- الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزة
- صافرات الإنذار تدوي في عدة مستوطنات شمال فلسطين المحتلة
بعد انسحاب السيناتور بيرني ساندرز من المنافسة على بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بات من المؤكد أن انتخابات 3 نوفمبر القادم سيتنافس فيها الرئيس دونالد ترامب، وجو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول وضعية القضايا العربية والشرق أوسطية على أجندة ترامب وبايدن، فأي من المرشحين يحقق المصالح العربية؟ وهل يقود فوز ترامب إلى 4 سنوات جديدة من الانكفاء الأمريكي ومزيد من الإنسحاب من الشرق الأوسط و”الإستدارة شرقاً” نحو الصين وجنوب شرق آسيا؟ وإلى أى مدى يعد إنتخاب بايدن عودة لعصر باراك أوباما وسنوات تفكيك المنطقة وأخونة الإقليم العربية؟
تواطؤ للمرة الثانية
هناك اتفاق في واشنطن أن مؤسسة الحزب الديمقراطي التي تواطئت مع هيلاري كلينتون ضد بيرني ساندرز في إنتخابات 2016 والمعروفة بقضية “التدخل الروسي” هي التي دفعت بانسحاب بيرني ساندرز من الإنتخابات الحالية لصالح جو بايدن، وذلك لسببين، الأول أن ساندرز في أقصى يسار الحزب الديمقراطي، ويطرح آراء تقدمية للغاية وهو ما يصعب على الحزب الديمقراطي الحصول على أصوات شريحة من الجمهوريين لهزيمة دونالد ترامب، ولذلك سمح الحزب الديمقراطي بتفتيت أصوات الجناح الإشتراكي في الحزب الذي يقوده ساندرز عن طريق الدفع بالسيناتوره إليزابيث وارن وهي من نفس “اللون السياسي” لساندرز، وكانت تتبنى نفس آرائه، وهو ما سمح في النهاية بتفتيت أصوات جبهة ساندرز، وتفوق بايدن في انتخابات الثلاثاء الكبير للانتخابات التمهيدية التي جرت في 3 مارس الماضي، السبب الثاني لرفض مؤسسة الحزب الديمقراطي لساندرز هو مواقفه التي تتعلق بالضرائب، ورجال الأعمال حيث كان يدعو لضرائب أكثر على رجال الأعمال، والشركات لصالح العمال والضمان الاجتماعي، وهو ما كان سيؤدي إلى هروب المتبرعين الكبار من الحزب الديمقراطي ، ومعروف في العام الانتخابي أن الحزب الأكثر قدرة على جمع التبرعات غالياً هو الحزب الذي يصل للبيت الأبيض.
القضية الفلسطينية
برامج الحزبين الجمهوري والديمقراطي تتفق على الدعم الكامل وغير المشروط لإسرائيل، وإذا كان ترامب طرح صفقة القرن الفاشلة، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس فإن سلفه باراك أوباما هو الذي قدم دعم ثلاثي عسكري وسياسي ومخابراتي لإسرائيل، يتمثل عسكرياً في تقديم 35 مليار دولار خلال 10 سنوات بدأت في 2018 وتنتهي 2028 ،كما قدم تغطية وحماية دبلوماسية ومخابراتية للكيان الصهيوني طوال 8 سنوات من عهد أوباما، وأجندة بايدن لا تختلف في هذا الملف عن أوباما، وأكثر المتحمسين لجو بايدن هو النائب الديمقراطي اليهودي ورئيس لجنة الإستخبارات أدم شيف، وهو ما يؤكد عدم وجود فروق جوهرية في رؤية بايدن وترامب للقضية الفلسطينية
التدخلات الإقليمية
يعد ترامب الأفضل للدول العربية في ملف التدخلات الإقليمية حيث وقفت إدارة الرئيس ترامب بقوة وحزم في وجه تركيا وإيران ، وعملياً أنهى الرئيس ترامب ” القيمة الوظيفية ” لتركيا التي إكتسبتها أنقرة منذ دخولها لحلف الأطلنطي عام 1952 من خلال وقف ترامب لبرامج التصنيع العسكري المشترك مع أردوغان ، ورفض بيع منظومات باتريوت وطائرات f35″ ” ، وأوقفت واشنطن العمليات الإستخبارية المشتركة بشأن حزب العمال الكردستاني
إيرانياً يحسب للرئيس ترامب الإنسحاب في 8 مايو 2018 من الإتفاق النووي المعيب (5+1 ) الذي وقعه سلفه أوباما مع طهران، وفرض ترامب الحزمة الأشد من العقوبات الأمريكية على إيران بداية من 4 نوفمبر 2018، وصنف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية في أبريل 2019 قبل أن يغتال قاسم سليماني في 3 يناير الماضي ،وكان الرئيس ترامب جاداً في محاولاته لتقليص نفوذ إيران في المنطقة من خلال إستهداف الميلشيات الإيرانية في سوريا والعراق، وتصنيف حزب الله كمنظمة ”إرهابية وإجرامية”، لكن جو بايدن أعلن بوضوح أنه سيعود لإتفاق (5+ 1 ) مع إيران وسيرفع العقوبات، وهو ما سيتيح مليارات الدولارات لطهران تستطيع أن ترسلها لميلشياتها في المنطقة، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين السياسي والأمني لهذه الدول التي تتواجد بها الميلشيات الإيرانية
قبلة الحياة لداعش
المؤكد أن فوز بايدن على ترامب سيشكل ”قبلة الحياة” لداعش التي قال أوباما أن القضاء عليها سيسغرق عقود من الزمن، كما تراهن جماعات متطرفة مثل التنظيم الدولي للإخوان على جو بايدن لإحياء “المشروع الإخواني” في المنطقة القائم على دعم الفوضى والمظاهرات، وهدم وتفكيك الدول، على الجانب الأخر يظل ترامب أكثر إيماناً بدعم الدولة الوطنية، وغير متحمس لمشروعات التنظيم الدولي للإخوان العابر للحدود، وتحدثت إدارته عن محاولات لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، ومن يراجع تصريحات النائبة الديمقراطية إلهان عمر المدعومة من التنظيم الدولي للإخوان، وهي من أقرب المقربين لجو بايدن، يتأكد أننا أمام سيناريو مكرر للعلاقة الخاصة التي جمعت هوما عابدين عضو التنظيم الدولي للإخوان وهيلاري كلينتون، وهو أمر شديد الخطورة على المنطقة العربية.