اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
عاجل
  • الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاع
إعلام عبري: مخاوف من تكرار أحداث أمستردام في برلينالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنين من قرية قراوة بني زيد شمال غرب رام اللهالكوفية الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاعالكوفية هآرتس تنتقد تفاخر حكومة الاحتلال: يشعر مواطنينا بعدم الأمانالكوفية الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير دبوان شرق رام اللهالكوفية الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس المحتلةالكوفية أبرز عناوين الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنينالكوفية تطورات اليوم الـ 416 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم حول القضية الفلسطينيةالكوفية لليوم الـ 64.. الاحتلال يواصل قصف قرى ومدن لبنانالكوفية مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيراتالكوفية قصف مدفعي على مناطق شمال غرب قطاع غزة محيط منطقة الصفطاويالكوفية مصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الجرو بحي الشجاعية شرقي مدينة غزةالكوفية الهلال الأحمر: 13 إصابة جراء سقوط صاروخ اعتراضي على عدة منازل في مخيم طولكرمالكوفية الاحتلال يعتقل 3 مواطنين من بيتونيا والمغير قضاء رام اللهالكوفية 35 شهيدًا و94 مصاباً في 4 مجازر إسرائيلية بغزةالكوفية تطورات اليوم الـ 415 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا وبمستوطنات بالضفةالكوفية غانتس يدعو للعمل بقوة ضد أصول الحكومة اللبنانيةالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنينالكوفية

كشافات حديثة.. مقاييس ومفاهيم مختلفة ولا جديد على الأرض

15:15 - 02 مارس - 2020
د.طلال الشريف
الكوفية:

الحياه غادرة ماكرة ليس لها أمان، وعليك ان تتوقع أسوأ ما كنت تخشاه في أي لحظة..  هل هذا إكتشاف جديد؟ أم أن ما وقع أو يقع أمامنا، أو معنا، كشف لنا هذه الحكمة، حيث  الموت هو الحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها، أما ما قبل الموت فليست حقائق، إنه كشاف جديد تبلور بالتجربة، لأن ما بعد الموت لا ندري حقيقته رغم ما قيل ويقال.

يقال: إن معظم ما تحت الشمس من متاعب هي سوء إدارة، حتى أن بعضًا مما تصورناه ونتصوره  أنه خارج عن إرادتنا، مثل التغيرات المناخية المعاصرة، والتلوث البيئي، وخرم طبقة الأوزون، هو من فعل إداري سيء للبشر، أو مفاهيم ومقاييس تؤدي لسوء إدارة البشر.

تبقى تلك الحقيقة وحيدة موغلة في القدم، حاول الإنسان أن يحللها ويفهمها عبر ما يطلق عليها الفلسفة والعلوم، لكنها بقيت عصية على الفهم، حتى في عصرنا، عصر الثورة الرقمية، فهل عرف الإنسان حقيقة الموت مثلا؟

هي قصة قديمة جدًا بدأت مع الخلق، هل الموت به ما يتعلق بسوء إدارة ما تحت الشمس؟.. وماذا عن إدراك للخطر ورغم ذلك فالمجازفة أحيانا تسود الموقف، أليس ذلك سوء إدارة؟ أو هناك مفاهيم مغلوطة أدت لسوء إدارة؟

الإنسان الذي يجتاح الصعاب والغوامض والاحتمالات الخطرة، يخوض مقامرة قد تتسبب أو تسهم  في حقيقة الموت، أو تساعد عليه، وللتبسيط فما يسمى إهمالا لقواعد صحية معروفة للحفاظ على الأجسام والحياة، وبرغم إدراك الإنسان لها، إلا أنه لا يتصرف بموجبها أو يخالفها فتؤدي حدتها أو تراكماتها للموت. ولذلك هي تعتبر سوء إدارة يتحمل الإنسان مسؤوليتها، أنظر كيف أن حتى حقيقة الموت، تلك الحقيقة الوحيدة على الأرض، هناك ما يسببها من سوء الإدارة.

إن ما تحت الشمس هو قديم لم يتغير، ولكن تتغير الكشافات والمقاييس والمفاهيم، حيث كتلة ما تحت الشمس لا تنقص ولا تزيد، بل تتحول من شكل إلى آخر، وعندما يعرف الإنسان بعضا من ذلك يعتبره إكتشافا جديدا، لكنه ليس بجديد، بل الجديد هو الكشاف الذي جد أو إستجد لدى الإنسان فتصور أنه إكتشاف جديد.

