- جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية في جباليا شمالي قطاع غزة
متابعات: ثلاثة عشر شهرا مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي كامل وصل حد تكفل واشنطن بأكثر من 25 مليار دولار من تكلفة الحرب.
وإبان هذه الحرب المدمرة للبشر والحجر والشجر في غزة، لجأ شعوب العالمين العربي والإسلامي وآخرين من المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني إلى سلاح مقاطعة المنتجات التي ظهرت داعمة لجيش الاحتلال في وقت لا يستطيعون فيه تقديم مساعدات أخرى للقطاع الواقع تحت القصف والحصار.
ماكدونالدز تشعل شرارة المقاطعة
شرارة المقاطعة أشعلتها شركة ماكدونالدز الأمريكية العملاقة، حيث أغضبت مناهضي إسرائيل في الشرق الأوسط عندما منح فرعها في إسرائيل آلاف الوجبات المجانية لجنود إسرائيليين في أكتوبر/تشرين الأول 2023 في نفس الشهر الذي شنت فيه تل أبيب حربا في غزة قتلت وأصابت وشردت مئات الآلاف.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، طالب المحتجون بمقاطعة الشركة حول العالم لكن الشرق الأوسط شهد التأثير الأكثر وضوحًا.
وحققت الشركة نموًا بنسبة 0.7% فقط في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول 2023 في الشرق الأوسط والهند والصين رغم أن التوقعات كانت تشير إلى نمو بـ 5.5%.
وعلاوة على ذلك، نمت مبيعات ماكدونالدز على مستوى العالم بنسبة 3.4% في الفترة المذكورة مقابل 8.8% عن الربع المقابل من العام السابق.
وأصدر أصحاب امتيازات ماكدونالدز في السعودية وعُمان والكويت والإمارات والأردن والبحرين وتركيا بيانات للنأي بأنفسهم عن حملة الطعام المجاني إلى الجنود الإسرائيليين وتعهدوا بتقديم دعم 3 ملايين دولار إلى غزة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لماكدونالدز، كريس كيمبزينسكي: "لا تتوقع الشركة تغييرات ملحوظة طالما استمرت الحرب. إنها مأساة إنسانية متواصلة وأعتقد أنها تؤثر على علامات تجارية مثل ماكدونالدز".
خسائر كوكاكولا
قائمة الشركات التي تضررت من المقاطعة شملت أيضا سلسلة البيتزا الشهيرة (دومينوز) وشركة المشروبات الغازية (كوكاكولا).
وانخفضت مبيعات شركة كوكاكولا الأمربكية في تركيا في الربع الأخير من عام 2023 بنسبة 22%، كما انخفضت مبيعات الشركة في قارة آسيا في النصف الثاني من 2023 بنسبة 8.9%.
كما تراجعت أرباح كوكاكولا 3% في الربع الأخير من 2023 إلى 1.98 مليار دولار مقارنة بملياري دولار في الربع المقابل في 2022، تحت ضغوط قوة الدولار الأمريكي.
يشار إلى أن حملة (مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات) المناصرة لفلسطين اتهمت كوكاكولا بتشغيل مصنع في مستوطنة عطاروت الإسرائيلية في الضفة الفلسطينية المحتلة، كما طالت انتقادات الحقوقيين الفلسطينيين شركة بيبسي على خليفة استحواذها عام 2018 على شركة (صودا ستريم) الإسرائيلية.
خسائر فادحة
ووفق تقرير نشره موقع المونيتور الأميركي في مايو/أيار الماضي فإن أرباح شركة أمريكانا للمطاعم التي تملك امتياز الشرق الأوسط لسلاسل مطاعم وجبات سريعة بينها كنتاكي وبيتزا هت قد تقلصت في الربع الأول من العام 2024 إلى نحو النصف مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغ صافي أرباح الشركة في النصف الأول من العام الجاري 80 مليون دولار بتراجع 44.8% عن مثل الفترة من العام الماضي.
وعلاوة على ذلك تمتلك الشركة الحقوق الحصرية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لسلاسل أخرى تتضمن (هارديز) و(كرسبي كريم).
وذكرت الشركة أن أرباحها خلال الربع الأول المنتهي في 31 مارس/آذار بلغت 28 مليون دولار، ما يعادل تقريبا نصف أرباحها في مثل الفترة من العام الماضي والتي لامست مستوى 58.8 مليون دولار.
وبلغت إيرادات الشركة في الربع الأول للعام الجاري 493 مليون دولار في انخفاض نسبته 16.3% مقارنة بمثل الفترة من 2023.
وتراجعت الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين إلى 101.1 مليون دولار في الربع الأول مقابل 126.9 مليون دولار في مثل الفترة من 2023 بنسبة تراجع 18.6%.
ستارباكس تدفع الثمن
بالإضافة إلى الشركات السابقة، فإن العديد من العلامات التجارية الأمريكية ينظر إليها بأنها تدعم "إسرائيل" في حربها على غزة ما أدى إلى مقاطعتها في المنطقة.
وفي مارس/آذار الماضي، قالت مجموعة الشايع الكويتية التي تملك امتياز شركة المقاهي الأميركية الشهير (ستارباكس) في الشرق الأوسط إنها اضطرت لخفض 2000 وظيفة بسبب المقاطعة، بنسبة تناهز 4% من إجمالي قوتها العاملة.
ويعزى قرار مجموعة الشايع بالاستغناء عن نحو 2000 عامل إلى انخفاض المبيعات، منوها بانخفاض صافي دخل ستاربكس في الربع الثاني هذا العام بنسبة 15%.
منتجات محلية عربية
في المقابل شهدت منتجات محلية عربية رواجا واسعا وباتت بمثابة البديل للمنتجات المقاطعة.
وأشار مركز (أتلانتك كاونسل) إلى الرواج الذي تشهده المنتجات المحلية، وضرب مثالا على ذلك بالمشروبات الغازية المحلية في مصر التي شهدت صعودا في مبيعاتها بنسبة 500%.
وبات العديد من متاجر مصر يضع العلم الفلسطيني وجلب منتجات غازية بديلة لأي منتج تابع لشركتي بيبسي وكوكاكولا على خلفية اتهامات منظمات حقوقية لهما بدعم إسرائيل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، قالت شركة سبيرو سباتس إن مبيعاتها زادت بنسبة 500% منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد أظهرت الشركة تضامنا مع الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.