الكوفية:لبنان يا وطن الأرزة، ويا أرزة يوم رُسمت على علم الاستقلال في ٢٢ ت٢ ١٩٤٣ لم تكتمل فرحتها، كم من مرة أُسقطت الأرزة عن علمك يا لبنان، كم من مرة أُسقط استقلالك يا لبنان.
لبنان، يا وطناً كُتبت عليك الأوجاع من آلام الغير وكُتبت عليك المحن من معاناة الغير، رُسمت لك الحروب من مخططات الغير، يا بلد الفرح لم يتركك يوماً البكاء، يا بلد الثقافة والموسيقى لم تتخلى عنك الشجون، يا بلد الرونق والروح العالية لم تلحق بك سوى الانكسارات والانهيارات، يا بلد الشعب العنيد الذي أُركع مراراً وتكراراً إلى أن فقد روح القتال والنضال.
لبنان يا بلد الشرفاء، لبنان يا موطئ الرجال الأحقّاء، يا جمهورية بلا خوف أرادك أبناؤك الذين ضحوّا بدمائهم لأجل أرزتك ويا بلد العيش المشترك الكريم الذي يحارب من أجله شعبك، يا لبنان الذي أردناك سيداً وحراً ومستقلاً ،نقف اليوم حزنين على مصابنا الأليم، نقف اليوم نراجع ثلاثة عقود من الفساد والصفقات والتلزيمات والنهب للمال العام والمحسوبيات والمنظومة الفاسدة مستمرة بتقطيع أوصال الدولة ومستمرة بنهج التعطيل والمحاصصة، نحن اليوم وكالعادة بدون حكومة والبلد معطل وعلى قاب قوسين من التفكك والاضمحلال وكيانه مهدد، فبعد المبادرة الفرنسية الضاغطة وبعد أن رأى أهل السلطة أنفسهم دون حصص ولا يستطيعوا تقاسم البلد مجدداً، عادوا إلى المناكفة والمماحكة والتسويف والذهاب والإياب دون نتيجة، حتى أن عرقلتهم للبلد وتغطيتهم للفساد وصلت إلى ذروتها بعد أن سئمت شركة ألفاريز ومارسال للتدقيق الجنائي من كذبهم ونفاقهم فأعلنت انسحابها وذلك يعني أنهم قتلوا أمل لبنان واللبنانيين باسترداد الأموال المنهوبة والمهربة، لقد كفروا بك يا لبنان وكفروا واغتصبوا استقلالك. المشهد قاتم والكل يراهن على انهيارنا وطبقة حاكمة أتخمت جيوبها من السرقات الموصوفة واليوم تمتد على الدواء والغذاء وأموال المودعين، عينها على ما تبقى من أشلاء وطن تشلّع وتُرك بشعبه في وجه الضربات، ضربة تلو الأخرى، ولا حياة لمن تنادي، منظومة حاكمة صماء وحمقاء قتلت كل ذرّة استقلال في نفوسنا بعد أن جعلت منا مقطعي الأوصال دون أخ ولا صاحب دون أم ولا حضن، جعلت منا شحاذين على أبواب المصارف والمؤتمرات.
الاستقلال ممارسة، الاستقلال عمق مطلق في حياتنا وأساس توقنا للحياة، الاستقلال بيروت سعيدة وبيوت بيروت عامرة، غير أن الحكام جعلوا منها مغارة سوداء حالكة بعد أن فجرها إهمالهم على رؤوسنا.
اليوم ٢٢ ت٢ ٢٠٢٠ ننادي عليك يا استقلال أن تتثبت في نفوسنا فكل ما فعلته تلك المنظومة هو دفنك محاولةً قتلك، عد إلى الأرزة يا استقلال، عد إلى لبنان فلا يليق به إلا الزهو بك، عد إلينا فمنذ نشأة هذا الوطن الأبيّ ونحن نحاول أن نصنع استقلالاً، مرت سبع وسبعين من السنين ولم يكتمل الاستقلال، لكننا نؤمن بك يا لبنان ونؤمن بأنه سيأتي زمنٌ تلفظ فيه كل الفساد والمنتهكين لاستقلالك والمتاجرين بسيادتك وحريتك، تعود الروح لأرزة عنيدة وشعب أعند يرفض الموت وبإذن الرب، سيكمل الاستقلال.