- الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود
- جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائها
توالت ردود الفعل المتباينة بين السلطة الوطنية وحركة حماس، بعد سماح سلطات الاحتلال بإدخال عدد من شاحنات الوقود الإسرائيلي، الممولة من قبل قطر إلى غزة، حيث ترى السلطة أن "قطر" تمهد الطريق لتنفيذ "صفقة القرن" الأمريكية في غزة.
وأعلنت سلطات الاحتلال أول من أمس الخميس، سماحها بإدخال عددٍ من شاحنات الوقود الممولة من قطر إلى قطاع غزة، وقالت إن هذه العملية ستستمر لعدة أسابيع، في حال استمر الهدوء على الحدود، وهو ما تراجعت عنه أمس الجمعة بقرارٍ من وزير الجيش، أفيجدور ليبرمان.
واتهمت السلطة الفلسطينية المبعوث الأممي لعملية السلام نيكولاي ملادينوف، والوزير القطري محمد العمادي، بالسعي لإنهاء ملف المصالحة بين حماس وفتح، وتعزيز الانقسام، تمهيدًا لتطبيق "صفقة القرن" بشكلٍ حرفي.
وأبلغت السلطة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأن "ملادينوف لم يعد مقبولًا لدى فلسطين"، بسبب تجاوزه كمبعوثٍ لعملية السلام.
الباحث في الشأن السياسي، محسن أبو رمضان، أكد خلال استضافته عبر الهاتف، في برنامج "حوار الليلة"، أن الانقسام والتراشق الإعلامي وبعد المسافات بين فتح وحماس، هو ما أدى لدخول بعض الأطراف الإقليمية والدولية لاستثمار الحالة الإنسانية، وزيادة الانقسام.
وتساءل، كيف نقتنع بأن من يدور في فلك الولايات المتحدة التي تجمد أموال السلطة ومشاريع مستشفيات القدس وتجفف منابع الأونروا وتغلق مقر منظمة التحرير في واشنطن، يكون حريصًا على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الموضوع يهدف إلى تكثيف وتركيز الأضواء على الحالة الإنسانية في قطع غزة، بدلًا من السياسية.
كما شدد أبو رمضان، على أن إدارة ملف الأزمات في قطاع غزة من قبل السلطة، هو ما تسبب في كل ما يحدث، مؤكدًا أن السلطة هي من فتحت المجال لملادينوف والعمادي، للدخول من الثغرات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف، أن الشعب الفلسطيني يريد مساعدات في كل المجالات، في إطار منظور وطني فلسطيني موحد لا يقود إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، لافتًا إلى أن المدخل لمعالجة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة هو المصالحة، وليس الخيار الانفرادي، الذي يقود إلى ترجمة كيان منفصل في قطاع غزة عن الوطن، وهو ما يعد ترجمةً حرفيةً لـ "صفقة القرن".
وتابع: "الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، الذي يدرك طبيعة المخططات التصفوية، هو الحل، لقيادة إدارة الصراع الوطني، ووضع مشكلات غزة في إطار وطني فلسطيني لا يقود إلى الفصل".
الطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة
جهاد حرب، الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن ما يحدث يتوافق مع مخططات حكومة الاحتلال، التي تسعى إلى إدامة الانقسام الفلسطيني، من خلال توفير الأموال التي تقدمها رام الله إلى قطع غزة، سنويًا.
وقال إن الاحتلال يسعى إلى انفصال قطاع غزة عن الوطن وإبقاء الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال، لافتًا إلى أن ذلك يأتي ضمن معالم "صفقة القرن" التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية.
ومن جهته، أكد الدكتور هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية، أن السلطة الفلسطينية تعطل المصالحة، وعليها إيقاف كل إجراءاتها العقابية المفروضة على قطاع غزة.
وشدد على أن إجراءات السلطة هي ما تسبب في معاناة غزة، مشيرًا إلى أن كل مواطن يعيش في القطاع يدفع ثمنًا باهظًا نتيجة الخلافات السياسية وما جاءت به من إجراءات عقابية على القطاع.