الكوفية:عشية انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين حماس واسرائيل، قامت حكومة نتنياهو باعتماد ما يعرف ب "خطة الجحيم" بهدف الضغط على حماس، و إرغامها على الاستسلام، ونزع سلاحها، مع نفي قياداتها لخارج حدود قطاع غزة، بالاضافة إجبارها على التوقيع على اتفاق يكفل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
اسرائيل التي أعلنت مراراً أنها تقوم بالاستعداد للعودة للقتال لتحقيق أهداف الحرب، هددت بممارسة مزيد من الضغوط على حماس، ومن بين هذه الضغوط تهديدها بقطع الماء والكهرباء عن القطاع، وإخلاء سكان شمال القطاع باتجاه الجنوب.
وفي خطوة موازية قامت اسرائيل باعتماد مقترح ستيف ويتكوف، كإجراء مؤقت لوقف إطلاق لإطلاق النار خلال في شهر رمضان، المقترح يرتكز على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ل 42 يوم أخرى، مقابل قيام حماس في اليوم الأول بالإفراج عن نصف الأسرى الأحياء والأموات، وفي حال استطاع الوسطاء جسر الهوة، بالتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يتم الإفراج عن باقي الأسرى الاسرائيليين.
المقترح إن وافقت عليه حماس يعتبر إنجاز لاسرائيل، ويمنحها فرصة للإفراج عن عدد إضافي من الأسرى الإسرائيليين، ويفسح المجال لنتنياهو التنصل من أي التزامات سابقة، ترتبت على اتفاق وقف إطلاق النار.
نتنياهو الذي يحظى بدعم أمريكي غير محدود، يتصرف من الناحية الفعلية وكأن اتفاق وقف إطلاق النار لم يعد ساري المفعول، وعلى ضوء ذلك قام بالتنصل من تنفيذ البروتوكول الانساني، وهو يدرك تماماً بأن منع المساعدات، وقطع المياه والكهرباء، وعدم إدخال مستلزمات الإيواء، والإغاثة، والمعدات الثقيلة، والبيوت المتنقلة وغيرها للقطاع، تشكل ضغط حقيقي على حكومة حماس وتضعفها في مواجهة أهالي القطاع، الذين أنهكم الجوع،
ولتشكيل ضغط إضافي على حماس تهدد بعودة الجيش للاجتياحات، وتكثيف سياسة الاغتيالات لقيادات من حماس، إضافة ، لاحياء ما اصطلح عليه "خطة الجنرالات".
إصرار اسرائيل على التمسك بمقترح ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى، مع مطالبتها بالإفراج عن عدد من الأسرى الاحياء والجثث مقابل وقف إطلاق النار لعدة أيام أخرى يضع حماس والمقامة أمام خياران لا ثالث لهما، إما القبول بما تمليه اسرائيل من شروط، أو الذهاب لاستئناف الحرب.
حماس في موقف لا تحسد عليه خاصة أنها لا تمتلك سوى ورقة الأسرى، ذات التأثير المحدود،
وربما تجد حماس نفسها مرغمة على تمديد المرحلة الأولى، وتقوم بالإفراج عن بعض الأسرى مقابل وقف إطلاق النار لأيام أخرى، لمنح الوسطاء فرصة لتطويع الموقف الاسرائيلي، لجهة وقف الحرب.
إلى أن يعود ويتكوف للمنطقة لإجراء مزيد من المفاوضات مع الوسطاء، ستبقى المنطقة فوق صفيح ساخن، وستعمد اسرائيل إلى تقليص حجم المساعدات إلى أدنى مستوى.
حماس التي لا تمتلك الكثير من أوراق القوة تدرك أن اسرائيل تحاول تجريدها من "ورقة الأسرى" وأنها ستستأنف القتال من جديد، لذا فإن حماس تضغط من أجل الحصول على ضمانات لجهة وقف الحرب، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع، والبدء في إعادة الإعمار.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، نعتقد بأن على حماس أن تبادر بالانسحاب من المشهد الحكومي، وأن تعطي الفرصة للأشقاء العرب للبحث عن حلول خلاقة، تجنب شعبنا مزيد من الويلات، خاصة أننا على أعتاب القمة العربية الطارئة التي سُتعقد في القاهرة يوم غدٍ الثلاثاء الموافق ٤/٣/٢٠٢٥م.
وأن تمنح القاهرة فرصة للمناورة والضغط من أجل تقريب وجهات النظر بينها وبين اسرائيل، سيما أن مصر تحاول الوصول لحل وسط بمد المرحلة الأولى "أسبوعين بدل من ستة أسابيع" والإفراج عن 3 أسرى احياء و 3 جثامين.
إلى أن تتضح الرؤية فلا يمكن الجزم بشكل كامل هل المنطقة ذاهبة إلى صفقة توقف الحرب، ام أننا في الطريق الى استئناف القتال؟.