- صافرات الإنذار تدوي في المطلة ومحيطها في إصبع الجليل
- الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود
- جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائها
خاص: يصادف اليوم 9 أبريل/ نيسان، الذكرى الـ 48 لعملية فردان، وهي عملية عسكرية نفذتها قوات إسرائيلية ليلة 10 أبريل/نيسان 1973، ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في مدينة بيروت.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة قادة فلسطينيين من حركة فتح هم: كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار، كما قامت بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فيما قُتِل اثنان من الجنود الإسرائيليين.
ونتج عن العملية استقالة رئيس الحكومة اللبنانية صائب سلام، وتدهور علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالنظام اللبناني.
انتقام دموي
استطاعت المقاومة الفلسطينية في أوائل السبعينيات توجيه ضربات قاسية للاحتلال الإسرائيلي، من خلال "حرب الأشباح".
ويذكر أن المقاومة نفذت العديد من العمليات الفدائية النوعية ضد أهداف إسرائيلية، فقررت في الحكومة الإسرائيلية الانتقام من حركة فتح وقادتها.
ويشار إلى أن حرب الأشباح استمرت بين المخابرات الإسرائيلية والفلسطينيين، من خلال إرسال الطرود الملغومة إلى المسؤولين الفلسطينيين التي قوبلت بعمليات فلسطينية طالت رجالاً للموساد في عواصم مختلفة، ومن بين ما قام به الفلسطينيون محاولتان استهدفتا مقر سفير إسرائيل في نيقوسيا، والأخرى ضد طائرة تابعة لشركة العال كانت جاثمة في مطار قبرص، وكان ذلك في 9 أبريل/نيسان 1973.
القرار
في خريف 1972 ظهرت جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية في الكنيست بخطابها المشهور تتوعد بالقصاص ممن خططوا لعملية ميونيخ.
ونص القرار على اغتيال محمد النجار وكمال عدوان، ومن ثم أضيف كمال ناصر إلى القائمة كونه أصبح يحرج إسرائيل في زياراته إلى دول أوروبا؛ وقيامه بمجابهة الاحتلال وتعريته من خلال عدة لغات يتقنها كالفرنسية والإنجليزية.
تفاصيل العملية
تلقّت الثورة الفلسطينيّة ضربةً مُوجعة ومُؤلمة جدًا، عندما قامت وحدة إسرائيليّة خاصّة، بالدخول إلى العاصمة اللبنانيّة بيروت، واغتيال ثلاثة من قادة منظمّة التحرير الفلسطينيّة وهم الشهداء: كمال ناصر، كمال عدوان وأبو يوسف النجار.
قاد العمليّة "أيهود باراك" وهو متخفيًا بزيّ امرأةٍ، وشاركه في القيادة، القائد الأسبق لرئاسة الأركان العامّة، أمنون ليبكين شاحاك.
الشهيد كمال ناصر
يعد الشهيد كمال ناصر أوْ "ضمير الثورة" (1924 – 1973) أحد أبرز رموز النضال والأدب في فلسطين وابن إحدى العائلات المسيحيّة الفلسطينيّة من بلدة بير زيت، وهو خريج الجامعة الأمريكيّة في بيروت، وكان عضوًا في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، وأصدر صحيفة البعث في رام الله وصحفًا أخرى، وانتخب عضوًا في مجلس النواب الأردنيّ، وتعرّض للاعتقال بعد الاحتلال عام 1967 وأبعدته سلطات الاحتلال للخارج، ومن ثم أصبح عضوًا في اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول الإعلام فيها وناطقًا رسميًا باسمها، ومشرفًا على مجلة فلسطين الثورة التي صدرت باسم منظمة التحرير الفلسطينية.
الشهيد محمد النجار
الشهيد محمد يوسف النجار أو "أبو يوسف النجار"، كما كان يطلق عليه في حركة فتح 1930 – 1973، وكان يسكن في نفس العمارة التي كان يسكنها الشهيد كمال ناصر في ضاحية فردان في بيروت.
وكان النجار الذي لقبه المقربون منه "السهل الممتنع" عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وينحدر من قرية يبنا قضاء الرملة.
وشٌرّد مع عائلته في عام النكبة، وكان شعاره الثابت والدائم "الحق أولاً والمبدأ أولاً".
الشهيد كمال عدوان
وكان الشهيد كمال عدوان 1935 – 1973، عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح وشارك في تأسيسها، وتولى مسؤوليات في الإعلام الفلسطيني وأخرى تتعلق بالمقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأتمّ عدوان دراسته في مصر ومن ثم عمل في كلٍ من السعودية وقطر، وشارك في مقاومة العدوان على قطاع غزة خلال العدوان الثلاثي الذي شنه الاحتلال وبريطانيا وفرنسا ضد مصر عام 1956 وأدّى ذلك إلى اعتقاله.
عُرف الشهيد عدوان بمقولته الشهيرة، "حتى تكون قوميًا وحتى تكون أمميًا لا بُد أن تكون فلسطينيًا أولًا".
شهادة أرملة عدوان
روت أرملة الشهيد كمال عدوان، تفاصيل اغتيال زوجها، قائلة، "دخلوا البيت، وباشروا بإطلاق النار بشكل كثيف على زوجي، اختبأت مع طفليّ الاثنين في غرفة النوم".
وأضافت، "دخل عليّ باراك، شاهرًا بندقيته، فقلتُ له بالعربيّة أتركني أنا وطفليّ، فاعتقدت للحظةٍ أنّه سيقتلني مع ولديّ، ولكنّه تراجع في اللحظة الأخيرة، فيما واصل الآخرون، إطلاق الرصاص على زوجي حتى تأكّدوا من أنّه لفظ أنفاسه الأخيرة".
ما بعد الفردان
وجدير بالذكر أن بعد هذه العملية العدوانية الإسرائيلية بأشهر معدودة، نشبت حرب أكتوبر/ تشرين الأول، التي سجلت فيها القيادتان السياسية والعسكرية إخفاقات، أدت إلى استقالة مئير والإطاحة برئيس أركان الجيش دافيد إلعزار.
وتبقى المسيرة الخاصة بالقادة الشهداء الثلاثة، محمد النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، جزءاً لا ينفصل من مسيرة ثورتنا الفلسطينية العظيمة، فهم الذين شقوا الطريق الثوري بدمائهم الزكية.