متابعات: وصف عميد أسرى حركة فتح في قطاع غزة، ضياء الأغا، يوم السابع من أكتوبر بأنه مفصل تاريخي في النضال الفلسطيني، مؤكدًا أنه حمل رسائل متعددة للاحتلال الإسرائيلي والعالم، ورسّخ وحدة الشعب والمقاومة في مواجهة العدوان.
وقال الأغا في حديث صحفي، إن الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل تصاعد منذ عام 2023، حينما اغتالت قوات الاحتلال 550 فلسطينيًا في الضفة الغربية قبل ذلك التاريخ، متسائلًا: "ألا يُعتبر هذا إعلان حرب على شعبنا؟".
وأشار الأغا إلى أن هذا اليوم شكّل تحولًا استراتيجيًا في الصراع مع الاحتلال، حيث تم كسر مفهوم "الجيش الذي لا يُقهر"، بعدما تم استهداف القوات الإسرائيلية داخل ثكناتها ونقلهم إلى غزة، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الصراع.
وشدّد الأغا على أن السابع من أكتوبر أكد على وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وضرورة التكاتف الوطني تحت راية واحدة، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لتهجير سكان غزة إلى الخارج، إلا أن المواقف العربية حالت دون تنفيذ هذا المخطط.
وفي سياق متصل، نوّه الأغا إلى أهمية التغطية الإعلامية العربية التي دحضت الرواية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن أي استهداف لغزة هو اعتداء على الأمن القومي المصري، وليس تهديدًا لمصر وحدها، كما تحاول بعض الجهات الترويج له.
وفي السياق؛ أكدّ الأغا أن الشعب الفلسطيني أقرب من أي وقت مضى لنيل حريته واستقلاله، مشيدًا بصمود الفلسطينيين رغم ما تعرضوا له من عدوان وحصار.
وقال الأغا "نحيي صمود شعبنا ونضاله، ونؤكد أن الحرية باتت قريبة. وفقًا لمصادر مطلعة، فإنه لن يبقى أي أسير فلسطيني داخل السجون بحلول آخر شهر رمضان، حيث سيتم الإفراج عنهم جميعًا".
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة أظهرت صمودًا أسطوريًا رغم شدة العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن "دولًا عظمى لم تكن لتتحمل هذا الحجم من الهجمات، بل كانت ستنهار سريعًا، لكن المقاومة وشعبنا أثبتوا قوتهم وثباتهم".
وخلال حديثه، استذكر الأغا القائد الشهيد يحيى السنوار، قائلًا: "نترحم على يحيى السنوار وجميع شهدائنا، فهو قائد مناضل استشهد وهو يقاوم الاحتلال فوق الأرض وليس تحتها". كما ترحّم على الشهيد أبو خالد الضيف، قائد كتائب القسام، مضيفًا: "نحييه ونترحم عليه وعلى جميع شهداء غزة ورموز المقاومة من مختلف الفصائل".
وأشار الأغا إلى أن الاحتلال تعمّد قطع جميع وسائل الاتصال والتواصل مع الخارج، مما صعّب التأكد من أخبار الشهداء والمفقودين. لكنه أوضح أن المعلومات التي وصلت تؤكد استشهاد السنوار والضيف، رغم محاولات الاحتلال الترويج لانتصاره من خلال نشر صور الشهداء.
وصف الأغا الاحتلال الإسرائيلي بأنه "ليس دولة، بل مجموعة عصابات نازية تمارس الإجرام بحق الفلسطينيين"، متحديًا مزاعم الاحتلال حول تحقيق الانتصار.
وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني وثباته سيؤديان إلى تحقيق النصر قريبًا، مشيرًا إلى أن المقاومة كانت قادرة على اجتياح المدن الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، لكنها حدّدت أهدافها بدقة بناءً على استراتيجية واضحة، تخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب.
واختتم الأغا حديثه بالتأكيد على أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن الفلسطينيين سيواصلون نضالهم حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
من هو ضياء الأغا؟
يُذكر أن ضياء زكريا شاكر الأغا، المعروف باسم ضياء الفالوجي، وُلد في 19 أبريل 1975، ويُعتبر أقدم أسير من قطاع غزة، حيث قضى أكثر من 32 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
في 10 أكتوبر 1992، نفّذ الأغا عملية فدائية في مستوطنة "جينيتال" التابعة لمجمع "غوش قطيف" الاستيطاني، حيث قتل ضابطًا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، كان أحد المشاركين في اغتيال القادة الفلسطينيين كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار في بيروت عام 1973.
أُفرج عن الأغا في 27 فبراير 2025، ليعود إلى وطنه بعد عقود من الأسر، حاملاً إرث النضال والصمود في وجه الاحتلال.