وتابع، "بعد وفاة محمد، دعوت الله أن يرزقنى بابن لأسميه محمدا ويظل ذِكر محمد حيًا وشهيدًا باقيًا رغم أنف الاحتلال»، لافتًا إلى أن ابنه الذى أكرمه الله به وسمّاه «محمد» يشبه بشكل كبير أخاه الشهيد فى صفاته الشخصية وملامحه، ما يُبقى وجود الاثنين فى أذهان كل من حولهما.

قتلة الأطفال

لم يكن محمد الدرة الشاهد الوحيد على جرائم الاحتلال، إذ يمعن جنوده في استهداف الأطفال، ضاربا عرض الحائط بجميع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، التي شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال، وحياتهم، وفُرَصهم في النموّ والتطوّر.

وعلى الرغم من أنّ هذه المواثيق قيَّدَت سلبَ الأطفال حريتَهم، وجعلت منه "الملاذَ الأخير، ولأقصر فترة ممكنة"، فإنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت قتلَ الأطفال الفلسطينيين واعتقالَهم الملاذَ الأوّل، في ظلّ غياب تامّ للرِّقابة والمحاسَبة الدوليتين.

استشهد محمد الدرة، لكن ذكراه ستبقى في قلوب كل العرب والمسلمين، وستظل هذه الجريمة البشعة وصمة عار للاحتلال، ومن خلفه المجتمع الدولي الذي لم يتحرّك قيد أنملة، من أجل إنقاذ طفل بريء.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق