الكوفية:القاهرة: قال د. عبد الحكيم عوض، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ان التصريحات والتحليلات حول ما بات يعرف بـ"صفقة ترامب" التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية الجديدة، تجسد رؤيتها لخطة السلام في الشرق الأوسط، مضيفا: الصفقة "انتاج اسرائيلي بإخراجٍ أمريكي"، وويشكل الاخراج الامريكي للصفقة انحيازها المطلق والتام لدولة الاحتلال الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته التي نصت عليها كافة المواثيق والأعراف الدولية والهيئات الأممية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيزان وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف "عوض"، في تصريحات صحفية ، قبيل اعلان الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، مساء اليوم الثلاثاء، عن اطلاق الادارة الأمريكية" صفقة العار" والشروع في تطبيقها من جانب حكومة الاحتلال، داعيا: "الى الاعلان فورا معلنا بذلك عن انتهاء اتفاق أوسلو، وتحمُّل اسرائيل مسؤوليتها كاملاً بصفتها سلطة احتلال، وسحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال، والغاء جميع الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة بين الطرفين، والاعلان عن فلسطين دولة تحت الاحتلال وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعوة الشعب الفلسطيني وقواه الحية لإنجاز الوحد الوطنية، وممارسه حقه المشروع في الدفاع عن النفس والأرض وقضيته الوطنية وتقريره مصيره، ونيل حقوقه المشروعة استناداً للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وتحميل المسؤولية التامة للمجتمع الدولي والشرعية الدولية وللنتائج المترتبة على ذلك ، وبهذا نضمن عودة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لحقيقة الصراع وجذوره الأصلية".
وفي تعقيبه على رسالة القائد الوطني "محمد دحلان" للرئيس محمود عباس، حول سبل واليات مواجهة "صفقة ترامب"، أشاد "عوض" بما جاء في رسالة القائد "دحلان"، وأثني وطنيا على رسالته لما تحمله من مضامين هامة وعناوين وحدوية ومسؤولية وطنية لمواجهة المؤامرة الصهيو امريكية الاستعمارية.
واعرب عوض، عن أمنياته ان ينظر الرئيس محمود عباس إلى رسالة القائد "دحلان" بعين المسؤولية الوطنية وأن تكون عنوان سياسي لواقع فلسطيني جديد يقوم على الوحدة ووضع الاليات والبرنامج لمواجهة الاحتلال والادارة الامريكية والتصدي بكل حزم وقوة لصفقة ترامب وافشالها في مهدها.
وأوضح عوض، أن توقيت "صفقة ترامب" له دلالات سياسية في ظل الخلافات الانتخابية بين الكتل والأحزاب الاسرائيلية، وفي ظل الاعلان عن قضايا رشاوي وفساد تلاحق رئيس حكومة الاحتلال، الأمر الذي يوفر لنتنياهو الغطاء والحماية من الادارة الأمريكية، وتوفر له كافة سبل الدعم والتأييد لشرعنة الاحتلال والاستيطان وضياع الحلم الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.
وتابع، أن الضوء الأخضر التي أعطته الادارة الأمريكية لحكومة الاحتلال من خلال الاعلان عن الشق السياسي لصفقة ترامب، من أجل المضي قدماً في اجراءاتها الاستيطانية والاستعمارية وتصفية القضية وضم كافة المستوطنات في الضفة الفلسطينية للسيادة الاسرائيلية وضم غور الأردن وتهويد القدس وطمس معالمها التاريخية الفلسطينية وطرد المواطنين المقدسيين من بيتوهم وأملاكهم وتهجيرهم خارج حدود القدس المحتلة من أجل رفع الزيادة السكانية والكثافة الاستيطانية فيها.
وشدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح قائلا: على "ان المطلوب اليوم هو الارتقاء فلسطينياً لمستوى الحدث الذي يشكل الخطر الأكبر والعنوان الأبرز لضياع معالم القضية الفلسطينية ، ومحاور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا بد من مواجهة "صفقة ترامب" والعمل على افشالها قبل فوات الأوان بدلاً من استنكارها والاستخفاف بها ، وأن يتم تشكيل لجنة فلسطينية عربية من خلال جامعة الدول العربية لوضع الخطط العملية والبرامج الفعلية لمواجهة الصفقة واظهار مخاطرها للعالم بأسره.
وأشار عوض، أن ما تقوم به اليوم الادارة الأمريكية عبر اعلانها السياسي عن "صفقة ترامب" وتطبيقه على أرض الواقع يعد بمثابة الشراكة الكاملة مع حكومة الاحتلال والضرب بعرض الحائط لكافة القوانين الشرعية والدولية ومرجعيات عملية السلام التي وأدها الاحتلال من ولادتها وسعي جاهداً إلى افشال حل الدولتين للأبد.
وأكد عوض، على ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بشكل فوري وعاجل، وترتيب كافة الأوراق الفلسطينية واستنهاض كافة شخصياتها ومؤسساتها ودوائرها الفاعلة، من أجل القدرة على مواجهة "صفقة ترامب" والتصدي لها وافشالها بدون تراخي أو تراجع من أجل حماية المشروع الوطني الذي يمهد الطريق للحرية والاستقلال واقامة الدولة.
وطالب عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في ختام تصريحاته الصحفية، الفصائل والأحزاب بضرورة التوقف عن الثرثرة السياسية، والتخلص من المواقف النمطية والانتقال الى ساحة الفعل السريع والجاد وتفعيل دورها المناط بها وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية والشخصيات الوطنية والفعاليات الجماهيرية بضرورة الاستنهاض الوطني الحقيقي والوقوف في وجه المؤامرة الأمريكية الاسرائيلية من أجل الحفاظ على تضحيات شعبنا الفلسطيني وانجازاته الوطنية التي قدمها على طريق الحرية واقامة الدولة المستقلة.