الكوفية:بمبادرة من لجنة فلسطين النيابية، زار وفد فلسطيني من القائمة البرلمانية المشتركة من فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، وحل ضيفاً على مجلس النواب وأجرى مباحثات رسمية مع رئيس وأعضاء لجنة فلسطين يومي الأحد والاثنين 5 و6 كانون الثاني 2020.
عشرات الزيارات التي قام بها النواب الفلسطينيون من الكنيست الإسرائيلي منذ عشرين عاماً التقوا فيها وخلالها كبار المسؤولين الحكوميين والنقابيين والقيادات السياسية والحزبية والبرلمانية الأردنية، ولكنها المرة الأولى التي يزور وفد برلماني فلسطيني من مناطق 48، بدعوة رسمية من قبل إحدى لجان مجلس النواب الأردني، وهذا يعود لأسباب منها:
أولاً: تقديراً للدور القيادي الوحدوي الوطني القومي الذي تقوم به القائمة البرلمانية المشتركة لدى الكنيست الإسرائيلي، في مواجهة سياسات التمييز والعنصرية والاحتلال، وبروز تأثيرها السياسي كقوة برلمانية لصالح قضايا الشعب الفلسطيني وحقوقه في المساواة والاستقلال والعودة، مما يتطلب التضامن معهم، وإسنادهم معنوياً وسياسياً على المستوى البرلماني الدولي، وهو دور يمكن أن يؤديه مجلس النواب الأردني عربياً وإسلامياً ودولياً لصالح دعم نضال البرلمانيين الفلسطينيين في مواجهة سياسات وبرامج المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
ثانياً: الدور السياسي المتقدم الذي تقوم به لجنة فلسطين وشجاعة رئيسها النائب يحيى السعود وأعضاء اللجنة المميزين، بما يفوق عمل العديد من لجان المجلس في تأدية واجباتها وإعلاء قيمتها المهنية والسياسية النيابية في التعبير عن مواقف وضمير الأردنيين وانحيازهم لقضية الشعب الفلسطيني وإسناد نضاله على مستويات وبرامج متعددة، في مواجهة العدو الإسرائيلي المتفوق.
ثالثاً: أهمية القضايا التي طُرحت على جدول أعمال اللقاءات الثنائية وحاجة الطرفين لها والعمل من خلالها لتكون عنواناً ثابتاً متواصلاً لمواجهة العدو الواحد المشترك وهي:
1- حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لإجراءات التطاول الإسرائيلية على هذه المقدسات ودور فلسطينيي الداخل في المساهمة في إرساء الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية وخاصة للحرم القدسي الشريف ووضع الخطط والبرامج العملية نحو حماية القدس ومقدساتها من محاولات التهويد والأسرلة.
2- تطوير خدمات الحج والعمرة وإزالة المعيقات التي تحول دون خدمات أفضل بأقل التكاليف الممكنة.
3- استمرار السياسة الأردنية في توفير منح الدراسة الجامعية لطلبة مناطق 48، وخاصة منح الدراسات العليا، وقد ثمن النواب الفلسطينيون السياسة الصائبة بعيدة الأفق التي نهجها الراحل الملك حسين وسار عليها جلالة الملك عبد الله، وأحدثت تأثيرها في تطوير حياة الفلسطينيين المعيشية والمهنية والتعليمية منذ أكثر من عشرين عاماً.
4- بحث سبل إزالة معيقات السياحة الفلسطينية نحو الأردن من قبل فلسطينيي الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة وتعذر مجيئهم بسبب الغلاء ورسوم العبور الباهظة في دخول الأردن.
5- بحث قضية أملاك الأردنيين من أصول فلسطينية الذين تركوا أراضيهم وممتلكاتهم قسراً عام 1948، والعمل على وضع خطط عمل برلمانية وقانونية مشتركة لدراسة المداخل العملية لإقرار هذه الحقوق ورصدها والعمل على استعادتها لمالكيها الأردنيين أسوة بما حصل من قبل الحكومة الأردنية في اعترافها بملكية الإسرائيليين لمساحة 832 دونماً في أرض الباقورة منذ ما قبل عام 1948، وفرض المعاملة بالمثل.
نواب لجنة القدس لدى القائمة المشتركة أحمد الطيبي وأسامة السعدي ومنصور عباس ومطانس شحادة سجلوا سابقة في زيارتهم الرسمية للأردن لا شك أنها لن تكون الأخيرة، بل هي بداية بوابة العمل لحماية مصالح الأردن الوطنية والقومية، ومن أجل دعم قضايا الشعب الفلسطيني الكفاحية وإسناد نضاله بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية من أجل استعادة حقوقه الكاملة.