- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
غزة – عمرو طبش: داخل ورشته المتواضعة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، استطاع الشاب مؤمن أبو ريدة صاحب الـ"29 عاماً"، صناعة سيارة كهربائية صغيرة، بأقل الإمكانيات وأبسط المعدات، مستخدماً قطعًا مستعملة من سوق الخردة، حتى يتسنى لكبار السن وذوي الإعاقة شراءها بسعر بسيط، كي يستخدموها في قضاء حوائجهم.
قال الشاب أبو ريدة لـ"الكوفية"، إن الدافع وراء فكرته لصناعة السيارة هو ما لمسه من عدم قدرة ذوي الإعاقة وكبار السن، الذين لا يوجد لهم مصدر دخل ثابت، على شراء السيارة الكهربائية، نظراً لارتفاع أسعارها في الأسواق، خاصةً في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
وأوضح، أنه بدأ تصميم هيكل السيارة بجميع تفاصيله الداخلية والخارجية، ومن ثم اشترى موتورًا مستعملًا منت سوق الخردة، وأضاف، "بدأت بقص مطارق الحديد بشكل يناسب السيارة، حتى أستطيع تشكيل هيكل السيارة كما أريد، وبعد ذلك قمت بتجمع وتثبيت القطع في الهيكل مثل، العجلات، الترس، الجنزير، البطارية، الموتور، الأضواء، المقود، الهاند بريك، والإكسسوارات".
ونوه إلى أن صناعة السيارة البسيطة تستغرق أسبوعًا واحد، ولكنها استغرقت معه أسبوعين، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر الذي يتسبب دائماً في تأخير عملية الصناعة اليومية، بالإضافة إلى أنه استغرق وقتا طويلا في جمع مكونات السيارة من أسواق الخردة.
وقال أبو ريدة، "قمت بتجريب السيارة في الشوارع وعلى المناطق العالية حتى أختبرها، وكمان خليت مسن ورزنه كبير كي يجربها حتى أختبر كونها تستطيع حمل أوزان ثقيلة، وبحمد لله نجحت في جميع الاختبارات".
وأكد، أنه يهدف من صناعة سيارة كهربائية محلية بأدوات بسيطة، أن يوفر لكبار السن وذوي الإعاقة الجهد الذين يبذلونه أثناء تحركهم من مكان إلى آخر لقضاء حوائجهم، خاصةً أنهم لم يستطيعوا شراء السيارات التجارية لغلاء ثمنها.
وأشار أبو ريدة إلى أنه يوجد فرق بين السيارة الكهربائية المحلية والتجارية، من ناحية السعر، حيث أن سعر المحلية يتراوح ما بين 300 إلى 400 دولار أمريكي، أما التجارية يتراوح سعرها ما بين 2500 إلى 2700 دولار أمريكي، مضيفاً أن المحلية تختلف عن التجارية من ناحية الهيكل الخارجي، ولكن الجودة والأداء واحد.
وبين أن سيارته الكهربائية لاقت تشجيع وإعجاب الكثير من المواطنين في قطاع غزة، بعد نشره عدة صور لها على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
ويطمح أبو ريدة بتطوير ورشته بشكل أكبر، حتى يتمكن من صناعة أكبر عدد ممكن السيارات الكهربائية المحلية في وقت قياسي، كي يستفيد منها العديد من كبار السن وأشخاص ذوي الإعاقة لقضاء حوائجهم، الذين لم يتمكنوا من شراء السيارات التجارية، مطالباً أصحاب المؤسسات بتقديم الدعم المادي له من أجل تطوير مشروعه.
في السياق ذاته، يقول الستيني إبراهيم النجار "السيارة هذي أوفر النا من السيارة التجارية لأنها رخيصة الثمن ومناسبة لالنا انه نشتريها، لأنه وضعنا المعيشي والاقتصادي ما بيسمح انه نشتري التجارية".
وأوضح، أنه يقضى جميع حوائجه من خلال هذه السيارة، حيث أنه يذهب بها إلى السوق، المسجد، وزيارة الأرحام، منوهاً إلى أنه قبل أن شراء السيارة كان يواجه صعوبات في الحركة، خاصةً أنه مريض ولا يستطيع المشي بشكل دائم.
وطالب النجار، المؤسسات المحلية والدولية بدعم وتطوير هذا المشروع، حتى يتمكن كبار السن وأشخاص ذوي الإعاقة من شرائها.