انتهت الحرب العالمية الثالثة التي توقعها البعض بعد إغتيال قاسم سليماني، وكنت منذ بداية الأزمة حول الملف النووي الايراني توقعت ألا تحدث حرب بين طهران وواشنطن، ولكن مجرد تحرشات متبادلة. فقاسم سليماني هو الذراع التنفيذي للمخطط الايراني بالتمدد في العالم العربي، ولا يمكن أن تضحي ايران بالمخطط من أجل الانتقام له لأنها ليست في وارد حرب مع واشنطن، وليست ايران دولة عظمى حتى تناطح أمريكا.
ايران التي كانت تعاني من الثورة الشعبية ضد وجودها في العراق وضد ميليشاتها ورجالاتها، وجدت في اغتيال سليماني حدثا أخمد الثورة العراقية وأتاح لميليشياتها أن تقمع الثورة بكل قوة في حالة استئنافها، وكذلك أتيح لرجالاتها في النظام اعادة تنظيم أنفسهم للحفاظ على بقائهم واستمرارهم في الحكم الطائفي.
أما الرئيس الأقبح ترامب، فهو يريد استثمار الإغتيال انتخابيا ليواصل سياسته الهوجاء في السياسة الدولية، التي لا يحكمها منطق سياسي أو اخلاقي، فهو مسكون بالمذهبية الانجيلية الصهيونية، التي تستقوي على الفلسطينيين فقط، مثلما ايران مسكونة بالمذهبية الموجهة ضد العرب، فالطرفان حاقدان على العرب العاربة والسائدة والبائدة، وكل له مشروعه في افتراس العرب اضيفت اليهما تركيا التي لديها مشروعها التوسعي في التمدد في شمال سوريا وليبيا . فالرئيس الامريكي يدعي ان بلاده ليست بحاجة للنفط العربي لكنه في الواقع هو من يستفيد من ايرادات النفط لأن اغلبها يذهب الى بلاده من الدول المنتجة التي تعيش هاجس الرعب من ايران، وهو الدور الذي يريد ترامب من ايران وتركيا أن تلعبه في ارهاب العرب وتصوير كيان الاحتلال وكأنه المنقذ للأنظمة من ايران وتركيا، بينما كيان الاحتلال عاجز عن حماية نفسه بإعتراف رئيس أركانه، الذي قال إنه بدون أميركا لا تستطيع اسرائيل القيام بأي عمل عسكري.
الخطوة التالية من برنامج ترامب، هي الاعلان عن صفقة القرن، فكل ما جرى ويجري في الشرق الاوسط من خراب وفتن ومؤامرات هو لتصفية القضية الفلسطينية.