- صافرات الإنذار تدوي في المطلة ومحيطها في إصبع الجليل
- الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود
- جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائها
متابعات: أبرزت صحف ومواقع عربية وعالمية زيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق والتي تعدّ الأولى للحبر الأعظم إلى بلاد الرافدين، ما دعا حكومة بغداد إلى إعلان تاريخ الزيارة يوما وطنيا للتسامح في البلاد.
تأتي الزيارة، رغم استمرار تبعات تفشي وباء كورونا ووسط تصعيد أمني في العراق بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدة عين الأسد العسكرية التي تستضيف القوات الأمريكية.
حدث تاريخي
رأى كثير من القيادات السياسية والدينية في العراق، أن الزيارة تمثل حدثا تاريخيا كبيرا، ملمحين إلى رمزية التوقيت، كونها الزيارة الأولى للبابا خارج الفاتيكان، منذ بدء جائحة كورونا، في حين أشار البعض إلى ما تحمله الزيارة من معانٍ روحية تتعلق بالتعايش بين الأديان، ومن دلالات لسعي الفاتيكان إلى الانفتاح على الشيعة، الذين يقدر عددهم بـ200 مليون مسلم في أنحاء العالم.
وكان البابا قد سعى أيضا، إلى الانفتاح على مسلمي العالم من السنة، من خلال زيارته إلى أبو ظبي في فبراير/ شباط 2019، ولقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب هناك، حيث وقعا ما عرف بـ "وثيقة الأخوة الإنسانية"، لتشجيع مزيد من الحوار بين المسيحيين والمسلمين، لكن وفي غمرة الحديث عن الجانب الروحي ومعاني زيارة البابا الإنسانية للعراق، فإن البعض يتحدث أيضا، أن الزيارة ليست بعيدة عن السياسة، وأنها تحمل في جانب منها أهدافا سياسية ومصالح قد تتحقق للطرفين.
رسالة تضامن مع المسيحيين والإيزيديين
ورأى كتاب أن الزيارة غير المسبوقة هي "رسالة تضامن" مع المسيحيين والإيزيديين في العراق، بينما رأى آخرون أنها "رسالة مصالحة" مع الطوائف الأخرى.
وتعد الرسالة الأهم لتلك الزيارة، هي رسالة التطمين لمسيحيي العراق، الذين نزح عدد هائل منهم خارج البلاد، بفعل مخاوفهم المتزايدة، في ظل الهجمات الإرهابية التي تعرض لها العراق، على مدار السنوات الماضية، والتي استهدفت ضمن من استهدفت، المكون المسيحي للمجتمع العراقي، ومنذ العام 2003 تراجعت أعداد المسيحيين في العراق، إلى أكثر من ثلثي عددهم، الذي كان يقترب من مليوني مواطن عراقي.
دعوة لتعزيز السلام
ودعا البابا فرنسيس، بعد وصوله إلى العاصمة العراقية بغداد، المجتمع الدولي لأداء دور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط.
وقال بابا الفاتيكان، في كلمة ألقاها أمام رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، في قصر بغداد إن "التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها إلى التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان".
وأضاف، "فلتصمت الأسلحة"، "وليكن الدين في خدمة السلام والأخوّة"، كما شجع الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق، ودعا إلى ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية، مؤكدا على ضرورة التصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة.
إعادة إحياء مرجعية النجف
وفي اليوم الثاني من زيارته التاريخية، التقى البابا السبت في النجف المرجع الشيعي علي السيستاني الذي أعلن اهتمامه بـ"أمن وسلام" المسيحيين العراقيين.
وأدان البابا فرانسيس التطرف باسم الدين، في زيارته التاريخية للعراق، حيث ناقش وضع الأقلية المسيحية في البلاد.
وقال بابا الفاتيكان في صلاة مشتركة بين الأديان، "العداوة، والتطرف، والعنف ... تلك أشياء لا تنبت في قلب متدين، إنها نواقض التدين".
وضرب العنف الديني العراق، ولم يستهدف الأقليات الدينية فحسب، بل شمل المسلمين شيعة وسنة.
والتقى البابا فرنسيس أحد أبرز وجوه الشيعة في العراق، وهو المرجع الأكبر علي السيستاني.
وذهبت صحيفة العرب اللندنية إلى أن العراق "يفتح قوسًا للهدوء والتسامح مع زيارة بابا الفاتيكان".
وتقول الصحيفة، "تتفاوت انتظارات العراقيين من زيارة البابا، بين طبقة شعبية تريد لفت أنظار العالم إلى الأوضاع والظروف الحياتية المزرية التي تواجهها، وطبقة حاكمة ترغب في توجيه رسالة إلى الخارج مفادها أن البلد بصدد التعافي واستعادة الاستقرار بعد سنوات الحرب ضدّ تنظيم داعش، ومرجعية شيعية تريد تأكيد اعتدالها وتسامحها الديني وقبولها بالآخر".
زار مناطق خضعت لسيطرة داعش
وزار البابا فرنسيس، في اليوم الثالث من رحلته التاريخية للعراق، مناطق خضعت لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي في شمال البلاد.
وكان مسلحو داعش قد اجتاحوا المناطق في عام 2014، ودمروا كنائس تاريخية ونهبوها، وعاد المسيحيون بعد هزيمة التنظيم في عام 2017.
ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً بعدما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأمريكي للعراق.
ويلتقي البابا مسيحيي المنطقة، في المدينة القديمة في الموصل، التي كانت في يوم من الأيام مركزاً للتجارة في الشرق الأوسط لكنها الآن عبارة عن ركام، وفي شوارع الموصل التي لا تخلو من الدمار، ارتفعت لافتات كتب عليها "الموصل ترحب بالبابا فرنسيس".
ولا يوجد في نينوى ملعب رياضي مناسب أو كاتدرائية لإقامة قداس بابوي، كما أوضح رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب، مضيفًا أن هناك "14 كنيسة مدمرة، 7 منها تعود للقرون الخامس والسادس والسابع".
يوم وطني للتسامح في العراق
وبعد جولتي البابا، في النجف وأور، نشر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي تغريدة على تويتر، جاء فيها، "بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى علي السيستاني، والبابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس/آذار من كل عام، يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق".