- سلسلة غارات إسرائيلية متتالية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
كتب – علي أبو عرمانة: أكد نائب معتمد قيادة حركة فتح في ساحة غزة، جمال أبو حبل، اليوم الثلاثاء، أن "حركة فتح مرت بظروف عصيبة وأخطرها الظرف الحالي الذي تمر به الأن في ظل قيادة تحاول هدم الإرث الثوري للحركة".
وأضاف أبو حبل، خلال برنامج "حوار الليلة" عبر فضائية "الكوفية"، "نحن في تيار الإصلاح مؤمنون بأنه يجب أن تستعيد الحركة قوتها وعنفوانها، وأن تعود للخط الوطني السليم، الذي انحرف عن مسارها لأبعد مدى"، مشيرا إلى أن "فتح لم تعمل يوما على حماية الاحتلال والأن مطلوب عودة الحركة لطريق الصواب من جديد".
وأكد، أن "الجماهير التي احتشدت في ساحة الجندي المجهول اليوم، قالت اليوم لمن يقود الحركة في رام الله بأن عليكم التقاط الفرصة وإعادة النظام للحركة وبنائها على أسس سليمة"، مشددا على أن "فتح القوية في غزة لن تستسلم لكل الضغوطات ولن تقبل بأي مؤامرات لاجهاضها".
وتابع، "أكدنا اليوم أننا سائرون على درب الأسرى والجرحى والشهداء حتى تحقيق أهدافنا الوطنية بتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، لافتا إلى أن "فتح انطلقت من أجل تحرير فلسطين، انطلقت بالبندقية والرصاصة الأولى عام 1965 وتبعها جميع فصائل العمل الوطني".
وأوضح، أن "الكفاح المسلح حق مشروع لكل للشعب الفلسطيني حتى دحر الاحتلال"، مضيفا، "استخدمنا الكفاح المسلح منذ العام 1965 حتى العام 1993، وإلى الأن هناك كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح للحركة، ولكن بكل أسف قيادة رام الله لا تعترف بهذه الأجنحة العسكرية التي تمثل ذخيرة وقوة الحركة".
ولفت إلى أنه "لا يجوز أن تفاوض الاحتلال دون أن تمتلك ورقة قوة تفرض رأيك بها"، متابعا، "الثورة الفلسطينية لم تستخدم السلاح من أجل استخدام السلاح، بل استخدمته من أجل تحرير أرضنا".
وأردف، أن "فتح تمر بأزمة خطيرة، فهناك استهداف لها داخليا وخارجيا"، مشددا على أنه "إذا كانت فتح بخير فكل فصائل العمل الوطني بخير، وإن لم تكن كذلك فالمشروع الفلسطيني برمته في خطر".
ودعا أبو حبل، "قيادة الحركة لوقف الألسنة السامة التي تصدر بيانات وتصريحات تعمل على توسيع الخلاف الفتحاوي من أجل مصالح بعض الأشخاص"، مؤكدا على أن "كل أبناء فتح اخوتنا وعانينا سويا واقتسمنا لقمة العيش معا في السجون وخارجها، وخلافنا فقط مع هذه القيادة التي لا تزال تسمم الأجواء الداخلية للحركة".
وقال، إنه "لا يزال البعض في رام الله متمسكا بانقسام فتح، ففتح ليست بخير ومنقسمة على نفسها ولا يطبق فيها أي نظام ديمقراطي، والكل يعرف أن الرئيس عباس وحده هو من يمسك بزمام الأمور، من خلال سيطرته على منظمة التحرير والحركة والسلطة"، مضيفا، "هناك بعض المتنفذين الذين يعملون على إبقاء الخلاف لأن مصالحهم ستضرر حال تحققت الوحدة، فهم يعملون على إقصاء من ينتقد أو يعترض على سياسات قادتها، ويعملون بكل قذارة من أجل زيادة الخلاف وإقصاء كوادرها وقيادتها".
وأكمل، "لو زار أحد كوادر الحركة لإحدى مقرات تيار الاصلاح، أو التقط صورة مع احد أعضائها سيتم قطع راتبه"، مبينا أن "هذا ليس عملا محترما، ويرسخ تقسيم الحركة وافراغها من محتواها الوطني".
لا ننتظر شهادة وطنية من أحد
وأضاف، "أقول لمن يوجهون اتهامات باطلة للتيار وقادته وجماهيره، بأن هذه الجماهير معروفة للجميع ولا تنتظر شهادة وطنية من أحد، فنحن وطنيون مخلصون للشعب وللحركة أكثر من الجميع، ومتمسكون بالحركة ولن نتخلى عن مبادئها وسنعمل على تقويتها" مطالبا كوادر الحركة بالضغط لإبعاد هذه القيادة التي أساءت للحركة وأضرت بسمعتها".
وشدد على ضرورة أن تعود فتح لخطها النضالي والسايسي الذي هو عماد ابثورة الفلسطينية، فلم تكن فتح يوما بهذا الحال الذي تمر به الأن، ويجب أن تكون قائدة للمشروع الوطني الفلسطيني الذي دمره هؤلاء".
واختتم أبو حبل، تصريحات، قائلا، "السياسيات الاقصائية التي تنتهجها قيادة الحركة في رام الله تؤدي لتدمير ممنهج لحركة فتح، ولا بد أن يكون هناك وقفة جادة من أبناء حركة فتح الشرفاء والمناضلين لوقف هذا الانهيار".
مهرجان وطني بامتياز
من جهته، قال الكاتب والمحل السياسي، طلال عوكل، إنه "من حق الشعب الفلسطيني أن يحتفل بذكرى الثورة الفلسطينية، على الرغم من كل الألم الذي يحيط به"، مشيرا إلى أن "فتح أطلقت الرصاصة الأولى عام 65، ولكنه كان يوما وطنيا لكل الشعب الفلسطيني، وستظل فتح أم الجماهير وقائدة المشروع الوطني".
وأكد عوكل خلال برنامج "حوار الليلة" عبر فضائية "الكوفية"، أن "مهرجان الانطلاقة في ساحة الجندي المجهول كان احتفالا وطنيا بامتياز، وأتشرف أن أكون جزء من هذا الاحتفال الذي يمثل حركة فتح"، مشددا على أن "فتح ستظل الحركة الوطنية القائدة والرائدة للنضال الفلسطيني".
وبين، ان "أمل القضية الفلسطينية معلق في رقبة حركة فتح، فهذه الحركة مستمرة ونتمنى لها أن تتوحد وتلملم صفوفها، لأنه بداية الطريق لانهاء الانقسام وتوحيد الكل الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير".
مراجعة شاملة
وأضاف، "في ذكرى الانطلاقة يجب إجراء مراجعة شاملة لأوضاع حركة فتح، وهذه مساألة مهمة لاستعادة هيبتها"، لافتا إلى أن "الحركة مرت في أزمات كثيرة وراهن البعض على كسر ظهرها وتلاشيها، ولكنها تجاوزت ذلك لما تتمتع من قدرة على التنوع والاختلاف".
وشدد على أن "فتح لا تزال تشكل المعادلة الجامعة للكل الفلسطيني، وهذا سر ديمومتها، فضلا عن أنها حركة المجتمع الفلسطيني التي تراعي تقاليده وعاداته وطموحاته"، مؤكدا أننا "أمام حركة قوية وموجودة ومستمرة في قيادة الشعب الفلسطيني، ومن غير المحتمل أن تتلاشى، لقدرتها على التكيف مع الظروف الراهنة، وهي الأكثر قدرة على ذلك سواء في فلسطين أو في المحيط الاقليمي والدولي".
واختتم عوكل تصريحاته، قائلا، إن "فتح قادرة على تحريك الجماهير من خلال لملمة صفوها واعادة ترتيب أوضاعها، لمواجهة المخططات التصفوية التي تحاك بالقضية الفلسطينية".
نستخلص عبر الماضي لبناء المستقبل
بدوره، أكد القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، إدوارد كتورة، أن "حركة فتح عظيمة، وجميع إجراءات أبو مازن الاقصائية بحق كوادرها وقادتها لن تقتل هذه الحركة، لأنها بنيت على دماء الشهداء، وعذابات الأسرى، وآلام الجرحى".
وأوضح كتورة، خلال برنامج "حوار الليلة" عبر فضائية "الكوفية"، أن "أهمية تيار الاصلاح تكمن في أنه يأخذ العبر من الماضي لبناء المستقبل"، متمنيا أن "يكون العام المقبل قفزة نوعية في حركة فتح لاعادة اعتبارها".
وشدد، على أن "جميع الإجراءات الإقصائية لم تفلح في القضاء على تيار الإصلاح بل ساعدت على زيادة شعبيته".
وأضاف، "لست متفائلا بأن يذهب أبو مازن الى الانتخابات، ولكن نحن في تيار الإصلاح نعمل وكأنها ستجرى غدا، خاصة وأنها عملية مهمة واستحقاق شعبي لتجديد الشرعيات الفلسطينية، ورد الأمانة للشعب الفلسطيني لاختيار من يمثله"، مشيرا إلى أن "تيار الإصلاح يعمل على بناء الإنسان، وبالتالي لن يستطيع أحد منعنا من المشاركة بالانتخابات المقبلة".
وطالب كتورة، بضرورة إتاحة الفرصة للجماهير لتقول كلمتها، مضيفا، "نحن مصرون على عقد انتخابات حرة ونزيهة، وواثقون من عملنا وبنائنا للوصول لنتيجة إيجابية خلال الانتخابات المقبلة".
وتابع، "تيار الاصلاح يعمل على بناء وإغاثة شعبنا الفلسطيني، ويمتلك القدرة والكفاءة لقيادة الشعب الفلسطيني، ولدينا برامج معدة لإعادة بناء النظام الفلسطيني"، موضحا أنه "لو جمعت كل ما تفعله الفصائل وقارنته بما يفعله التيار في منطقة واحد، فسترجح كفة تيار الإصلاح لأنه لا يوجد هناك مقارنة بما نقدمه لشعبنا".
واختتم كتورة تصريحاته، قائلا، "نحن نعمل على تحربر الإنسان من عبوديته حتى نستطيع تحرير فلسطين، وإن لم نحرر الإنسان من عبوديته فلن نستطيع تحرير فلسطين".