الكوفية:الكوفية – عمرو طبش: استطاع الفنان الفلسطيني فداء اللداوي وشقيقته سهام، صناعة دمى للأطفال على شكل فيروس "كورونا"، لتوعية المواطنين وخاصة الأطفال في مخيم النصيرات بمخاطر فيروس كورونا على طريقتهم الخاصة.
ويتجول اللداوي في أزقة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة مرتديا دمية فيروس "كورونا" التي صنعها، من أجل توعية الأطفال بخطورة هذا الفيروس بطريقة بسيط بحيث يستطيع الأطفال بفهمها وأستوعبها.
ويقول الفنان الفلسطيني فداء اللداوي "35 عاما"، لـ"الكوفية" إنه فكر بعد انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وخاصة في قطاع غزة، في صناعة دمى الأطفال على شكل فيروس كورونا مصنوع من الإسفنج المقوى والقماش، خاصة أنه يعمل منذ 2009 في صناعة دمى الأطفال بمختلف الأشكال.
وأوضح أن الهدف الرئيسي من فكرة صناعة الدمى على شكل فيروس هو توعية المجتمع الفلسطيني وخاصة الأطفال من خطورة فيروس كورونا الذي ينتشر بشكل كبير عن طريق العدوى مما يسبب الوفاة، وأيضا الالتزام بالطرق الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الفيروس.
ويشير اللداوي إلى أنه لا يعمل وحده في صناعة الدمى، بل تساعده شقيقته الأربعينية أم محمد، في المرحلة الأولى من الصناعة بحياكة الدمى على ماكينة الخياطة الخاصة بها، ومن ثم يكمل المرحلة الثانية بنفسه من خلال تشطيب رأس الدمى بالرسومات الخاصة في الشكل أو الفكرة المراد تنفيذها.
وكشف عن ردة فعل المواطنين من شكل الدمية بعد ارتدائه لها، ونزوله إلى الشارع، أن الكثير من المواطنين وخاصة الأطفال فوجئوا بشكل الدمية الغريب والمرعب خاصة أنها تشبه الشكل الحقيقي لفيروس كورونا الخطير.
ويبين اللداوي، أنه تعمد في صناعة "دمية كورونا" بشكل مخيف ومرعب، حتى يعكس مدى خطورة هذا الفيروس على المجتمع، مضيفا أنه لقى تجاوبا وتفاعلا كبيرين من قبل المواطنين بعد تجوله في شوارع مدينة النصيرات ليعرفهم عن الفيروس، وينصحهم بالالتزام بالطرق الوقائية والاحترازية للحد من الإصابة.
وعن أهم الصعوبات التي واجهتهما يقول إن عدم توفر المواد الخام من قماش ومعدات، وغلاء الأسعار في ظل الحصار الإسرائيلي والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به قطاع غزة، كان يعيق العمل بشكل كبير مما يؤدي إلى توقفه حتى يتم توفير المواد الخام.
وفي السياق ذاته تقول سهام اللداوي "42 عاما" لـ"الكوفية" إن تخرجها قبل عامين من الجامعة في تخصص تصميم أزياء ساعدها في الالتحاق بالعمل مع شقيقها فداء في صناعة دمى الأطفال.
وتوضح أن شقيقها كان سابقا يعمل على تشطيب الدمى التي يصنعها في محلات خياطة خارجية، ولكن بعد تخرجها وتوفر لديها ماكينات الخياطة، عرض عليها فداء العمل معا في صناعة الدمى من خلال تقسيم عملية الصناعة إلى مرحلتين، أولا مرحلة الخياطة، ثانية مرحلة التشطيب والرسم.
وتضيف سهام، أن مهمتها في صناعة الدمى تتمثل في قص القماش وحياكته على ماكينة الخياطة، مشيرا إلى أنهما استطاعا من خلال الدمية توصيل رسائل وقائية واحترازية للأطفال خاصة أن الأطفال يتفاعلون بشكل كبير مع الدمى والرسومات المتحركة.
وطالب الشقيقان فداء وسهام المواطنين بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي، والاهتمام بالطرق الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا الخطير الذي تسبب بوفاة أكثر من مليون شخص حول العالم.