القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن ما يجري في الضفة الغربية المحتلة هو حملة تطهير عرقي تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي وجغرافي جذري يفرض واقع جديد على الأرض. وأوضح أن الحملات العسكرية الاحتلالية التي تشهدها شمال الضفة ليست تصعيداً عابراً، بل هي استراتيجية عميقة لتفكيك المجتمع وتحويل مدننا ومخيماتنا إلى مناطق غير صالحة للحياة، بما يخدم مشروع الاحتلال الاستيطاني في استئصال وجودنا على ارضنا وترسيخ سيطرة استعمارية مطلقة.
وأشار دلياني إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ خطة تطهير عرقي بأدوات مختلفة، تتجاوز القوة العسكرية التقليدية إلى استراتيجيات قمع ممنهجة ومتصاعدة، قائلاً: "لم يعد الاحتلال يعتمد فقط على القصف الجوي أو الاجتياحات العسكرية المباشرة، بل تبنّى نهجاً أكثر خبثاً يقوم على خنقنا ببطء، عبر تدمير البنية التحتية، وقطع إمدادات المياه والكهرباء، وهدم الأحياء السكنية، مما دفع الاف العائلات إلى النزوح القسري تحت وطأة الضرورة القاهرة."
وأردف القيادي الفتحاوي قائلاً: "ما يجري في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والمناطق المحيطة بها يحمل معانٍ سياسية ايضاً حيث انه بات من الواضح ان احد اهم دوافع حملة التطهير العرقي الاسرائيلية هي القضاء على أي إمكانية لاستمرار مخيمات اللجوء كمراكز مجتمعية وسياسية حامية للهوية الوطنية الفلسطينية."
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي قائلاً: "دولة الاحتلال لا تسعى إلى الضم غير الشرعي فحسب، بل تعتمد سياسة التطهير العرقي التدريجي، حيث يتم مسح مخيمات وقرى فلسطينية بأكملها من الخارطة عبر القمع العسكري المدروس والتدمير الممنهج. وإن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتعامل مع هذه الجرائم على حقيقتها، باعتبارها مخططاً ممنهجاً لإبادة الهوية الفلسطينية والاستمرار في سلب شعبنا الفلسطيني حقه في تقرير مصيره."