الكوفية:الكوفية – عمرو طبش: من وسط المعاناة ينبع الفن الفلسطيني، فالحصار الذي فُرض على غزة وَلَدَ الإبداع، وترك الفنانون بصماتهم في العالم أجمع، ليبقى الأثر شاهدًا على قدرات المواهب الفلسطينية، الفنان التشكيلي الشاب مهند أحمد، الذي حاول جاهداً أن يصدر الإبداع من خلال الفن التشكيلي.
منذ ساعات الصباح يتنقل الشاب مهند بين الأراضي الزراعية ليس لقطف المحاصيل الزراعية، بل من أجل البحث للحصول على جذوع الأشجار التي يستخدمها في موهبته الفنية على طريقته الخاصة.
الشاب مهند أحمد "26عاماً"، الحاصل على بكالوريوس الإدارة الصحية من جامعة القدس المفتوحة، بعد عجزه عن إيجاد فرصة عمل وبسبب سوء الأوضاع الاقتصادية بغزة بالإضافة إلى تزايد عدد الخريجين، فقرر أن يفتتح مشروعًا أطلق عليه اسم "كوخ" لاستثمار موهبته.
مهند بدأ مشروعه قبل نحو عامين، الذي يعمل به على إعادة تدوير أغصان وجذور الأشجار واستغلالها في إنتاج مشغولات يدوية.
يجمع الشاب مهند جذور الأشجار من الأراضي الزراعية بعد قصها بطرق مختلفة، وفي بعض الأحيان يضطر لشراء بعضها، من أجل إنجاز أعماله داخل ورشة صغيرة يديرها في منزله، ويحولها إلى منتجات ذات نفع على المجتمع، بحيث تتحول من مخلفات إلى أشياء صالحة للاستخدام.
ويعتبر مشروع "كوخ" أول مشروع متخصص في مجال صناعة التحف والهدايا من الخشب الطبيعي واستثمار واستغلال مخلفات الأشجار، كالأغصان والجذوع لتحويلها لمنتجات يتم استخدامها في حياتنا العملية لتكون ذات قيمة ورونق خاص.
الشاب مهند يقول لـ"الكوفية"، إن مشروعه في البداية لم يتمتع بإقبال جيد حين بدأ بأعماله، لكن بعد فترة من المشروع زاد الإقبال وبدأ اقتناع الزبائن بالفكرة بشكل أكبر.
ويضيف، أنه بعد إنجاز المراحل الأولى من عمله من قص الجذوع وتشكيلها إلى قطع مختلفة، ينتقل إلى المرحلة الثانية بالذهاب إلى حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية والتي يتخذ منها مقرا له، من أجل إنجاز أجمل الرسومات على طاولته الصغيرة التي تتناثر عليها أدوات الطلاء والجذوع مختلفة الأحجام.
ويوضح الشاب مهند، أن هدفه من خلال هذا المشروع هو تشكيل مصدر رزق خاص به، وحماية البيئة من خلال التقليل من المخلفات الناتجة عن الأشجار والتي يقوم الناس بإلقائها أو حرقها مما قد يضر بالبيئة، وتحويل تلك المخلفات إلى أعمال ومنتجات ذات قيمة، ويتابع أنه يقوم بترويج مشروعه "كوخ" من خلال إنشاء صفحتين عبر موقعي فيسبوك وإنستغرام، ينشر أعماله ويُسوق لها عبر الموقعين، مشيرا إلى أنها تحظى كثيرا بإعجاب الزبائن الذين يطلبون منتجات.
وينوه إلى أن العديد من الزبائن الذي يطلبون عبر المواقع يتراجعون عن طلباتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية، رغم أن بعض المنتجات يكون سعرها رخيصا ومناسبا، موضحا أن أسعار المنتجات اليدوية تتراوح من 5 شواقل إلى 30 شيقلا.
ويطمح مهند، لافتتاح محل لعرض أعماله ويتوفر لديه التمويل المناسب لتسويق منتجاته التي يصنعها.