قصص الإنسان تحت الشمس ثابتة أو متشابهة أو متكررة لا تخرج عن نطاق الاحتياج الأول والغريزة الأولى، لكل ما كان قديما، لكل الكائنات، بدءًا بالكائن وحيد الخلية، ومرورًا بما لم يصنف من كائنات إلا على أنه كائن حي، وإنتهاءًا بأعقد المخلوقات الحية وهو الإنسان، ولذلك فالقصة القديمة لا يتغير جوهرها بل فقط الذي يتغير هو كيف يفهمها هذا الإنسان في كل عصر، وكيف يغير من ألوان وأشكال التجميل أو القبول، وبما يوحي له أنه حاجة أو مطلوبًا كغطاء أو ملابس أو إكسسوارات ووسائل ترفيه، لو أزحتها في كل العصور عن هذا المخلوق ستجده جسما قديما بأعضائه، تشريحيا ووظائفا لأعضائه وغرائزه ومتطلباته.. إذا لا شيء جديد تحت الشمس، حتى هذا المخلوق، أو الكائن الحي الذي يسمى الإنسان، ونطلق عليه مايسترو الأحياء أو الكائنات الحيوية، هو قديم الهيئة والأعضاء والعقل والأفكار والأحاسيس والتفاعلات.

تعالوا نبسط بعض الكشافات والمقاييس والمفاهيم التي تحدثنا عنها، فهي ليست قريبة فقط في عصرنا هذا، ولكنها أقرب لأيامنا، لمفاهيمنا، ولأشكالنا، في أيامنا هذه، لنعيد القول، ما تحت الشمس هو قديم، لا ينقص، ولا يزيد وزنا، ولا حجما لهذه الأرض، بل الجديد دائما هي أشكال جديدة من الكشافات يبلورها الإنسان حسب الحاجة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، دعونا نستعرض بعضها بإختصار شديد.. فنقول مثلا:

لم ترتفع نسب وأعداد المرضى والأمراض بل إرتفعت دقة وسائل التشخيص وإرتفعت نسبة الوعي بالمرض.. (كشافات طبية وعلوم)

لم تتغير الفجوات ومواطن الخلل في الأحزاب بل تغيرت الاختبارات وبرزت التحديات ودنت من الحقائق أمام المرآة.. (كشافات سياسة)

لم ترتفع نسب الخيانة بكل أنواعها بل إرتفع منسوب الصراع على المصالح.. (كشافات أخلاقية)

لم ترتفع نسب الفقر بل زادت نسبة السراق.. (كشافات سلوكية وثقافية)

لم ترتفع نسب البطالة بل تدنت نسب المتخصصين والخبراء في مفاصل تخطيط الدولة فلم تكتشف الفرص بعد.. (كشافات سياسية وإقتصادية)

لم تَتَدنَ نسب الصادقين بل إرتفعت أعداد الكاذبين.. (كشافات ثقافية)

لم تنهار أخلاقيات البشر بل تعددت وسائل الخلوات.. (كشافات مجتمعية)

لم ترتفع نسب الوفيات بل إرتفع عدد القتلة والمجرمين.. (كشافات جرائم وحروب)

لم ترتفع نسب الطلاق بل إرتفعت نسب الزواج دون تدقيق.. (كشافات جهل)

لم تنخفض نسب الزواج بل إرتفعت نسب فرص الحصول على الجنس.. (كشافات إباحية)

في غزة والضفة اللعب ع المكشوف مع شلومو.. (كشافات أعراض كورونا 999)

وكشاف عدم القدرة على التصدي لصفقة ترامب.. (كشافات سياسية وهزيمة)

أحدث النظريات العسكرية، تقول: قلد صوت الجزرة بتصيد أرنب.. (أركان حرب وعسكرتارية)

وعندما سألوه كيف تصيد الأرانب بدون سلاح قال: أقلد صوت الجزرة (!!!!) فهل يقلد الفلسطينيون صوت الجزرة في الأفق المتدني الجديد ؟؟.. (كشافات غباء أحزاب وتنظيمات التحرير)

مقياس الثورة وكشاف الحرية أصبح  المال.. ( مال سياسي أسود)

كتاب ماسكين العصا من النص.. (كشاف عصر الدولار)

صحفيون مثل الأسلحة على قفا مين يشيل.. (كشاف عصر الحروب)

إعلاميون مزورون.. (كشاف عصر الفهلوة)

الغربة القاتلة

تعبنا والعمر عدا ..

طفينا العمر شمعة ورا شمعة ورا شمعة

وين الناس ال نحبها وال تحبنا

تعبنا والزمن عدا ..

(كشافات الشجن والحزن والحنين)

في النهاية

ما تحت الشمس، مهما تغير، لا يمس جوهر هذا المخلوق الحي حين يعود كل يوم ليأكل ويشرب ويقضي حاجته ويتكاثر مهما كانت الظروف ومهما كان فقره ساحقا أو رصيده مليارات، تلك الثنائية التي يقضي كل إنسان حياته في المسافة بينهما، لتختل في لحظة، في موعد نفوقه فينفق، مثل أي كائن آخر تماما لا عقل له ولا تدبير، ليذهبوا جميعا للحقيقة الوحيدة، الموت، دون زيادة في حجم ما تحت الشمس أو نقصان، وعرض مستمر في محاولة معرفة لماذا نولد كنصف حقيقة؟ ولماذا نموت كحقيقة كاملة وحيدة تحت هذه الشمس؟!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق