الكوفية:كتب - علي أبو عرمانة: تشهد الولايات الأمريكية أعمال عنف واشتباكات لليوم الثالث على التوالي، على خلفية مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، الذي توفي في ولاية مينيسوتا بعد توقيفه بعنف من قبل قوات الشرطة.
وظهر الشرطي في المقطع وهو يضع ركبته فوق رقبة الرجل الذي قال للشرطي: "لا أستطيع التنفس لا أستطيع التنفس.. لا تقتلني"، وبعدما تم وضعه في الأصفاد، لوحظ أن الرجل الأربعيني قد فقد وعيه، فتم استدعاء الإسعاف ونقله إلى المستشفى حيث توفي بعد ذلك بوقت قصير.
وأعلنت السلطات في ولاية مينيسوتا، أمس الجمعة، القبض على الشرطي المتهم، ووجهت إليه تهمة "القتل" له، فيما فرضت مينابوليس حظر التجول.
اشتباكات وأعمال عنف
فور الإعلان عن مقل فلويد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب في مدينة منيابوليس الأميركية، حيث أطلق المن قنابل الغاز المسيل للدموع.
واحتشد الآلاف يوم الأربعاء الماضي، أمام مركز شرطة الحي الثالث بالمدينة في ساعة متأخرة، واتخذ أفراد من الشرطة مواقع على أسطح المباني واستخدموا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وقابل الصوت لإبقاء الحشود على مسافة، بينما رشق المحتجون الشرطة بالحجارة وعبوات المياه ومقذوفات أخرى، بل أعاد بعضهم قذف عبوات الغاز المسيل للدموع على الشرطة.
وأقدم المحتجون على إحراق مقر شرطة المنطقة الثالثة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، وذلك لأنه القسم الذي ينتمي له الضباط الأربعة الذين كانوا في مكان حادث مقتل فلويد، مع علو الأصوات بالمحاسبة القاسية من قتلته.
وأظهرت صورا جوية من طائرة هليكوبتر فوق المنطقة، عشرات ينهبون متجرا من متاجر "تارغت"، ويخرجون منه محملين بملابس أو بعربات تسوق مليئة بالسلع.
إغلاق البيت الأبيض
بدورها، أغلقت السلطات الأمريكية، اليوم السبت، مبنى البيت الأبيض بالتزامن مع وصول المظاهرات الاحتجاجية على وفاة جورج فلويد، إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن.
وأفاد متحدث باسم البيت الأبيض، بأن جهاز الأمن السري أغلق البيت الأبيض الجمعة، مع وصل الاحتجاجات بسبب مقتل الأمريكي جورج فلويد إلى العاصمة واشنطن.
وأضاف، أن "الأمن أغلق أبواب غرف الإحاطة في البيت الأبيض، حيث توجد مكاتب للصحفيين، في حين منع ضباط جهاز الأمن السري أي شخص من الاقتراب.
العدالة ستتحقق
بدروه، قال كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه تحدث مع عائلة المواطن من أصول إفريقية، جورج فلويد، الذي توفي جراء احتجاز قاس من قبل عناصر في شرطة مينيسوتا .
وقال ترامب، خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رؤساء عدد من الشركات الأمريكية مساء أمس الجمعة، "تحدثت مع أفراد عائلته، إنهم أشخاص رائعون".
وأضاف، عبر "تويتر"، أنه طلب من مكتب التحقيقات الاتحادي "الإسراع بهذا التحقيق"، مردفا، "أنا ممتن جدا لكل ما بذلته سلطات إنفاذ القانون المحلية من جهد".
وتابع، "عزائي لأسرة جورج وأصدقائه. العدالة ستتحقق".
القتيل الأول
وفي ذات الشأن، قتل شخص وجرح آخرون اليوم السبت نتيجة صدم سيارة لحشد من المناوئين لتجمع نظمه القوميون البيض في مدينة "شارلوتسفيل" بولاية فرجينيا تحت شعار "وحدوا اليمين"، بعد منع السلطات لهم.
وصدمت سيارة حشدا في مدينة "شارلوتسفيل" في الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل شخص وسقوط العديد من الجرحى، وذلك بعدما منعت السلطات تجمعا لليمين المتطرف في هذه المدينة في ولاية فيرجينيا، بحسب ما روى شهود.
وأظهر شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى قبل أن تنطلق مجددا في اتجاه الخلف وسط المتظاهرين. وأظهرت مشاهد أخرى جرحى ممددين أرضا.
برميل بارود
أمريكا على حافة الإنفجار في أي لحظة بعد مقتل الرجل الأسود جورج فلويد من قبل شرطي أبيض عنصري بدم بارد وأمام الكاميرات، هذا ما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بعد سلسلة من الإحتجاجات إمتدت من ولاية مينيسوتا مكان الحدث إلى معظم الولايات الكبيرة مثل كاليفورنيا ونيوورك وصولا للعاصمة الأمريكية واشنطن.
و قالت الصحيفة، اليوم السبت، إن أمريكا باتت الآن تقف على برميل بارود إثر مقتل رجل من أصول أفريقية على أيدي الشرطة، معللة تحذيرها بأن الرئيس دونالد ترامب يصب الزيت على النار ولا يهتم بما حصل.
ولفتت إلى مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا هذا الأسبوع، والتظاهرات العنيفة التي اندلعت في عدة مدن أمريكية بعد الحادثة تزامنت مع تفشي وباء كورونا ووفاة أكثر من 100 ألف شخص بالفيروس الذي أدى أيضًا إلى تباطؤ الاقتصاد بشكل كبير وخسارة ربع الأمريكيين وظائفهم، واندلاع اضطرابات متفرقة بسبب القيود التي فرضتها السلطات الأمريكية على المواطنين لمواجهة الوباء.
وأشارت إلى أن حادثة مقتل ”فلويد“، وانتشار مقطع فيديو يظهره وهو يتوسل للشرطي الذي كان يضع ساقه على رقبته ويقول:“لا أستطيع التنفس“ أعاد للأذهان حادثة مقتل المواطن الأمريكي إيريك جارنر على أيدي الشرطة في نيويورك العام 2014 والتي أدت إلى اضطرابات عنيفة في أمريكا، وبروز منظمة تسمى بـ“حركة حياة السود“.
وختمت قائلة، “لكن الأمور تختلف الآن، لأن لدينا رئيسًا لا يكترث أبدًا بالعمل على تجنب الفوضى، وكان واضحًا في كل مرة أنه لا يرى أية مشكلة إذا اتجهت البلاد إلى حرب أهلية… والحقيقة أنه لا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور في عهد هذا الرئيس الكابوس“.