- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
خاص _ محمد جودة: وسط حالة من التغيرات السياسية، تأتي الذكرى الــ55 لانطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية، مع بداية العام 2020، في ظل تصاعد العداء الإسرائيلي والأمريكي تجاه شعبنا الفلسطيني، والخلافات داخل الحركة، علاوة على الانقسام الفصائلي والجغرافي الذي يمهد الطريق أمام أعداء شعبنا للعبث بالساحة، والتعدي على حقوقنا وثوابتنا، تبرز دعوات منطقية وترتفع أصوات سياسية معتدلة بضرورة الإسراع في إتمام المصالحة الفتحاوية الداخلية، وإجراء مصالحة وطنية شاملة تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة لمواجهة السياسات الأمريكية الإسرائيلية واستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني.
التاريخ لن يرحم
قال النائب علاء ياغي، "في هذه المناسبة العظيمة، نتقدم أولًا بالتهنئة والمحبة والوفاء لذوي الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء على طريق النصر والتحرير، ونهنئ شعبنا الفلسطينى العزيز في ذكرى الانطلاقة المجيدة التي جسدت معاني النضال فعلا وقولا".
وأضاف، في تصريحات لـ"الكوفية"، "بهذه المناسبة العظيمة أدعو شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه إلى الاتفاق حول البرنامج الوطني لحركة فتح، والذي جوهره وحدة أبناء الوطن الواحد".
قادرة على تحقيق المستحيل
وتابع ياغي، "اليوم وفي ظل الانقسام البغيض وغياب الدور الفعال للفصائل الفلسطينية، ووسط المحاولات المفضوحة من قبل البعض الرخيص لفصل غزة عن باقي الوطن، لن يبقى لأي منا موطئ قدم، وسنفشل جميعا في ما نطمح إليه وما استشهد من أجله الآلاف من مناضلينا وسيلعننا من يأتي من بعدنا، فلنُعيد تصويب البوصلة، ولنتوحد جميعا وننبذ كل الخلافات، كي نعيد لقضيتنا الفلسطينية موقعها المتقدم عربيا ودوليا".
مجلس انتقالي
قال أستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب، "بداية نهنئ شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم بالذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق الثورة الفلسطينية، ثورة المستحيل، والتي لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها بعد مرور أكثر من نصف قرن".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، "تمر ذكرى الثورة الفلسطينية وقد زاد الانقسام أفقيا، وعموما في الجسد الفلسطيني والجسد الفتحاوي، وزاد التهاباً خلال السنوات الأخيرة حيث سيطر أصحاب المصالح على الحركة وحرّفوا الثورة عن مسارها وأبعدوها عن أهدافها".
وتابع، أنه "في السنوات العشر الأخيرة، عانت الحالة الفلسطينية من انقسامات أثرت على الثورة الفلسطينية وفككت الكثير من مؤسساتها، ولم يتمكن المؤتمران السادس والسابع من طرح حلول للكثير من الأزمات داخل الشارع الفلسطيني وداخل الثورة الفلسطينية"..
واستطرد الرقب، "أمام هذا المشهد الفلسطيني المرتبك وحالة الاغتراب الكبيرة، نحتاج لإعادة الهيبة للحركة، كونها العمود الفقري للثورة الفلسطينية، ولن ينصلح حال الثورة وحال الشعب الفلسطيني دون إعادة الهيبة لحركة فتح، وذلك عبر إجراء انتخابات داخلية موحدة دون التجييش الفردي والإقصاء وغيرها من خطوات قزمت الحركة وأضعفتها، مشيرًا إلى أن الفصائل الفلسطينية لن تستطيع إيجاد حلول بعد هذه السنوات من الانقسام ولم يخرج من بينها الراشد الذي يستطيع أن يحقق مصالحة تتماشى مع متطلبات الواقع الفلسطيني، وأن فكرة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تم تداولها خلال الأيام الماضية، بعدت كثيرا بعد حالة الجدال بين حماس وفتح، وأن ربط الانتخابات بالقدس جعل إجراءها أمرًا بعيد المنال .
