اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
عاجل
  • الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود
  • جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائها
  • الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاع
الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقودالكوفية جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائهاالكوفية تطورات اليوم الـ 416 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية والآن مَن يُحاصِر مَن؟الكوفية ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟الكوفية بانتظار الجهد العربي والإسلاميالكوفية خطوة على طريق الانتصارالكوفية الاحتلال: عدم توقيع الاتفاق الآن مع لبنان سيطيل أمد الحربالكوفية إعلام عبري: مخاوف من تكرار أحداث أمستردام في برلينالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنين من قرية قراوة بني زيد شمال غرب رام اللهالكوفية الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاعالكوفية هآرتس تنتقد تفاخر حكومة الاحتلال: يشعر مواطنينا بعدم الأمانالكوفية الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير دبوان شرق رام اللهالكوفية الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس المحتلةالكوفية أبرز عناوين الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنينالكوفية مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم حول القضية الفلسطينيةالكوفية قوات الاحتلال تهدم منشآت سكنية في الأغوار الشماليةالكوفية لليوم الـ 64.. الاحتلال يواصل قصف قرى ومدن لبنانالكوفية مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيراتالكوفية قصف مدفعي على مناطق شمال غرب قطاع غزة محيط منطقة الصفطاويالكوفية

أيها الشتاء فلتغادر رأفة بالاسرى

11:11 - 05 يناير - 2020
عبد الناصر فروانة
الكوفية:

برد كانون يفتح أبواب السجون. وعواصف الشتاء تحملنا إلى حيث يقبع الأعزاء. فنعود إلى الوراء ونستذكر أيام زمان. يوم كنا بين جدران السجون وفي خيام النقب، والأمطار الغزيرة تؤذينا والبرد القارس ينخر عظامنا. ولا أظن أن من سبق وعاش مثل هذه الأجواء  داخل غرف السجون أو في خيام المعتقلات، يمكن لذاكرته أن تَنسى. فيا فصل الشتاء رفقاً بنا، ويا برد كانون ارحم ضعفنا، فلنا هناك خلف القضبان اخوة ورفاق أعزاء مكبلين بالأصفاد، نعيش ونتفاعل معهم، ونحس بإحساسهم ونشعر بشعورهم، وما عاد بمقدورهم تحمل قسوة الشتاء وغزارة الأمطار وبرد كانون. وليس لديهم ما يمكن أن يقيهم من أمراض فصل الشتاء ومضاعفات نزلات البرد. فيا أيها الشتاء: فلتغادر رأفة بهم.

خمسة آلاف فلسطيني، وما يزيد يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا يستمتعون بأيٍ من فصول السنة الأربعة، ولا يشعرون سوى بمرارة آثارها وتبعاتها الضارة وقسوة ما يصاحبها من أمراض، ومعاناتهم لم تنحصر في واحد من تلك الفصول، وإنما هي مستمرة طيلة فصول السنة، لكنها تزداد قسوة في فصل الشتاء، وتشتد ألماً مع برد كانون الذي يتسرب لأجسادهم وينخر عظامهم دون مقاومة، وتزداد معاناة وهم يستقبلون الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة والمنخفضات الجوية . فتتفاقم مأساتهم، وتزداد أوضاعهم الصحية بؤساً وتعقيداً.

في الشتاء: أمطار غزيرة ورياح عاصفة، وبرد قارس، وظروف احتجاز هي الأسوأ في سجون ومعتقلات إسرائيلية أينما تقع، في شمال البلاد و أواسطها، أو في جنوبها في صحراء النقب والتي تنخفض فيها درجة الحرارة الى ما تحت الصفر. في غرف السجون الإسمنتية التي فيها نسبة البرودة والرطوبة مرتفعة وبالكاد أشعة الشمس تدخلها، أو في الخيام الممزقة والتالفة التي تتسرب لداخلها مياه الأمطار عبر الثقوب المنتشرة فيها أو من أسفلها، في ظل البرد القارس وسوء التغذية، وفقدان وسائل التدفئة، ونقص الأغطية والملابس الشتوية.

