اليوم الاربعاء 08 يناير 2025م
عاجل
  • الصحة العالمية: لا يزال أكثر من 12 ألف شخص في غزة بحاجة إلى عمليات إجلاء طبي
  • القناة 12 العبرية: جيش الاحتلال استعاد جثتي أسيرين إسرائيليين من قطاع غزة
  • إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة العديد في تفجير عبوة ناسفة بقوة عسكرية في غزة
الاحتلال ينسف عددًا من المباني السكنية في المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 460 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية إسرائيل تفرج عن جثامين 3 شهداء بينهم طفلان من بلدة طمون في طوباسالكوفية الصحة العالمية: لا يزال أكثر من 12 ألف شخص في غزة بحاجة إلى عمليات إجلاء طبيالكوفية الاحتلال يعتدي بالضرب على مواطنة في مخيم طولكرم ويصيبها بجروح خطيرةالكوفية القناة 12 العبرية: جيش الاحتلال استعاد جثتي أسيرين إسرائيليين من قطاع غزةالكوفية إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة العديد في تفجير عبوة ناسفة بقوة عسكرية في غزةالكوفية الاحتلال يفرج عن أسير من جنين بعد 16 عامًا في السجون الإسرائيليةالكوفية مراسل الكوفية: مدفعية الاحتلال تقصف غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية الصحة: 51 شهيدًا و78 مصابًا بـ6 مجازر في القطاع خلال 24 ساعةالكوفية قصف مدفعي "إسرائيلي" يستهدف منطقتي الصفطاوي والكرامة شمالي مدينة غزةالكوفية صحيفة عبرية تكشف مخطط حكومة نتنياهو لتحويل الضفة إلى غزة جديدةالكوفية مراسل الكوفية: 5 شهداء وأكثر من 15 جريحاً بقصف الاحتلال منتزه البلدية في مدينة غزةالكوفية مراسل الكوفية: قصف مدفعي إسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية الصحة: 46 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم 31 منهم شمالي القطاعالكوفية "مجزرة هدم" إسرائيلية في خربة الطويل جنوب نابلسالكوفية الاحتلال يهدم منزلين غرب سلفيتالكوفية وهم انتقال النموذج السوريالكوفية الصليب الأحمر الدولي: يجب توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأمان ومن دون عوائقالكوفية 5 شهداء وأكثر من 15 جريحاً بقصف الاحتلال منتزه البلدية في مدينة غزةالكوفية

نشوة الانجازات التكتيكية الإسرائيلية برسم التقديرات الخاطئة

15:15 - 07 يناير - 2025
فراس ياغي
الكوفية:

قبل السابع من تشرين/أكتوبر كان هناك دراسات ونقاشات حول الواقع في إسرائيل من حيث طبيعة النظام السياسي وما يحدث من صراع لأسباب شخصية وأيديولوجية "نتنياهو ودرعي وهوية الدولة"، وجاهزية الجيش الإسرائيلي من حيث إستطاعته على مواجهة ساحات متعددة في نفس الوقت وقدرته على ذلك عدة وعدداً، وبالذات القوات البرية فيه، بسبب من خطط تقليص عدد الجيش النظامي وتحويله إلى مفهوم "الجيش الصغير والذكي".

 

وكان للاسف الشديد هناك مُحللين كثر في "محور المقاومة" يقلّلون من قدرة الجيش الإسرائيلي، بل يرون أن ما كان يحدث من صراع داخلي على هوية الدولة في إسرائيل وعلى محاولة السيطرة على المنظومة القضائية عبر تشريع قوانين تهدف بالأساس الى حماية "نتنياهو" ومعه "آرييه درعي"، تمثل عائق كبير امام الدولة لِ خوض حروب كبيرة، وأكثر من ذلك كان هؤلاء المُحللين يتحدثون وكأن الجيش الإسرائيلي غير جاهز ولا يستطيع القيام بحروب شاملة وفي عدة جبهات.

 

في نفس الوقت، كان هناك البعض القليل من المُختصين في الشأن الإسرائيلي يرون أن طبيعة الصراع في النظام السياسي الإسرائيلي لا يعكس نفسه بالضرورة على الجيش رغم كل التضخيم الإعلامي الإسرائيلي حول رفض الخدمة او التهديد بعدم الخدمة في الجيش اذا استمرت الحكومة اليمينية المتطرفة في إصلاحاتها القضائية، وأن قضايا الأمن في إسرائيل تعلو فوق كل شيء، وأي تهديد قد تتعرض له الدولة لن يتردد أحد في الدفاع عنها، بل التهديد سيؤدي لوحدة النظام السياسي وإلى تماهي الجميع تحت هدف امني واحد، وهو حماية أمن المستوطن والمستوطنة.

 

كان هؤلاء المُحللين القِلة يرون إسرائيل بعيون إسرائيلية وأمريكية وليس بعيون وتقديرات نابعة من تطور قدرات "محور المقاومة" عدة وعدداً، وأذكر في أحد النقاشات التي تمت عبر الزوم في حلقة أكاديمية روسية أن احد المطلعين على الواقع الميداني من جبهة لبنان تحدث وكأن الإسرائيلي عاجز عن مواجهة غزة فكيف سيواجه لبنان "رحمه الله"، يومها لم أكن اعرف من هو، ولاحقا بعد استشهادة ورؤية صورته عرفت من هو، على كل يومها طلبت الرد، وقلت مع كل الاحترام هذه تقديرات غير واقعية وان التوجه في إسرائيل هو حرب تدميرية وان سردية الحرب الوجودية المُعلنة وحرب الاستقلال الثانية ليست عَبثية، بل هي تأكيد على أن إسرائيل المؤسسة أخذت قرار بالحرب الشاملة وعلى كل الجبهات وان جبهة لبنان قادمة بعد غزة إن لم تكن خلالها، وأن الامريكي أيضا أخذ قرار ليس فقط بالوقوف بجانب إسرائيل، ولا بتزويدها بالسلاح فقط، بل بتمكينها من الانتصار، وان لا بديل لإسرائيل بعد السابع من تشرين/أكتوبر، سوى انتصار واضح لا غبار عليه وبما يؤدي إلى تفكيك "محور المقاومة" الذي أصبح يشكل قلق للأمريكي وللإقليم ككل.

 

بعد السابع من تشرين/أكتوبر، انقسم مُحللي "محور المقاومة"، حيث اصبح الفلسطينيين منهم يرون بضرورة الحرب الشاملة وعلى كل الجبهات وليس الذهاب نحو جبهات إسناد فقط، ومن كان منهم يُشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي وخاصة قواته البرية تراجع عن ذلك، في حين بقي اصحاب فكرة أن إسرائيل غير قادرة على فتح جبهة أخرى وبالذات جبهة الشمال يتمترسون حول موقفهم ويصرون على أن إسرائيل لن تذهب إلى حرب شاملة مع المقاومة اللبنانية، وكما يبدو هناك قصور كبير في فهم طبيعة الدولة الاستيطانية المسماه إسرائيل، وقصور في النظرة الأمريكية لهذه المستوطنة، لدرجة ان بعضهم كان يعتقد بدرجة كبيرة أن هناك مصالح أمريكية في المنطقة تمنعها من إعطاء ضوء أخضر للكيان المحتل للقيام بمغامرات وحروب في المنطقة معتقدا أن ذلك يَضر في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، ونسي او لم يفهم أن المصلحة العليا التي لا يعلو عليها شيء بالنسبة لأمريكا هي "إسرائيل" وبعدها تأتي المصالح الأخرى، فلا مصالح أخرى أصلاً بدون دولة المستوطنين "إسرائيل" القوية والمنتصرة، لأن وظيفتها بالأساس هي المحافظة على تلك المصالح ولا أحد غيرها في المنطقة بقادر على ذلك، طبعا عدا عن الارتباطات الأخرى كمفهوم صهيوني مُعَوّلَمْ.

 

بعد السابع من تشرين/ أكتوبر وحتى الآن للأسف، لا يزال الكثير من المُحللين وبالذات المختصين في الشأن الإسرائيلي يعيشون حالة توهان نتيجة الكم الهائل الذي تُورده وسائل الإعلام الإسرائيلية، لدرجة انهم يعتقدون ان بعض المقالات او بعض الأخبار او حتى بعض التصريحات هي التي تُشكل السياسة الإسرائيلية إن كانت من حيث ما تريده حكومة اليمين المتطرف وعلى رأسها نتنياهو او المفاهيم الأمنية الاستراتيجية الجديدة للمستوطنة المسماة "إسرائيل".