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه "للخروج من هذه الحالة، التي تنذر بترسيخ الانقسام الجغرافي، لا بد من عقد اجتماع ومؤتمر وطني شامل يتم خلاله، دون إقصاء، تشكيل مجلس قيادي انتقالي وحكومة وحدة وطنية تدير الحالة الفلسطينية الداخلية، وإعادة تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لتعيد ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية.
واختتم تصريحاته بالقول، إن "الجماهير الفتحاوية التي خرجت في ذكرى الانطلاقة 31 ديسمبر/كانون الأول و1 يناير/كانون الثاني، تحتاج قيادة تختطف هذا المد الجماهيري لتعيد البناء الجاد للحركة حتى لا يكون ٢٠٢٠ عام إحباط للشعب الفلسطيني، وليشهد فتح آفاق أمل لهذا الشعب المقهور قبل فوات الأوان".
المشروع الوطني
من جهته، قدم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، "التهنئة للإخوة في حركة فتح، بذكرى الانطلاقة الـ55 للحركة التي شكلت منذ انطلاقتها رافعة كفاحية ونضالية للمشروع الوطني وبلورة الهوية الوطنية الفلسطنية فكانت واحدة من أبرز أعمدة الحركة الوطنية وصمام الأمان".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن "مرحلة التحرر تتطلب وحدة المكون الوطني باعتبار الوحدة أبرز عوامل القوة في مواجهة المشروع الإسرائيلي الاستعماري الكولنيالي، والوحدة بحاجة إلى رد الاعتبار للمشروع الوطني بعد الانقلاب عليه بتوقيع اتفاق أوسلو الكارثة، ورد الاعتبار يكون بالتحلل من هذا الاتفاق والتزاماته، وكذلك بناء ركائز النظام السياسي من خلال عملية ديمقراطية واحترام مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس انتخاب مجلس وطني ينتخب مجلسا مركزيا ولجنة تنفيذية ويعاد بناء دوائر المنظمة، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والمظلة الوطنية، هكذا تتعزز الشراكة الوطنية ونتجاوز الهيمنة والانفراد والتفرد في اتخاذ القرار ونتجاوز الصراع على السلطة إلى الصراع مع الاحتلال.
"فتح" حركة جماهيرية رائدة
بدوره، قال المحلل السياسي فراس ياغي، إنه رغم كل الضباب ورغم الانقسام ورغم صراعات النفوذ ومحاولات ضرب حركة فتح، كحركة جماهيرية قائدة وصاحبة الطلقة الأولى والمشروع الوطني في التحرر والاستقلال، أقول لكل من يعتقد أنه قاب قوسين أو أدنى من تصفية القضية الفلسطينية، إن شعب العماليق وشعب الشهداء سينهض بقوة وبقيادة حركة فتح، وسيقف طودا شامخا وستتحطم على صخرته كل المؤامرات، نحن شعب لا يمكن أن تكسره لا مؤامرات ترامب وصفقته ولا مؤامرات صغارهم مهما كانوا في مناصب أو مواقع، فالشعب الفلسطيني وقائدته حركة فتح ستعيد البوصلة ولا مجال للاستكانة رغم كل العقبات..
واختتم تصريحاته لـ"الكوفية"، بالقول "عاش شعبنا وعاشت فلسطين وسنبقى دائما على عهدنا وقسمنا".
فتح صنعت التاريخ
من ناحيته، أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، أن "حركة فتح تمكنت من صناعة تاريخ في ظل أوضاع مشتتة وانقسام بين الشعب الفلسطيني".
وأضاف عطا الله، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، "أتمني لحركة فتح في ذكرى انطلاقتها الـ55، المزيد من التقدم والإنجازات في العام الجاري كونها راعية للمشروع الوطني".
وأشار إلى، أن "فتح صنعت المعجزة في صناعة اسم ورمز وعنوان لتوحيد الشعب الفلسطيني تحت قيادة القائد الشهيد ياسر عرفات".
وطالب عطا الله، في ختام حديثه، بـ"الوحدة الوطنية بين صفوف الفلسطينيين، لصد هجمات الاحتلال والوقوف أمام التوسع الاستيطاني بالقدس المحتلة".