- الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاع
غزة – عمرو طبش: بطريقة غير تقليدية، تمكن المعلم الفلسطيني لؤي الشيخ عيد، من سكان مدينة رفح، من دمج الفن مع التعليم، من خلال توظيفه شخصية المهرج في تدريس مادة اللغة الإنجليزية داخل الفصل الدراسي، وذلك لخدمة التعليم والارتقاء بمستوى تحصيل الطالب، خاصةً أن طلبة الصف الأول الابتدائي لم يتمكنوا من دخول رياض الأطفال التي تؤهلهم للمدارس، بسبب جائحة كورونا.
يروي المدرس لؤي شيخ العيد "37 عاماً" تفاصيل قصته لـ"الكوفية"، مشيرًا إلى أن فكرة دمج الفن بالتعليم، جاءته بعد أن وجد طلاب الصف الأول الابتدائي في بداية العام الدراسي الجديد، غير متشجعين على الذهاب إلى المدرسة، كونهم غير مهيئين بسبب حرمانهم من دخول الروضة في العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
وتابع، أنه بدأ البحث عن فكرة نوعية تقنع الطلاب وتحببهم في المدرسة، فخطرت له فكرة "مسرحة المناهج" باستخدام التهريج والفكاهة أثناء إعطائهم الحصة الدراسية، فيرتدي زي المهرجين، وهي الطريقة التي جذبت انتباه جميع الطلبة.
وأكد الشيخ عيد، أنه منذ اللحظات الأولى لتطبيق فكرة دمج الفن بالتعليم، لاقت إعجابًا وإقبالًا كبيرًا عليها من قبل الطلبة، وأخرجت الكثير من النتائج الإيجابية التي عملت على تطوير الطالب الجديد، من خلال لفظه وكتابته الصحيحة للأحرف الإنجليزية.
وأشار إلى أن الكثير من الطلبة أصبحوا ينتظرون حصة اللغة الإنجليزية بفارغ الصبر، أما زملاؤه المعلمين، هناك من أصيب بصدمة وانتقده عندما شاهده بزي المهرجين، والآخر أصيب بضحكة هستيرية، ولكنّ عددا من المدرسين أيدوا فكرته ودعموها.
وأوضح الشيخ عيد، أن عقلية الطالب الصغير بشكل عام، لا تستوعب تلقي المعلومات في حصة كاملة بشكل متواصل لمدة 45 دقيقة، حيث أنه كل 10 دقائق يفقد القدرة على تلقي المعلومة، مبيناً "لازم في الحصة نخرج عن الجمود، فأنا استثمرت فكرتي بعمل لعبة ترفيهية تعليمية للطلبة لمدة دقيقتين، كي أستطيع تجديد نشاط الطالب، وأكرر هذا الشيء كل 7 دقائق".
وأضاف، أن كل فصل دراسي يحصل على حصة أسبوعية يستخدم فيها التهريج في التعليم، منوهاً إلى أنه لم يدرس جميع فصول المدرسة، ولكن هناك الكثير من الطلبة الذين لم يدرسهم، يأتون إليه يومياً لكي يقوم بتدريسهم كباقي زملائهم، نظراً لأن أسلوبه الجديد زاد رغبة الطلاب في الإقبال على الدراسة.
وأكد الشيخ عيد، أنه على من عدد الطلاب في الفصل لا يتجاوز الـ45 طالبًا، إلا أن مستوى التحصيل الدراسي للطبة تطور بشكل كبير وملحوظ، من خلال قدرتهم على اللفظ والكتابة بطريقة صحيحة، خاصةً أنهم لم يدخلوا رياض الأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة بسبب جائحة كورونا.
وقال، "أنا فخور جداً بالفكرة يلي علمتها، ومؤمن إيمان قوي برسالتي إنه أنا عملت شيء جديد ونوعي داخل المدرسة، وهذه الفكرة أول مرة تصير في غزة، وأنا من خلالها حابب أطور أسلوب التعليم في غزة، بعيداً عن الأساليب التقليدية".
وأوضح الشيخ عيد، أن الهدف الرئيسي من دمج الفن بالتعليم، رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، ليس فحسب فقط في المدراس ولكن بشكل عام، نظراً لأن الهدف من تجربته لم يقتصر فقط على أن يكون ترفيهياً تعليمياً، بل أيضاً إنسانيا.
ووجه رسالته إلى وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية، بضرورة تبني فكرته والعمل على توفير منحة دراسية في الماجستير، لكي يستطيع تطوير فكرته، وتطبيقها على جميع مدارس وجامعات الوطن.