الكوفية:عمرو طبش: لم يكن الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، يومًا عاديًا، في حياة عائلة أبو تيم، فبينما كانت السيدة "إيمان" تنام على سريرها، إذ بها تسمع صوتًا خارقًا استهدف أرضا زراعية قرب منزلها، الذي يقع في المنطقة الشرقية لمدينة خانيونس.
تحسست السيدة بطنها وهي ترتجف خشية تعرض ضعيرها الذي لم يبصر النور للخطر، لحظات واشتد الألم في أمعائها، لتذهب بعدها إلى مستشفى ناصر الطبي، وعقب توقيع الكشف الطبي عليها، بادرها الطبيب بعبارة واحدة "عظم الله أجركم"، بعد ستة شهور حملت فيها جنينها، لكن صاروخ الاحتلال أفقده الأمل في أن يبصر الحياة.
مأساة
إيمان أبوتيم، البالغة من العمر تسعة وعشرين عامًا، قالت لـ"الكوفية" أنا أم لخمس بنات وولدين، ويوم الحادث ومن شدة صوت القصف في مدينة خانيونس شعرت بالخوف والرعب، بعدها شعرت بألم في بطني، فاتصلت بزوجي، الذي حضر مسرعًا، واصطحبني إلى المستشفى، وعند الوصول للمستشفى، وهناك أخبرنا الأطباء أن الجنين توفي ويجب إجراء عملية إجهاض سريعة.
أسميناه تيم
السيدة الثلاثينية، قالت إنها اتفقت مع زوجها على تسمية طفلهما الذي لم يسلم من عدوان الاحتلال بـ"تيم"، وراحت تجهز ملابسه وأغراضه الخاصة، وكانت تحسب الساعات والدقائق لاستقبال الضيف الجديد، لكن الاحتلال لم يمهلها لتكمل فرحتها، فذهبت الفرحة مع صوت القصف الإسرائيلي.
وأضافت، الاحتلال دائما يسلب الفرحة من الأمهات بحرمانهن من أبنائهن منذ الصغر وحتى عندما يكبرون.
حرقة قلب
محمد والد الطفل، قال، زوجتي كانت تشعر منذ البداية أن حملها لن يستمر في حال استمرار قصف طائرات الاحتلال على المدينة، وكانت تخبره أنه يجب مغادرة المنزل ولكن "كان هذا قضاء الله وقدره".
وأوضح، أنه عندما أخبرهم الطبيب بوفاة الطفل أخذه إلى ثلاجة الموتى، حتى جاء الصباح المظلم، على قطاع غزة، ودفن نجله بألم وقهر وحرقة قلب، على طفله الذي لم يكن يتبق له إلا ثلاثة شهور ليبصر نور الحياة، مضيفًا، "نحتسبه شهيدا عند الله".
ألم الفراق
"محمد" وصف شعوره الذي ألم به عند فقدان ابنه، بسبب صاروخ الاحتلال اللعين، قائلًا، "أحرقوا قلبي، أشعر أن هناك من انتزع قلبي من جسدي، لا أستطيع نسيان مشهد طفلي يموت أمام عيني، وأقف عاجزاً عن فعل شيء".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستثنى أحدًا، بشرًا كان أو حجرا وحتى الشجر، يقتل الأطفال ولا يفرق بين أحد حتى الأجنة في بطون أمهاتهم، وقد انتهك جميع القوانين الدولية والحقوقية ولا يلتزم بأي شي ولا تعنيه جميع الأعراف الدولية.