خاص: مستشفى الشهيد كمال عدوان الحكومي هو مستشفى حكومي عام يقع في بيت لاهيا، وتعد المستشفى واحدة من أبرز المنشآت الطبية في قطاع غزة، وكانت دائمًا في الصفوف الأمامية لتقديم الخدمات الصحية في وقت الأزمات، خصوصًا في ظل الحروب المستمرة على القطاع.
افتتحت المستشفى عام 2002 لتخدم سكان محافظة شمال غزة، وكانت في الأصل عيادة اسمها عيادة مشروع بيت لاهيا، فتم تحويلها لمستشفى لتلبية حاجة مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة نتيجة تعرضها للهجمات الإسرائيلية المتكررة، وخصوصاً أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
المستشفى التي حملت اسم الشهيد الفلسطيني كمال عدوان، أحد القادة العسكريين البارزين في حركة "فتح"، الذي اغتيل على يد القوات الإسرائيلية في عملية فردان في 1973، أصبحت أكثر من مجرد مركز صحي، بل باتت رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني في مواجهة العدوان والدمار.
قلب الشمال النابض
- يقع في قلب مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ويحمل اسم أحد قادة الثورة الفلسطينية وأبرز رموز حركة فتح
- يعد أكبر مستشفيات محافظة الشمال وكان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة
- يعمل اليوم وسط ظروف وإمكانيات معدومة جراء الاستهداف الإسرائيلي له منذ أكتوبر 2023
ملاذ المرضى الأخير
- يشكل المستشفى ملاذا أخيرا لمرضى ومصابي الشمال الذين لم يجدوا بديلا يقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية
- منذ بدء العملية العسكرية شمال غزة في 5 أكتوبر الماضي تعرض لعشرات الاستهدافات بالصواريخ والنيران حيث يعامله جيش الاحتلال كـ"هدف عسكري"
أخر قلاع الصمود
- يواصل الكادر الطبي داخل المستشفى والمكون من طبيبين وعدد قليل من الممرضين أداء واجبهم الإنساني ورفضوا الانصياع لأوامر الاحتلال المتعددة بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة رغم تواصل الجرائم بحقهم
- يواصل المستشفى العمل بإمكانيات أقل من الأدنى كأخر قلاع الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية
اقتحامات وإخلاءات
- بتاريخ 14 أكتوبر 2023 أنذر الاحتلال بإخلاء المستشفى من النازحين والكوادر الطبية والمرضى
- بتاريخ 6 ديسمير 2023 أعلنت وزارة الصحة إخراج المستشفى عن الخدمة بالقوة وبـ "فوهات الدبابات"
- بتاريخ 16 ديسمبر 2023 اقتحم جيش الاحتلال المستشفى بعد حصار مطبق وأجبر بعد يومين نحو 2500 نازح على إخلائه واعتقل عددا من الطواقم الطبية
- 16 ديسمبر 2023 انسحب الجيش من المستشفى بعد تدمير الجزء الجنوبي منه وتهجير النازحين بداخله والتنكيل بمرضاه وقمع الطواقم الطبية
عودة بإمكانيات بسيطة
- مع مطلع عام 2024 استئنف العمل جزئيا في مستشفى كمال عدوان قبل أن يخرجه الاحتلال عن الخدمة مجددا منتصف مايو الماضي بعد قصف مبانيه ومحاصرته بالدبابات لأيام
- أوائل يونيو 2024 عاد المستشفى للعمل جزئيا بإمكانيات ومستلزمات طبية قليلة وسط طلبات متكررة بإخلائه وقصف لم يتوقف لأقسامه
الاتصال مفقود
- بتاريخ 21 ديسمبر 2024 انقطع الاتصال مع الطواقم الطبية داخل المستشفى بعد أوامر إسرائيلية بإخلائه واستهدافه بشكل مباشر بالطائرات والمدافع وتفجير روبوتات مفخخة في محيطه
- منع الاحتلال الصليب الأحمر وهيئات الأمم المتحدة من الوصول للمستشفى وأطلق النار على كل من يحاول الخروج منها
رسالة من قلب الموت
الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان
"نرسل هذه الرسالة من تحت القصف الشديد والاستهداف المباشر وندعو العالم لمشاهدتنا ونحن نموت جوعا في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق على المستشفى"
يُعد استهداف مستشفى كمال عدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي جريمة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن حماية المنشآت الطبية والعاملين في القطاع الصحي أثناء الحروب، إن الهجمات المتعمدة على المستشفيات، تكشف بوضوح عن وحشية الاحتلال وتجاهله التام لحقوق الإنسان وكرامة المدنيين.
لقد أثبتت هذه الهجمات أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن استهداف حتى أقدس المؤسسات الإنسانية، محاولًا تقويض قدرة غزة على مواجهة آثار العدوان من خلال تدمير البنية التحتية الصحية، المستشفى التي كانت وما زالت تقدم خدماتها الطبية للآلاف من سكان غزة، بما فيهم الجرحى من المدنيين، باتت هدفًا مباشرًا لتلك الاعتداءات الوحشية، في محاولة لزيادة معاناة الشعب الفلسطيني وكسر إرادته.
ومع ذلك، فإن صمود مستشفى كمال عدوان، ورفض العاملين بها مغادرة مواقعهم رغم القصف المستمر، يُعدُّ مثالًا حقيقيًا على الإصرار الفلسطيني، وعلى قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة جميع أشكال القهر والدمار، إن الطواقم الطبية في هذه المستشفى تؤدي دورًا إنسانيًا مشرفًا تحت أقسى الظروف، برغم التهديدات المستمرة لحياتهم.