- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
خاص - القاهرة|| قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح، الدكتور عبد الحكيم عوض، خلال لقائه الإسبوعي لبرنامج "بصراحة" على قناة "الكوفية"، مساء اليوم الخميس، إن ما ارتكبته السلطة في مخيم الأمعري مخجل ويكتب في سجل العار، مضيفًا، "مشاهد انتفاخ وجوه الأطفال من القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها الأجهزة الأمنية، وتعذيب المعتقلين خلال االأسابيع الماضية لا نععد مشاهدته إلا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف القيادي بتيار الاصلاح الديمقراطي، ان "اقتحام المخيم بهذا الكم الهائل من العناصر الأمنية يعد أخطر عشرات المرات من اقتحام الاحتلال لمخيم أو مدينة، وتجرؤ الفلسطيني على الفلسطيني بهذه الطريقة المخجلة يعتبر تجاوز للخطوط الحمراء".
وأوضح، "أن هذه ليست المرة الأولي لاقتحام المخيم، فقد سبق اقتحامه بسبب احتجاج على المؤتمر السابع والطريقة التي عقد بها، حيث اقتحم نادي الأمعري وحوصر وتعرض أهالي المخيم لما تعرضوا له خلال اليومين الماضيين"، مؤكدا بأن "ما حدث من النائب جهاد طملية، هو ثأر شخصي مع مناضل يلتف حوله الناس، لأنه وطني وعلى تماس مع المواطنين الغني والفقير منهم، متابعا: "عندما يلاحق مناضل بحجم طمليه ويدمر بيته ويعتدى على النادي ويعتقل أفراد عائلته، بتعليمات من رئيس السلطة محمود عباس فهذا أمر غير معقول"، موضحًا أن الثأر من "طملية" يأتي على خلفية "كسب انتخابات نادي الأمعري أمام منافسه طارق نجل الرئيس محمود عباس".
وأكد دكتور عوض، أن "الهجمة الشرسة ضد مناضلي تيار الإصلاح في الضفة الفلسطينية، واعتقال هيثم الحلبي وشقيقه وابن أخيه ومعتز أبو طيون وأخرين في القدس ومدن الضفة، كان ناتج عن قرار اجتثاث تيار الإصلاح من الضفة، والتستر خلف اشاعة بثها سفير الولايات المتحدة الصهيوني فريدمان بأن أمريكا تفكر في القائد الوطني محمد دحلان رئيسًا لفلسطين".
وأكد عوض أن "عباس الذي بدأ بالغدر والبطش وتلفيق لائحة اتهامات لأشخاص لهم علاقة بالقائد محمد دحلان وكل هذا لما يفلح"، واصفًا ما يحدث بأنه "اغتيال معنوي لفتح وكادرها النظيف، وهو أمر لن تسكت عليه مؤسسات حقوق الإنسان، وتكمن خطورته في أنه يعرض النسيج المجتمعي للخطر، في وقت نحتاج فيه للوحدة من أجل مواجهة التحديات".
وشدد على أن السلطة تعاني من حالة فشل سياسي ولم تستطع إخراج الشعب الفلسطيني من أزماته بل وقد تدفع به إلى عزله عربية، ولذلك هي تلجأ لإلهاء الشعب بأن هناك مؤامرة على القيادة وافتعال أزمات ومشاحنات داخلية للتغطية على فشلها.
وأضاف أن "استخدام العصا الأمنية بحق مناضلي فتح، لا يمكن أن يؤثر على إيمان التيار بالوحدة الفتحاوية والوطنية على حد سواء، وهي أولوية قصوى لنا، وعلى قمة اهتمامات التيار لأننا نفكر بسمو بعيدا عن الدونية، فهي ليست حركة أبو مازن ولكنها حركة الشعب الفلسطيني، التي قدمت الشهداء والتضحيات وأبناءها تربوا على الشموخ وليس الإهانة، وأن فتح ليست حركة صغيرة يتم التعامل معها على أنها في مأزق".
ووجه "عوض" التحية لكل فصيل وطني بلور موقف وقال كلمة حق وبجرأة رفضًا للاعتقال السياسي، مؤكدا أن مخيم الأمعري رمز الهوية الفلسطينية، الذي استهدف منذ 7 عقود من قبل الاحتلال، ولا يعقل أن يفعل به أبناء جلدتنا ما فعله به الاحتلال، منتقدا ثمت بعض القوى قائلا: "أما الفصائل الخجولة بسبب مصالحها مع السلطة فالتاريخ يسجل مواقفها ولن ينساها".
وطالب دكتور عوض، بوقف استخدام سياسة العصا البوليسية الغليظة بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء، مؤكدا أن الإفراط في ذلك سيؤدي إلى غليان في الشارع، ما يجعل السلطة مطالبة بوقف هذه السياسة وأن تفكر بعقلية وطنية وديمقراطية، مضيفًا، "أتمنى أن يتدخل العقلاء لوقف هذه السياسات كي لا يفقد الشعب الفلسطيني الثقة بهم وهم صامتون على كل تلك الاعتداءات والجرائم بحق أطفال المخيم".
وعن الدور المصري في ملف المصالحة، أكد "عوض" أن هناك قناعة راسخة بأن دور مصر في كل ما يتعلق بكل هموم الشعب الفلسطيني وعلى رأسها المصالحة، هو دور لا يمكن انكاره أو تجاوزه أو القفز عليه ولن يتم إنهاء الانقسام إلا عبر مصر، فمصر تعتبر الشعب الفلسطيني ركن من أركان الأمن القومي المصري، ولذلك جاء وفد حماس للقاء المخابرات المصرية، معربا عن تمنياته بعقد اجتماع الأمناء العامين المقبل في القاهرة برعاية مصرية.
وتابع، "لا يمكن التخلي كذلك عن عمقنا العربي والإسلامي، فنحن في أشد الحاجة إلى التعامل بحنكة وذكاء ومع المتغيرات الإقليمية والدولية، فالشعب الفلسطيني موجود والاحتلال لن يستطيع أن يقلعه من أرضه".
وأعرب "عوض" عن تفاؤله بالدعم الدولي للقضية الفلسطينية عبر منصة مجلس الأمن، الذي دعا لعقد مؤتمر سلام دولي، مضيفًا، "ولكننا نحتاج إلى جهد دبلوماسي، فأبومازن الذي يطلب إذن من إسرائيل ليخرج لن يستطيع تحديد موعد لمؤتمر السلام".