القدس المحتلة: قال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري، إن حي الشيخ جراح سيبقى شعلة المقاومة في فلسطين، نظرًا لأبعاده الجغرافية والتاريخية ووقوعه في قلب المدينة المقدسة، مضيفا أن الاحتلال يسعى إلى محاصرة المسجد الأقصى من الناحية الشمالية لحي الشيخ جراح والناحية الجنوبية لحي سلوان، وذلك بهدف تغيير الطابع العربي والإسلامي لتلك الأحياء وتحويلها إلى أحياء يهودية والتحكم في كل من يدخل إلى المسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال.
ووصف صبري، في «لقاء خاص» على قناة «الكوفية»، الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية تجاه القدس بـ«المشلول سياسيا»، نتيجة عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات السياسية، وخاصة اتفاق أوسلو وتأجيل موضوع القدس إلى المفاوضات النهائية، مضيفا أن دولة الاحتلال تمنع أي نشاط تقوم به السلطة داخل القدس، في تناقض واضح وصريح لكل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، مشيرا إلى أن إسرائيل انقلبت على كل القرارات والقوانين الدولية التي تؤكد الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وآخرها وصف منظمة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، الإجراءات الإسرائيلية تجاه المدينة المقدسة بغير القانونية والمتمثلة في تغيير أسماء الشوارع العربية والعمل على تغيير المناهج الدراسية وغيرها من القرارات العنصرية التي تقوم بها بلدية الاحتلال تجاه المقدسيين باعتبارها سلطة احتلال وفق القانون الدولي.
وأضاف، أن سياسة الاحتلال تجاه القدس، تهدف لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين وإحلال محلهم المستوطنين اليهود وذلك بهدف إنهاء التواجد العربي والفلسطيني فيها، واصفا ذلك بسياسة التطهير العرقي التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحق المدينة المقدسة.
وتابع، أن سياسة حكومة الاحتلال الأخيرة من تهويد وتكثيف الاستيطان تجاه القدس، تصاعدت في الآونة الأخيرة عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بأن القدس عاصمة موحدة إلى إسرائيل، وذلك في إشارة إلى جلب اليهود من كل دول العالم للعيش فيها مشيرا إلى أن دولة الاحتلال تسعى لعزل القدس عن محيطها الجغرافي ومحاصرتها بالاستيطان والمعازل تمهيدا لتهوديها كليا.
وأوضح، أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تحويل الصراع على مدينة القدس إلى صراع ديني، وذلك من خلال الممارسات الإسرائيلية ومواصلة الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية، واصفا حكومة الاحتلال الحالية بالحكومة اليمينية المتطرفة في أهدافها وسلوكها على الأرض تجاه المدينة المقدسة.
وتابع صبري، أن هناك تقصيرا واضحا من قبل الدول العربية والإسلامية تجاه القدس من الاهتمام بها ودعم صمود أهلها في مواجهة مخططات الاحتلال العنصرية التي تستهدفها.
وشدد صبري، على أن سياسة دولة الاحتلال تجاه القدس تتمثل بعدة أدوات أهمها مصادرة البيوت بحجة الدواعي الأمنية والعمل على دعم الجماعات اليهودية اليمينية في محاكم الاحتلال من خلال استصدار قرارات لصالح اليهود بشأن ملكية المنازل في القدس، ناهيك عن عدم السماح بالبناء بحجة عدم وجود ترخيص، والعديد من المضايقات والاستفزازات والاعتداءات على المقدسيين ومنازلهم من قبل عصابات المستوطنين.
ونوه صبري، إلى أن محاكم الاحتلال تنفذ سياسة الحكومة بمصادرة المنازل والاستيلاء عليها وذلك من خلال دعم الجماعات اليهودية في المحاكم وتزييف الوثائق بزعم ملكيتهم للمنازل، من خلال إبرام عقود إيجار طويلة مع أصحاب المنازل، ومن ثم تأتي الجماعات اليهودية لتدَّعي أن المنزل تعود ملكيته لليهود، مشيرا إلى أن محاكم الاحتلال تساعد المستوطنين على استصدار الوثائق المزيفة وغيرها من الأوراق من أجل السيطرة على المنازل في القدس وضواحيها.
ودعا صبري، المقدسيين إلى رهن منازلهم وأراضيهم للوقف العام، من أجل المحافظة عليها من طمع المستوطنين، وحتى لا يكونوا عرضة للسماسرة الذين يعملون لصالح الاحتلال، وطالب صبري بالصمود في القدس مهما كانت المضايقات وسياسات الاحتلال العنصرية بحق المدينة المقدسة.
ورفض صبري، كل المحاولات التي تهدف إلى تدويل مدينة القدس، محذرا من خطورة ذلك على القدس ومستقبلها الديني والتاريخي، داعيا الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على المدينة ومقدساتها من كل هذه المحاولات الخطيرة.
وطالب صبري الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية تجاه مدينة القدس وتنفيذ كل القرارات التي تعتبر ممارسات دولة الاحتلال في القدس بغير القانونية.