- صافرات الإنذار تدوي في "المطلة" و"غجر" شمال فلسطين المحتلة
- الصحة اللبنانية: 6 شهداء و4 مصابين في غارة إسرائيلية على طريق البص قضاء صور
تصريحات وزير الخارجية الأمريكية "مايك بومبيو" والادارة الأمريكية بقيادة دولاند ترامب التي اعتبرت البؤر الاستعمارية المقامة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية لم تعد مخالفة للقانون الدولي ،هي تصريحات تنسف كل الأسس التي من الممكن أن توصل لحل قائم وعادل عنوانه حل الدولتين والقدس الشرقية العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية ، والتي تأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي واضحة وصريحة بأن لدولة الاحتلال الحق الكامل في السيطرة على كافة الأراضي الفلسطينية والتي على رأسها الضفة الغربية ، وإنهاء أي حلم كان من الممكن أن يحذو به الأمل نحو مفاوضات جادة تقود لإمكانية حل الدولتين ، وهذا يعني بأن الحديث عن عملية سلام أو إحياء الميتة " أوسلو " ضرب من الوهم والخيال ومضيعة للوقت السياسي والجهد الوطني الذي لا بد منه استثماره فلسطينياً وعربياً وصولاً للعالمية في حلول وبدائل موضوعية ومنطقية من الممكن أن تحرك الساكن وتعطيه دفعة معنوية باتجاه التأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المحتل التي نصت عليها الأعراف والمواثيق الدولية والتي أهمها الحق الفلسطيني في العيش والوجود فوق أرضه.
وفي نظرة سياسية ذات دلالات وطنية على محتوى تصريحات القيادي " محمد دحلان"والتي اعتبرت تصريح وزير الخارجية الأمريكي حول المستعمرات الإسرائيلية انقلاب جذري على المبدأ القانوني بعدم جواز الاستحواذ على أراضي الغير بالقوة ، وتحول خطير عن المواقف الأمريكية التقليدية من الطبيعة القانونية لأراضينا الفلسطينية المحتلة منذ الغزو الإسرائيلي في 5 حزيران 1967"، والتي اعتبرها القيادي" محمد دحلان" استكمالا لما قام به الرئيس ترامب من اعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
تصريحات القيادي " دحلان " يجب التقاطها فلسطينياً والبناء عليها في اطار وطني جديد يجمع كافة الرؤى والقوى السياسية والشخصيات الاعتبارية في بوتقة واحدة جامعة تكون عنواناً رئيسيا للمكون الفلسطيني ، من أجل استنهاض حالة الصمت المخيم على أروقة الحالة الوطنية وحالة العجز التام التي تصيب الواقع السياسي الفلسطيني برمته ، والذي يتطلب انهاء الانقسام بشكل عاجل دون مبررات واهية واستدراكات قاتلة لحلم المشروع الوطني المستقل الذي أسس بنيانه الشهيد الخالد ياسر عرفات .
تصريح القيادي " محمد دحلان " أصاب المرض الفلسطيني المستشري في خاصرة الرئاسة الفلسطينية المتمثلة في الرئيس " محمود عباس" والتعويل على اضاعة المزيد من الوقت وتشتيت الجهد في انتظار معجزة خارقة من الممكن أن تحول الفكر الأمريكي المتصهين وتعيده إلى رشده ، وتجعل منه أكثر عقلانية وأكثر جدية وموضوعية نحو القضية الفلسطينية وعدالتها ، وهنا من الضرورة الوطنية انهاء كافة أشكال التنسيقات مع دولة الاحتلال والتي على رأسها ما يعرف " بالتنسيق الأمني" الذي يعتبر في الحالة الوطنية خنجراً مسموماً مغروسا نازفا في ظهرها .
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي والتي تعد استكمالاً لنهج التطرف والغلو في التعاطف مع دولة الاحتلال والانحياز لها بشكل تام ونسيان شعب محتل بأكمله له الحق في الحياة الكريمة والوجود الانساني المستقل عبر دولته وسيادته المستقلة يعد أمراً لا بد من الوقوف في وجهه والتصدي له ليس فقط فلسطينياً بل الأهم عربياً وكذلك دوليا من خلال دول العالم التي تحارب التطرف والعنصرية والاحتلال.
التصريحات الأمريكية الجديدة بشأن الاعتراف بشرعية المستعمرات بالضفة الغربية استكمالاً للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للاحتلال والاعتراف بالجولان أنها ذات سيادة اسرائيلية محتواها الموضوعي بأن "صفقة القرن" باتت قوب قوسين أو أدنى ، والتي عنوانها نسف كافة معالم الصراع العربي الاسرائيلي وليس الفلسطيني فحسب ، تمهيداً لسيطرة دولة الاحتلال على كافة منافذ الشرق الأوسط الجديد ، والذي من اهم معالمه ضياع معالم القضية الفلسطينية ، وكأنها شيئاَ لم يكن ... !؟
رسالتنا ...
يبدو جليا ان تصريحات القيادي "محمد دحلان" السياسي المدرك بتفاصيل السياسة و الجيوستراتيجية في الشرق الاوسط، حين يستبدل كلمة مستوطنات بمصطلح مستعمرات له دلالات سياسية قوية و هو توصيف قانوني صريح لمستقبل الضفة الغربية و مخاطر إلحاقها بالاراضي المحتلة عام 48 و مدى و انعكاساته القاتلة و انقضاضه على أي افق سياسي مبني على حل الدولتين.
تصريحات النائب والقيادي " محمد دحلان " لا بد أن ينظر لها كدق ناقوس الخطر وصحوة من الغفوة التي أصابت الحالة الفلسطينية بفعل الانقسام والساسة الذين يغردون خارج الاجماع الشعبي والجماهيري ، والذي عنوانه الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة بكل ما تعني الكلمة من مفهوم وطني خالص النية لشعبنا وعدالة القضية.