خاص: قال القيادي في حركة فتح، رأفت عليان، إن "ما يجري في المقبرة اليوسفية، والأحياء المقدسية، جزء من مشروع تهدف إليه حكومات الاحتلال المتتالية، وهو تهويد المدينة المقدسة بشكل كامل".
وأكد عليان، خلال لقائه في برنامج "حوار الليلة"، على قناة "الكوفية"، مساء اليوم، الإثنين، أنه في ظل الصمت العربي والدولي تجاه ممارسات وانتهاكات سلطات الاحتلال بحق المقدسيين، ستمدد إلى أن تصل إلى قلب المسجد الأقصى.
وأضاف، أن القيادة الفلسطينية والقوى السياسية، إضافة إلى الدول العربية والمجتمع الدولي، تركوا المقدسيين يواجهون مصيرهم لوحدهم، مؤكدًا أن الدفاع عن المدينة المقدسة واجب على كل مسلم عربي.
وأشار عليان، إلى أن حكومة الاحتلال من خلال ممارساتها، تحاول أن تسوق للمجتمع الدولي أن القضية في القدس ليس سياسية وإنما قضائية، موضحًا أن كل ما يصدر من إجراءات وقرارات يُنسب إلى المحكمة العليا التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح، أن اليمين المتطرف يسيطر على السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، وجميعها متفقة على تهويد المدينة المقدسة.
وأردف عليان، أن ما يحدث في المدينة والأحياء المقدسية، نتاج طبيعي لغياب ردة الفعل الفلسطينية أولًا، والذي ينتج عنها ردة فعل دولية.
وشدد القيادي الفتحاوي، عليان، على أن وضع خطة استراتيجية وإنهاء الانقسام، من أنجع الأدوات في مواجهة مخططات الاحتلال.
ودعا، إلى تعزيز صمود أبناء المدينة المقدسة، في ظل الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ يومي، مؤكدًا أن دعم المقدسيين واجب على كل فلسطيني وعربي مسلم.
وأشار عليان، إلى أن سلطات الاحتلال تفرض مخالفات مالية بمبالغ باهظة على المقدسيين، مطالبًا الدول العربية والإسلامية بدعم كافة القطاعات في المدينة المقدسة، من خلال الشراكة وتوأمة البرامج فيما بينهم.
وأضاف، أن حكومتي غزة والضفة كل منهما تهتمان بمصالحهما الشخصية، وتغفلان عن تأدية واجبهما في تعزيز صمود المقدسيين.
وتابع عليان، أن المواطن يدفع ثمن تباطؤ قيادات القوى والفصائل السياسية، في حماية القضية الفلسطينية، منوهًا أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تكريس أمر واقع جديد وإخراج قطاع غزة من القضية.
وأكد، أن التوسع الديمغرافي والجيل الفلسطيني الجديد، قادر على إفشال مخطط الاحتلال في بسط سيطرته على المدينة المقدسة.
وحول موقف الإدارة الأمريكية، قال عليان، إن "الإدارة الأمريكية الحالية، أكثر نعومة في التعامل مع القضية الفلسطينية، لكنها لا تختلف عن سابقيها في دعمها لحكومة الاحتلال".
وشدد، على أن الرهان الوحيد على صمود شعبنا الفلسطيني في ظل ممارسات الاحتلال القمعية، مؤكدًا، أنه لا وجود لتسوية مع الاحتلال طالما المدينة المقدسة تنتهك.
من جانبه، الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات قال، إن "الاحتلال يعتبر القدس عاصمه له، ويعمل بشكل مكثف من أجل تهويدها من خلال الاستيطان وأسرلة السكان"، مشيرًا إلى توسيع المشاريع الاستيطانية في الشيخ جراح والمقبرة اليوسفية وعدة مناطق في القدس المحتلة.
وأوضح عبيدات أن رئيس وزراء الاحتلال "نفتالي بينت"، يكرر قوله أن لا مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ولا حل للدولتين، لافتًا إلى أن الاحتلال يتغول على المقدسين لعدم وجود قيادة فلسطينية في ظل الانقسام والتشرذم.
وقال، "الرهان على المجتمع الدولي وحكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية فاشل، وعلى القيادة الفلسطينية أن تكون على قدر المسؤولية، من خلال وضع برنامج سياسي موحد متفق عليه بعيدًا عن الهيمنة والتفرد والاستئثار".
وثمن عبيدات جهود المقدسيين، مؤكدًا أن الحلقة المقدسية متماسكة ومتوحدة في مركباتها السياسية والمجتمعية وتتصدي لكافة المشاريع الاستيطانية.
وطالب القيادة الفلسطينية بدعم وإسناد المقدسيين وتعزيز صمودهم، منوهًا إلى أن بلدية الاحتلال تتلقى 12 مليار شيقل من وزارة شؤون القدس والجمعيات الاستيطانية.
وأضاف، "القيادة الفلسطينية لم ترتقى إلى نبض الشارع، وهناك انفصال بين الموقف الشعبي والرسمي"، مؤكدًا على أن الرهان في القدس على وحدة الشعب والإسناد من أهالي الـ48 .
وتابع، "عملية المقاطعة والوصول الى مرحلة عصيان مدني تحتاج الى جهود وتأطير وقيادة موحدة في الميدان ودعم لصمود المقدسيين".
وأكد عبيدات أن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاقيات ولا بشرعية دولية، خاتمًا بالقول" الاحتلال لدية نظرية من لم يخضع بالقوى يخضع المزيد من القوة".