 

لذلك هناك ضرورة لتوضيح بعض الأمور التي اصبحت هي ألف باء السياسة في إسرائيل، خاصة بعد زلزال السابع من تشرين/أكتوبر وتداعياته التي لا تزال حاضرة وتتدحرج بشكل سريع، وبحيث من خلالها يُمكن فهم التوجهات الاستراتيجية الحقيقية لدولة المستوطنة "إسرائيل"، إلى جانب القضايا التكتيكية التي تخص مفهوم البقاء الائتلافي اليميني الذي يترأسه "نتنياهو"، وهنا نشير أن العناصر الجديدة هي التي تُحدد الواقع الجديد في كل الجبهات القريبة واللصيقة "لبنان، سوريا، غزة، الضفة"، وايضا الجبهات المحيطة "اليمن والعراق وإيران"، وهذه العناصر تتمثل بما يلي:

 

أولا- اعتماد مفهوم المنطقة العازلة...لا عودة لمستوطني الشمال والجنوب بدون ذلك، ولا أمن ممكن الحفاظ عليه ومنع سابع تشرين/اكتوبر بدونه، والتوغل في "سوريا" جزء من ذلك، والمنطقة العازلة في "غزة" اصبحت وكأنها أمر واقع، اما في "لبنان" فيتم العمل عليها بتسارع كبير عبر ما تم من تدمير شامل لكل القرى المتاخمة للحدود واستمرار ذلك حتى في ظل اتفاقية وقف إطلاق النار، وعبر الحديث عن عدم الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية حسب الاتفاق، لكن قد يتم التعامل مع "لبنان" بطريقة أمنية بدون التواجد الفعلي بل بوضع شروط جديدة تجعل من الحضور المباشر وكأنه واقع.

 

ثانيا- سياسة "المنع" و "الإحباط" كبديل عن سياسة "التحذير" و "الدفاع"، وهذه السياسية يتم فرضها بشكل واضح عبر الغارات الجوية اليومية والتوغلات المستمرة في جبهة الجنوب اللبناني "سياسة حرية الحركة" وفقاً لورقة التفاهمات الثنائية الأمريكية - الإسرائيلية، وبما بعني ذلك من التعامل مع كل الجبهات بنفس الطريقة "سوريا" وبما فيها أيضا الجبهات المحيطة "اليمن وإيران والعراق" ووفقا لمفهوم الاحتياج الأمني لمنع تطوير القدرات من جهة، وإحباط النوايا وفقا لتقديرات المؤسسة الأمنية من جهة أخرى، اما جبهة "غزة" فقصتها اكبر من ذلك بكثير حيث يرونها ساحة كما "الضفة الغربية".

 

ثالثا- لا دولة فلسطينية بجانب الدولة المستوطنة "إسرائيل"، ولا أمن غير الأمن و الجيش إسرائيلي بين البحر والنهر، ويُسمح بوجود تشكيلات أمنية محلية في الضفة وغزة شرط ان تكون تحت الإشراف الإسرائيلي وبمساعدة أمريكية مباشرة وتعاون مع دول إقليمية محددة.

 

رابعا- المستوطنة المسماه "إسرائيل" وبدعم أمريكي لا محدود، لها فضاء أمني استراتيجي يشمل منطقة غرب آسيا بالذات وشمال أفريقيا كتقدير مستقبلي، وهذا يعني إحداث تغيير جيو سياسي أمني أولا، وجغرافي "تقسيم المُقسم وتجزىء المُجزأ" ثانيا حين الاحتياج، أي فرض معطيات سياسية في تلك الدول بحيث تؤدي إلى رؤية جديدة لأي نظام سياسي قائم.

 

وفق العناصر اعلاه يمكن قراءة مشهد الحديث عن صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب والانسحاب الشامل من قطاع غزة، ورؤية مشهد لبنان وسوريا المستقبلي من وجهة نظر الدولة المستوطنة "إسرائيل" طبعا، ورؤية المشهد القادم في اليمن وإيران وممكن العراق أيضا، لذلك فإن مشهد عام 2025 هو مشهد استمرار "الحرب" اي أنه سيكون "عام حرب" كما السابق، لكن وتيرتها وطبيعتها تُحدده الوقائع على الأرض، ومن يريد أن يفهم حقيقة ما يجري، عليه متابعة تحركات وخطط وزير الشؤون الاستراتيجية، الوزير "رون دريمر"، لأنه هو مع "نتنياهو" يرسمون الخُطط المستقبلية وبما يخدم الاستراتيجية الأمنية والسياسية للمستوطنة المسماه "إسرائيل" من جهة، والحفاظ على تماسك الائتلاف الحاكم من جهة أخرى.

 

خلاصة القول

 

لا صفقة دون ان تَتَحقق رؤى الدولة المستوطنة "إسرائيل" وبقيادة نتنياهو بالذات تجاه "غزة"، وكل شيء يتم تنسيقه مع الأمريكي وبالذات مع إدارة الرئيس "ترامب"، والهدف هو إفشال الصفقة وتحميل "حماس" مسؤولية ذلك امام الرئيس "ترامب" بهدف تحقيق تلك الرؤية، وكما قلنا ف…

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق