- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
غزة - عمرو طبش: استطاعت الشابة كريمة النجار من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، كسر قيود إعاقتها من خلال الإبداع والتألق في رسم الشخصيات الوطنية والفنية بأدوات بسيطة جداً.
فلم تستسلم الشابة كريمة، لحادث أليم تعرضت له وهي في سن الـ17 عاماً، إثر سقوطها من الطابق الرابع، وتسبب لها بشلل نصفي، لتتحول بقوة إرادتها وعزيمتها لواحدة من الفنانات التشكيليات اللاتي يبدعن في فن البورتريه.
وتروي الشاب كريمة النجار صاحبة "30 عاماً"، تفاصيل قصتها لـ"الكوفية"، قائلة، "وقعت من الطابق الرابع وأنا بعمر 17 عاماً، ما تسبب لي في شلل نصفي واضررت للجلوس على كرسي متحرك بشكل دائم، ولم أستطع استكمال دراستي الثانوية نظراً لحالة اليأس الشديدة التي تعرضت لها".
وأكد أنها كانت تحلم بأن تكون مذيعة مشهورة أمام الكاميرات، ولكنها بعدما أصبحت من ذوي الإعاقة، شعرت بأن حلمها انتهى وتحطم ولم تستطع تحقيقه، خاصة أنها أصيبت بشلل نصفي.
وبينت النجار، أنها في البداية بعد إصابتها مباشرة، دخلت في حالة يأس وإحباط، حيث كانت تشعر بأن نظرة المجتمع إليها تغيرت "كيف كانت قبل تمشي وكيف صارت، والآن بتقعد على كرسي متحرك".
وأوضحت، "تحديت نفسي من الداخل بأنني أستطيع فعل المستحيل بكل عزيمة واصرار"، بدأت تنفض عنها غبار اليأس والألم، وانطلقت تبدع في رسم الشخصيات الوطنية، بشكل دقيق، مثل ياسر عرفات، نزار قباني، محمود درويش.
وأشارت النجار إلى أنها استطاعت تطوير وتنمية موهبتها في الرسم، بعدما تلقت دورة تدريبية في فن رسم البورتريه بالفحم وأقلام الرصاص، حتى وصلت مرحلة الاحتراف.
وتابعت، "كوني إنه أنا متأثرة كتير بشخصيات، فكل رسمة أنا برسمها وأنجزها، بحس بإنجاز كبير إنه أقدرت أعمل هاي الرسمة"، مكملةً أنها تستخدم أدوات بسيطة في الرسم، منها قلم رصاص، ورقة A4، دفتر رسم، فرشاة مكياج، ممحاة، نظراً لقلة الإمكانيات المتاحة لها.
وقالت النجار، "لما أنا برسم، والكل بيعجب في رسوماتي وبيشجعوني وبيدعموني، كنت بشعر بسعادة وفرحة كبيرة من جواتي إنه الناس حابة رسمي ومعجبين بكل أعمال".
ونوهت إلى أنها عانت من التنمر بشكل غير مباشر بعد نشر صورة لها بكرسي متحرك على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً أن جميع المتابعين لا يعرفون أنها معاقة، نظراً لأنها كانت تنشر صورها بدون كرسي متحرك.
وتطمح النجار، إلى أن يكون لديها مرسم خاص بها، كي تستطيع عرض رسوماتها فيه، والمشاركة في مسابقات محلية وعربية ودولية، لكي تمثل ذوي الإعاقة في فلسطين.
ووجهت رسالتها إلى ذوي الإعاقة قائلة "احنا ناس قويين وطموحين، وعنا عزيمة وإرادة لكل شيء، احنا بنقدر نعمل كل حاجة، وفي أشياء كتيرة نقدمها للعالم بإرادتنا، حتى لو الله أخذ منا نعمة، معوضنا بنعم كتيرة".