- قوات الاحتلال تفجر منزل الأسير محمود سليط أبو هنود أحد منفذي عملية بيت ليد وبلعا المزدوجة
تعالوا نتفق على منطق محاكمة الواقع كما كان وكما هو كائن الذي يسمى في السياسة الظروف والبيئة الموضوعية أو المواتية وبعيداً عن عقلية المؤامرة حتى لو كانت المؤامرة ناصعة البيان في خطوة سوريا الأخيرة رغم السابقة التي فعلتها نفس عناصر او دول المؤامرة في أفغانستان وإن بطريقة أخرى، والمتشابهة في الظروف الموضوعية للحرب الأهلية الطويلة والتدخلات الخارجية في أفغانستان وسوريا وهنا السبب الاهم من وجهة نظري في الحالتين وهو "ضعف الدولتين بعد حروب داخلية وطوائف وانقسامات مجتمعية وحروب خارجية طويلة ومدمرة" .. سوريا سقطت بفعل الحصار والدمار الاجتماعي والعسكري المتعدد الأطراف والتدخلات الخارجية وتلك وجهة نظري لأكرر القول ان الحدث الأخير لسقوط الاسد ليس هو الأهم بل الحالة السورية وما وصلته من ضعف وتاريخ طويل ما قبله بل إن الإسلام السياسي الذي مازال عامل التحريك في الشرق منذ قيام الدولة الإسلامية الأولى كنظام حكم في دمشق وهي الدولة الأموية وما تشابه بعدها.
ما حدث في سوريا تواكبت أو تشابكت مصالح كثيرة في اللحظة السياسية التي سمحت للمؤامرة بالانتصار .. العداء الشامل من الجيران المرتكز على دولة كبرى قوية مثل تركيا كان عنصر الحسم الرئيسي في تغيير نظام الأسد وهذا ما لم نجده مثلاً في محاولات حصار مصر كأقرب مثال تحاول جماعات الإسلام السياسي التهويل وتجديد هجومهم الإعلامي على النظام في مصر وهم بالتأكيد مخطئون لو نسوا ذلك رغم الاضطرابات المعادية للنظام المصري من دول الجوار ومن أن لا دولة كبيرة مثل تركيا على حدود مصر ورغم تدخلات تركيا في بعض من هذه الاضطرابات مع دول الحدود المصرية لكنه تدخل ضعيف لا يوازي قوة الحدود والجيش التركي مع سوريا، والجيش المصري في اقوى حالاته منذ نشأته وتعمل دول المنطقة مثل تركيا إيران إسرائيل مئة حساب للحيش المصري ومن ورائه الشعب المصري.. والأهم أن مصر التي يتآمرون عليها هي الدولة الأقوى التي تهدد إن أرادت ولا تتهدد.
الأردن نظام مستقر وأكثر عدلا من كثير من الدول في المنطقة وشعب يفهم السياسة والمؤامرات بشكل جيد ويحب ويحرص على بلده من اي مكروه رغم وجود معارضة وجماعة إسلامية لا تلعب في الخفاء، والأردن لم يتعرض للحصار والدمار ولا للحرب الاهلية والجيش الأردني جيش متماسك وقوي ولا تتنازعه الطائفية وعقيدته راسخة وإسرائيل دولة منهكة تحتاج سنوات طويلة كي تستعيد قوتها ويكفي أنها لم تستطيع دخول امتار في الحدود اللبنانية ولن تستطيع لعب الدور التركي كما في سوريا ولذلك الأردن قوي بشعبه وجيشه وغير مهيأ للمؤامرة او للخطوة الأخير كما حدث في سوريا حتى لو اراد الخارج التهديد.
وحتى العراق الأقرب للتشابه مع حالة سوريا من تدخلات خارجية فعلية وطوائف وفصائل إلا أن العراقيين بمجملهم أدركوا أن أي اضطرابات سيدفعون ثمنا باهظا هم في غناً عنه بعد ان دفعوا الكثير وهم في مراحل التعافي وبناء دولة ونظام أفضل من الفوضى وهناك حكومة ومجلس تشريعي ورئيس يمثلون الجميع.
خلاصة القول
لم يكن بشار الأسد زعيما بقوة ستالين او هتلر بل كان رئيسا عاديا ولم تكن سوريا دولة عظمى بل كانت دولة ذات اهمية، نعم، لكن جاءت الخطوة الأخيرة للمؤامرة على ظروف مهيأة من عقد ونيف من الإضعاف للحالة السورية وجيشها وهجرة الملايين من شعبها ... أما وهم انتقال الحالة السورية للعرب فهذا غير قابل للقلق، حالة واحدة قد تظهر في ليبيا فقط لتشابه التفكك الداخلي والتدخلات الخارجية كما كان في سوريا ولا يوجد رئيس او مجلس تشريعي منتخب او حكومة وجيش واحد يمثل الجميع ، ووجود ثروات ليبية تحت الأرض وساحل ممتد يغري تلك التدخلات.