وأمراض كثيرة تظهر في فصل الشتاء ومع شدة برد كانون، دون أن تجد ما يمنعها من الانتشار أو الاستفحال، فيزداد ألمهم ألما، وتزداد معاناتهم معاناة، وتتردى أحوالهم الصحية. فتتحول الأمراض البسيطة والعرضية الى مزمنة ومستعصية يصعب علاجها لاحقا. فيما تتفاقم المعاناة لدى الأسرى المرضى وكبار السن أضعاف المرات.

وكالعادة، وبالرغم من تحذيرات الأرصاد الجوية فان إدارة السجون لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم، ولم توفر لهم ما يمكن أن يقيهم برد الشتاء القارس ومطره الغزير وعواصف صحراء النقب، بل تضع العراقيل أمام إدخال ما ينقصهم من أغطية وملابس شتوية، وما يمكن ان يسد بعض احتياجاتهم ويساعدهم في مواجهة ظروف الشتاء عن طريق الأهل والمؤسسات الحقوقية. وبالمقابل تتخذ إجراءات ملموسة وواضحة لحماية جنودها وأفراد شرطتها العاملين في تلك السجون والمعتقلات، مما يعكس حجم استهتارها بحياة الأسرى الفلسطينيين. وفي أحيان كثيرة توفر بعض ما يحتاجه الأسرى من ملابس شتوية وأغطية في مقصف السجن وبأسعار باهظة في محاولة منها لاستغلال حاجة الأسرى لها ونهب أموالهم.

لم تكتفِ بذلك، بل تتعمد أحياناً للجوء الى اتخاذ اجراءات متعمدة وخطوات استفزازية واقتحامات متعمدة وتفتيشات عارية للتضييق أكثر على الأسرى والتنغيص عليهم ومفاقمة معاناتهم في فصل الشتاء وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي بهم. بعكس ما يتوجب عليها فعله وفقاً لما تنص عليه كافة المواثيق والأعراف الدولية ذات العلاقة بالأسرى والمعتقلين والتي تُلزم الدولة الحاجزة بتوفير كل ما يلزم لحمايتهم  من خطر الموت أو الإصابة بالأمراض.

وكثيرة هي الرسائل التي تصلتني من الأسرى وتتضمن شرحا مفصلا عن أوضاعهم، وعديدة هي التقارير التي اطلعت عليها عقب زيارات المحامين للسجون والالتقاء بالأسرى والاستماع لمعاناتهم في فصل الشتاء. فالمعاناة يصعب وصفها حتى لمن عاش فصول من الشتاء في سنوات سابقة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية. فأجسادهم وأطرافهم لم تعد تحتمل البرودة، وأن خيام المعتقلات ومراكز الجيش التي يُحتجز فيها المعتقلين في بعض الأحيان، كادت أن تُقتلع في بعض أيام وليالي الشتاء من شدة الرياح وعواصف الصحراء.

مطلوب من المنظمات والمؤسسات الدولية، الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، تحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل والعمل الجاد من أجل توفير الحد الأدنى من الحماية الإنسانية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في فصل الشتاء، وضمان تزويد المعتقلين بالفراش المناسب والأغطية الكافية، وتوفير الحماية الفعالية لهم من قسوة المناخ حسب ما جاء في المادة (85) من اتفاقية جنيف الرابع.

يذكر بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز في سجونها ومعتقلاتها أكثر من (5000) فلسطيني، بينهم (200) طفل و(42) أسيرة و(450) معتقل اداري.

شتاء يُؤلمهم، وبرد يُحاصرهم، وأمراض توجعهم، دون وقاية أو علاج. وجهود متواضعة لنصرتهم. وصمت دولي فاضح لحمايتهم، أو للتضامن معهم والوقوف بجانب حقوقهم الإنسانية. والأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يدفعون الثمن من صحتهم. فلتغادر أيها الشتاء رأفة بالأسرى والمعتقلين.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق