اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
إسرائيل تقرر عدم التحقيق مع وزراء حرضوا على الإبادة في غزةالكوفية رئيس أركان جيش الاحتلال يصادق على خطط بحال انهيار التسوية مع لبنانالكوفية الأردن: غزة مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانيةالكوفية الدفاع المدني: احتياجاتنا كبيرة والاحتلال دمر المنظومة الإغاثية بشكل كاملالكوفية الدفاع المدني: الاحتلال يمنع عمل المنظمات الإغاثية والمؤسسات الدولية بشكل كاملالكوفية الدفاع المدني: خيام النازحين تتعرض للغرقالكوفية تطورات اليوم الـ 416 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية نادي الأسير: الاحتلال اعتقل أكثر من 435 امرأة منذ بدء حرب الإبادةالكوفية 62 ألف مستوطن اقتحموا "الأقصى" منذ السابع من أكتوبرالكوفية "الخارجية": النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر من استمرار حرب الإبادة في قطاع غزةالكوفية فيديو || شهداء ومصابون باستهداف للنازحين شمال غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي يستهدف منطقة السودانية والكرامة شمال غرب مدينة غزةالكوفية مجزرة جديدة.. 7 شهداء ومصابون باستهداف للنازحين شمال غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في موقع "المالكية" شمال فلسطين المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تخطر بهدم مساكن وحظائر أغنام في نابلسالكوفية صافرات الإنذار تدوي في "المطلة" و"غجر" شمال فلسطين المحتلةالكوفية الصحة اللبنانية: 6 شهداء و4 مصابين في غارة إسرائيلية على طريق البص قضاء صورالكوفية مراسلنا: 5 شهداء في قصف للاحتلال على في جباليا النزلة شمالي قطاع غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف "إسرائيلي" على نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزةالكوفية

من سجن عكا طلعت جنازة..

خاص|| ذاكرة التاريخ.. إعدام أبطال ثورة البراق.. فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير.. (فيديو)

07:07 - 16 يونيو - 2020
الكوفية:

القاهرة- محمد جودة: يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ90 على اعدام أبطال ثورة البراق، الشهداء: "محمد جمجومة وفؤاد حجازي وعطا الزير"، ما سمي في الذاكرة الفلسطينية بـ"الثلاثاء الحمراء".

وكان الشهداء الثلاثة قد أعدموا، في سجن عكا، يوم الثلاثاء 17/6/1930، في اعقاب ثورة (البراق)، عام 1929، والتي شملت عددا كبيرا من المدن والقرى الفلسطينية. وفي مقدمتها القدس، يافا، حيفا وصفد، وقامت سلطات الاستعمار البريطاني بإصدار أحكام الإعدام بحق 26 مناضلا فلسطينيا شاركوا في ثورة (البراق)، ثم استبدلت بالسجن المؤبد لـ 23 منهم، ونفذت حكم الاعدام بالابطال الثلاثة.

قبل أن نتعرف عليهم واحدا واحدا، علينا أن نمر على ثورة البراق التي كانت السبب الأساس في اعتقالهم والحكم عليهم بالإعدام، و"ثورة البراق" اسم أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، ويعتبر المسلمون حائط البراق وقفا إسلاميا وهم يحتفظون بصكوك بهذا المعنى تخولهم حق إدارة المكان، ويسميه اليهود "حائط المبكى"، ويعتبرونه أهم مصلى لهم في العالم، وسمح لهم فترة الحكم العثماني بإقامة طقوسهم قبالة الحائط، وجرى اتفاق غير مكتوب بين إدارة الوقف واليهود على أن لا يقيم اليهود أي بناء بالقرب من الحائط أو يضعوا أي شيء في باحته، الأمر الذي استمر عدة سنوات.

بعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين تزايد عدد سكان القدس اليهود، خصوصا إثر فتح أبواب منطقة الانتداب أمام المهاجرين اليهود، وبطلب من الوقف الإسلامي، حظرت الإدارة البريطانية على المسؤولين اليهود وضع مقاعد في باحة البراق لأن ذلك يغير الوضع القائم ويعتبره المسلمون تجاوزاً على حقوقهم، كما أنها أمرت الشرطة في أيلول  1928 برفع الستار الذي وضعه اليهود في عشية يوم الغفران على الرصيف المحاذي للحائط بعد أن شكا المسلمون من ذلك.

في 15 أغسطس/آب 1929، الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي، والمتزامن مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف نظمت حركة بيتار الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونية، وعلمت الشرطة البريطانية عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود، وفي اليوم التالي رد القادة العرب بتنظيم بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية، فازداد التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وتفشت الاشتباكات إلى مدن أخرى حيث قتل عرب في مدينة الخليل 67 يهوديا من سكان المدينة، وفي غزة كان مجتمع يهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوات البريطانية. كذلك تعرض يهود صفد لعمليات العنف من قبل السكان العرب.
اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف
.

كانت حصيلة الاشتباكات، التي امتدت من الخليل وبئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا 116 شهيدًا فلسطينيا و133 قتيلا يهوديا، و232 جريحا فلسطينيا و339 جريحا يهوديا، واعتقلت سلطات الانتداب تسعمئة فلسطيني وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيا خُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ حكم الإعدام بالثلاثة الباقين في 17 يونيو/حزيران 1930، في سجن القلعة في مدينة عكا، وكان هؤلاء الثلاثة هم فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير.

فؤاد حسن حجازي

ولد فؤاد حسن حجازي في مدينة صفد في الشمال الفلسطيني، عام 1904، وهو أحد مناضلي ثورة البراق، درس الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.

شارك حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق، فاعتقلته سلطات الاحتلال البريطانية وحكمت عليه بالإعدام، مع رفيقيه عطا الزير ومحمد جمجوم، ونفذ فيهم الحكم يوم 17 يونيو/حزيران 1930، وكان فؤاد حجازي أولهم، وأصغرهم سناً، ونفذت عملية الإعدام في سجن القلعة بمدينة عكا.

سمحت سلطات الانتداب لحجازي أن يكتب رسالة لأهله قبل إعدامه بيوم، فأرسل وصيته لصحيفة "اليرموك" التي نشرتها في 18 حزيران 1930، بخط يده وتوقيعه، وجاء في خاتمة الرسالة، إن "يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج، وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 يونيو/حزيران من كل سنة، هذا اليوم يجب أن يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".

وخط فؤاد حجازي وصيته قبل يوم من إعدامه وقال، "إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الإنجليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً".

عطا أحمد الزير

ولد عطا أحمد الزير في مدينة الخليل الفلسطينية عام 1895، وعمل في عدة مهن يدوية، وفي الزراعة، وعرف عنه جرأته وقوته الجسدية منذ طفولته، كانت له مشاركة فعالة في المقاومة عموما، وبشكل خاض في ثورة البراق سنة 1929، وكان فاعلا في مقاومة سلطات الانتداب البريطاني ، فأقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام عليه مع حجازي وجمجوم، وأعدم رغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية، وكان الزير أكبر المحكومين الثلاثة سنا.

وكما سمح لحجازي، فقد سمح للزير أن يكتب رسالة لأهله، فجاء في رسالته التي كتبها لوالدته باللهجة الفلاحية: "ارقصي يمّا لو خبر موتي أجاك ارقصي لا تحزني يوم انشنق شو ما العدو يعمل روحي أنا يما عن هالوطن ما بفترق، بكره بعود البطل ويضل في حداكِ حامل معو روحه ليقاتل عداكِ، لا تزعلي لو تندهي وينو عطا، كل الشباب تردْ فتيان مثل الورد كلهم حماس وجدْ، لما بنادي الوطن بيجو ومالهم عدْ، وفري دموع الحزن يما لا تلبسي الأسود، يوم العدا بأرض الوطن يوم أسود، هدي شباب الوطن بتثور كلهم عطا كلهم فؤاد ومحمد، والشمس لما تهل لازم يزول الليل يا معود، فوق القبر يما ازرعي الزيتون حتى العنب يما والتين والليمون طعمي شباب الحي لا تحرمي الجوعان، هدي وصية شاب جرب الحرمان، اسمي عطا وأهل العطا كثار، والجود لأرض الوطن واجب على الثوار، جبال الوطن بتئن ولرجالها بتحن حتى كروم العنب مشتاقة للثوار، سلمي على الجيران سلمي على الحارةْ، حمدان وعبد الحي وبنت العبد سارةْ، راجع أنا يما وحامل بشارَةْ، عمر الوطن يما ما بينسى ثوارَهْ، لما بطول الليل وبتزيد أسرارُه، وجرح الوطن بمتد وبتفيض أنهارُه، راجع بطلة فجر حامل معي انوارُه، حتى نضوي الوطن ويعودوا أحرارُه"

محمد خليل جمجوم

ولد محمد خليل جمجوم عام 1902، وهو مناضل فلسطيني من ثوار ثورة البراق، تلقى دراسته الابتدائية في الخليل. وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد مواطنين يهود في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان معروفا بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني، ونتيجة لذلك اعتقلته القوات البريطانية  في 1929 مع 25 من العرب الفلسطينيين، وقد حكموا جميعاً بالإعدام، إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن ثلاثة منهم وهم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، عطا أحمد الزير، ونفذ الإعدام في الساعة التاسعة صباحاً في سجن القلعة بعكا.

وكما سمح لرفيقيه بكتابة رسالة، فقد كتب جمجوم رسالة وجهها إلى الزعيم سليم عبد الرحمن، قبل يوم واحد من إعدامه، جاء فيها "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. وأما عائلاتنا فقد أودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد أنها لن تنساها. والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فإننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا، "إلى الامة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".

من سجن عكا طلعت جنازة

كتبت عشرات القصائد في رثاء المناضلين الثلاثة، أشهرها ( من سجن عكا طلعت جنازة)، لشاعرها نوح إبراهيم، وهي واحدة من عشرات القصائد والمرثيات التي كتبت بعد إعدام المناضلين الثلاثة محمد جمجوم، وعطا الزير، وفؤاد حجازي، على يد المستعمر البريطاني عام 1930، بعد أحداث ثورة البراق التي اشتعلت في فلسطين عام 1929، فمن هم هؤلاء الأبطال الثلاثة؟!. 

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق