اليوم الجمعة 21 مارس 2025م
عاجل
  • الصليب الأحمر: تصلنا الكثير من طلبات الاستغاثة من المدنيين المحاصرين سواء في أماكن سكنهم أو نزوحهم
  • مراسلنا: قصف منزل المواطن عدلي قحمان في بيت لاهيا شارع المنشية شمال قطاع غزة
الصليب الأحمر: تصلنا الكثير من طلبات الاستغاثة من المدنيين المحاصرين سواء في أماكن سكنهم أو نزوحهمالكوفية مراسلنا: قصف منزل المواطن عدلي قحمان في بيت لاهيا شارع المنشية شمال قطاع غزةالكوفية القناة 12 عن نتنياهو: لا يمكن أن نواصل العمل مع رئيس الشاباك بناء على أمر قضائيالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الرابع من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية الأونروا: لم تدخل أي مساعدات إلى غزة منذ بداية آذار الجاريالكوفية بالصور|| مركز العرب يناقش «استراتيجية الوحدة العربية» للشرفاء الحمادي في حفل الإفطار السنويالكوفية المحكمة العليا تجمد إقالة رئيس الشاباك ونتنياهو يلمح لعدم انصياعهالكوفية شهداء بينهم 6 أطفال بقصف الاحتلال شقة سكنية ومنزلا في غزة وخان يونسالكوفية الإعلامي الحكومي: الاحتلال يعمق جريمة التجويع والتعطيش بغزةالكوفية تصفيات مونديال 2026: فينيسيوس يهدي البرازيل فوزاً قاتلاً على كولومبياالكوفية «تصفيات المونديال»: مواجهة البحرين تعني الكثير لكلويفرتالكوفية الرئيس التونسي يقيل رئيس الوزراء كمال المدوريالكوفية الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي... و«الدعم السريع»: المعركة مستمرةالكوفية مصر تعلق على أنباء عن عزمها نقل نصف مليون فلسطيني إلى سيناءالكوفية الخارجية: «التعايش الدولي» مع النكبة المتواصلة لشعبنا يشجع الاحتلال على تنفيذ مخططاتهالكوفية الإعلام العبري: المحكمة العليا تجمد قرار الحكومة عزل رئيس الشاباكالكوفية نتنياهو والحرب كوسيلة وحيدة للبقاءالكوفية متى تأمن إسرائيل؟الكوفية كيف يمكن النزول عن الشجرة ..؟الكوفية جيش الاحتلال ينسف مبنى مستشفى الصداقة التركي لمرضى السرطان وسط قطاع غزةالكوفية

نتنياهو والحرب كوسيلة وحيدة للبقاء

12:12 - 21 مارس - 2025
رجب أبو سرية
الكوفية:

لو كان في نية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته المضي قدماً على طريق التهدئة، لتابعا تنفيذ اتفاقية صفقة التبادل مع حركة حماس، خاصة وأن تلك الصفقة قد تمت بعد جهد دؤوب، استمر نحو عام من المفاوضات الشاقة، بل وتأخرت ستة أشهر كاملة بسبب تردد نتنياهو وحكومته، حيث كان يمكن أن يبدأ تنفيذها منذ شهر  أيار العام الماضي استناداً لمبادرة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، التي حصلت على مباركة مجلس الأمن الدولي، فيما نال اتفاق صفقة التبادل الذي تم تنفيذ المرحلة الأولى منه فقط، مباركة البيت الأبيض حليف اسرائيل الاستراتيجي، لكن نتنياهو الذي أجبر على تلك الصفقة لأكثر من سبب، بيّت النية، بأن لا يمضي فيها، وأن يتوقف عند حدود المرحلة الأولى منها فقط، وذلك حتى يخفف عنه الضغوط الداخلية والخارجية، التي طالبته بعقد الصفقة، وتحرير المحتجزين، مقابل الحفاظ على ائتلافه الحاكم، بالتوقف عن متابعة الصفقة.
ولعل خروج أحد قطبي التطرف اليميني الفاشي في حكومة نتنياهو، ايتمار بن غفير من الحكومة، دون الانتقال الى جانب المعارضة، مع بقاء قطب التطرف الفاشي الثاني في الحكومة، بتسئليل سموتريتش مشترطاً عدم متابعة الصفقة والتوقف عند تخوم مرحلتها الأولى، هو ما يؤكد دون أدنى شك، بأن مشكلة الشرق الأوسط الحالية، وأن حالة التوتر ونذر الحرب الاقليمية، وارتكاب جريمة حرب الابادة الجماعية، ومواصلة ارتكاب جرائم الحرب دون توقف، ما هي إلا نتاج حسابات نتنياهو للبقاء في الحكم، بأي شكل وبأية وسيلة، والهرب من المحاكم الداخلية والخارجية على حد سواء، ولأن المدخل الوحيد لهذا هو الاستناد لتحالفه مع بن غفير وسموتريتش، فإنه سيظل متحالفا معهما، وسينفذ كل اشتراطاتهما التي تندرج ضمن برنامجهما السياسي الذي عنوانه دولة اسرائيل الكبرى ذات الحدود الجغرافية التي تضم اضافة الى فلسطين التاريخية، الأردن وأجزاء من سورية والعراق ومصر والسعودية، كما كان قد قال بذلك علانية سموتريتش في زيارة سابقة لباريس.
ولأن الحروب هي الطريق الوحيد الذي اتبعته الدول والجيوش لتوسيع حدودها وللسيطرة على الآخرين، فإن طريق الثالوث المتمثل بنتنياهو وبن غفير وسموتريتش، هي الحرب ولا شيء غير مواصلة الحرب، وممارسة كل الجرائم التي باتت بلا حدود، بما فيها الإبادة الجماعية وبكل يسر وسهولة، نظرا لما تمتلكه اسرائيل من آلة حرب مدمرة، تشمل القنابل التي تزن طنا وأكثر من المواد المتفجرة، والتي عادة تستخدم ضد التحصينات العسكرية القوية جدا، وضد جيوش دول عظمى، وفقط لم تستخدم اسرائيل ضد غزة والضفة وجنوب لبنان، القنبلة النووية التي تمتلك منها العشرات، هذا رغم أن أحد وزرائها وأكثر من مسؤول اسرائيلي كان قد هدد بها، ورغم أن مجموع ما ألقته اسرائيل من قنابل على غزة وحدها، يعادل عدة قنابل نووية من حجم واحدة من القنبلتين اللتين ألقتهما أميركا على هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية.
لم يعد هذا «التحليل» مثار خلاف بين اثنين، بعد كل تلك الفترة التي مرت على تشكيل حكومة نتنياهو الحالية، والتي كان أهم ما ميزها عن حكوماته السابقة، هو دخول التطرف الفاشي فيها كشريك رئيسي، وذلك رغم اعتراض الحليف الاستراتيجي قبل ثلاثة اعوام، على منح نتنياهو حقائب وزارية لكل من بن غفير وسموتريتش لأنهما لم يكونا معروفين فقط بما تقدما به من شعارات وبرامج انتخابية فاشية وحسب، بل بما مارساه ميدانيا من افعال وليس من مجرد الأقوال.
لكل هذا لم يكن مستبعدا ولا مفاجئا، أن يرتكب الثالوث  الحاكم في اسرائيل جريمة حرب الإبادة، لكن المفاجئ والمستغرب هو عجز المجتمع الدولي، رغم الدعوى القضائية في الجنائية الدولية والتي جرمت رئيس حكومة اسرائيل ووزير دفاعه منذ عام بارتكاب جرائم الحرب باسم دولة اسرائيل، لدرجة أن مجرم الحرب ما زال رئيسا للحكومة وما زال يواصل ارتكاب فصول جديدة من تلك الجريمة البشعة، والتي لن يكون آخرها قتل 500  فلسطيني قبل أيام، دون أن تقوم الدنيا ولا تقعد.
والحقيقة أنه ليس هناك من أفق قريب على الأقل يشير الى توقف سلسلة جرائم الحرب الاسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين اليوم وبحق غيرهم غدا، وذلك لأكثر من سبب، وهو أن لا أحد في فلسطين ولبنان وسورية، رفع أو سيرفع الراية البيضاء، ولا أن ما يسعى اليه نتنياهو من صياغة الشرق الأوسط كما يشاء، يبدو بأنه قد صار هدفا قريب المنال، مهما حاول إقناع شعبه بمواصلة فصول جرائم الحرب، لأن هناك من يقاومه في كل انحاء الشرق الاوسط، وقد أثبتت الحرب خلال عام ونصف مضى، بأنها ليست حربا خاطفة، وأنها حرب استنزاف ستطول، وحيث أن الحرب لن تتوقف الا وفق إحدى نتيجتين هما: أن يستسلم الشرق الاوسط بدوله وشعوبه، خاصة دول المشرق العربي كلها ومعهم ايران وتركيا، لمخطط نتنياهو بإعادة صياغة الشرق الأوسط، كما يريد ويشاء، أو أن يسقط نتنياهو، وتفرض على اسرائيل انتخابات مبكرة.
وهذا الاحتمال كان وما زال هو الأقرب للتحقق، نظراً لجدل داخلي اسرائيلي واكب الحرب، ونظراً لفشل جيش وحكومة اسرائيل في تحقيق أهدافهما السياسية والعسكرية التي أعلناها، لكن نتنياهو وبالضد من واقع الحال الميداني، وبالضد من معارضة الحرب الداخلية، وبالضد من الغضب العالمي، واصل الحرب وصمد في وجه الرياح العاتية، وبقي في الحكم يراهن على انتقال ساكن البيت الأبيض من الديمقراطي بايدن للجمهوري ترامب، ولهذا واصل الحرب أكثر مما كان مقدراً لها، في أوساط شركائه، بنحو ستة أشهر، وحيث لاح له مع ترامب بأول تصريحاته الخاص بتهجير مواطني غزة والضفة الفلسطينيين، تحقيق الهدف الرئيسي للحرب، مع احتمال أن ينجح في نفس الوقت في جر الرئيس الأميركي لحرب تريدها اسرائيل منذ سنين مع ايران.
ما زال نتنياهو وشركاؤه في الحكومة الاسرائيلية يتشبثون بخطة ترامب الخاصة بالتهجير، رغم تراجع ترامب نفسه عنها، لهذا بات نتنياهو أكثر قناعة ليس فقط بعدم الانتقال للمرحلة التالية من صفقة التبادل، التي كان واضحا في عدم تنفيذه لها من خلال عدم ولوج طريق التفاوض حولها الذي كان مقرراً منذ اليوم السادس عشر لبدء تنفيذ المرحلة الأولى، ثم لأنه فشل رغم  الدعم الاميركي في محاولة «مط» المرحلة الأولى، رغم تجاوب حماس مبدئيا مع هدف الراعي المصري، بتجاوز «التلكك» الاسرائيلي، وعدم اسقاط اتفاق الصفقة، لكن نتنياهو سارع الى اسقاطها، ليفرض الدخول في مفاوضات جديدة تحت النار، وذلك في أحسن الأحوال.
ليس مهما بأن نقول بهذه المناسبة، بأنه لا فائدة من عقد الاتفاقيات مع اسرائيل وحتى مع أميركا، فأميركا نفسها تنصلت من اتفاق دولي جماعي مع ايران حول برنامجها النووي، كما أن اسرائيل تنصلت من أوسلو، وتقترب من التنصل من كامب ديفيد مع مصر ووادي عربة مع الأردن، وما منعها من ذلك هو صبر مصر، وقد أطلقت اسرائيل باحتلالها ممر فيلادلفيا النار على كامب ديفيد، لكن المهم هو القول، بأنه ليس هناك من طريق لإنهاء الحرب، سوى اسقاط الحكومة الاسرائيلية الحالية، وفي سبيل هذا الهدف يمكن تجنيد الكثير من الحلفاء، على الصعيد الدولي والاقليمي وحتى داخل اسرائيل، ذلك أن نتنياهو سيبقي على الحرب عاماً آخر على الأقل هو الفترة المتبقية من عمر الكنسيت الحالي، بل إنه مع استمرار الحرب سيحاول أن يروج لفكرة تأجيل الموعد الطبيعي للانتخابات بسببها، كما سبق له وأن أجل جلسات القضاء في تهم الفساد وكما فعل وما زال من عدم فتح التحقيق حول مسؤوليته عما حدث في السابع من أكتوبر من العام 2023.
طوال كل هذا الوقت سيواصل نتنياهو إرهاق الدم الفلسطيني، وهو فعلا لم تعد له منذ زمن حياة سياسية دون موصلة الحرب، بحيث صار يعيث تقتيلاً ودماراً في الشرق الأوسط ساعياً لإعادة صياغته.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق